لفتتنى بشدة فى احتفالية القوات المسلحة صباح أمس بيوم الشهيد (الندوة التثقيفية 41)، ابتسامة جندى مجند شهيد فى حب الوطن إسلام محمد محمد السيد، (حرس الحدود / شمال سيناء)، فى خلفية تكريم الرئيس السيسى لوالديه.

ابتسامة للتو طازجة، يبتسم لوالديه من خلف الغمام، ابتسامة الشهيد حار فى تفسيرها المفسرون، وتوفّر عليها المحبون، ورضى بها الطيبون.
فى المعجم اللغوى، ابتسامة تعنى بشاشة، ضَحِكَة خَفِيفَة بلا صوت، وبَسَمَ، ابتسم، انفَرَجَتْ شفتاه عن ثناياه، ضاحكًا بدون صَوتٍ، وهو أخَفُّ الضَّحِك وأحسنُه.
ليس بعيدًا عن المعنى اللغوى، مطالعة صور شهداء الوطن فى احتفالية يوم الشهيد تذهلك الابتسامة، الشهداء جميعًا يبتسمون، ابتسامة الشهيد مشرقة تنير الوجوه، عذبة ابتسامة الشهيد، تبلسم القلوب الحزينة.
أحسبها أعذب الابتسامات وأرقها وأجملها، ابتسامة الشهيد تحار العقول الراجحة فى استيعابها، وتدهش العقول النيرة من صفائها، غبطة وحبور، ابتسامة تقول الكثير بالصمت البليغ، بدون كلام، وتهبنا الكثير من الأمل والطمأنينة، ملؤها ثقة فى النصر، وتسرى روحها (روح الابتسامة) إحساسًا طاغيًا بالفخار.
ما تيسّر من سيرة شهداء الوطن، تشع من بين سطورها ابتسامة الشهيد، وكأنها محررة بدماء الشهداء الطاهرة، وابتسامة الشهيد تحمل كل المعانى والأمانى، ابتسامة الشهيد كلمة طيبة بغير حروف.
الابتسامة شعور بالغبطة، والشعور عنوان الإنسانية، والشهيد يضرب مثلًا، أن تضحى من أجل حياة الآخرين، الشهداء يهبوننا الحياة من حيواتهم، الشهادة شرف عظيم لا يناله إلا الموعودون.
الانتماء لهذا الجيش العظيم فى هذا الوطن الكبير أمنية عظيمة من الأمانى العذاب، الشعب الذى يملك مثل هذا الجيش العظيم بهذه الروح الاستشهادية يُكتب له الحياة.
لو تعلمون حجم التضحيات الجسام لخير أجناد الأرض لقبلتم التراب من تحت خطوهم، على الحدود أسود. أبطال القوات المسلحة (والشرطة ومن المدنيين) يدفعون ضريبة الوطن دمًا، بارك الله فى الجنود، ورحم الله الشهداء منهم، أحياء عند ربهم يُرزقون.
تلفتنا الابتسامة عن مطالعة أسماء الشهداء، فجميع الأسماء سواء، يسبقها لقب مقاتل شهيد، درجة من درجات المجد والفخار، مقاتل خُلق للذود عن الحياض المقدسة، ومكتوب فى اللوح المحفوظ شهيد، وكل مقاتل مشروع شهيد، يتسابقون إلى الشهادة، يطلبونها نصرًا أو شهادة.
لن أحدثكم عن الاحتفاء داخل الجيوش والمعسكرات بالشهداء، تتسمى الفرق والكتائب بأسماء الشهداء من القادة والضباط والصف، حتى جندى مجند ضرب مثلًا فى التضحية والشهادة يحظى بالتكريم، مثلما حصل عليها الجندى إسلام.
التسميات يحكمها قانون الوفاء، الرئيس السيسى يرسم طريقًا فى الوفاء، غاب عنا فى زمن الإنكار والنكران، والوفاء شيمة الأوفياء، وعلى طريق الوفاء للرجال الأوفياء يرقد فى ترابها قادة عظام لم نُوفّهم حقهم من الوفاء.
آن الأوان، وإن تعدّوا أسماء القادة العظام لا تحصوها، تاريخ العسكرية المصرية زاخر بالأسماء، كتاب التاريخ العسكرى الفاخر زاخر بالقادة العظام، والحمد لله أن هيّأ لنا قائدًا يعرف الفضل، ويتسم بالوفاء، ويجلى جواهر التاج فى العسكرية المصرية.
أن تختار زهرة من باقة زهور، أن تقف على اسم من أسماء عظيمة، أيهما تختار؟، تختار وأنت مطمئن أن الاختيار سيصادف أهله، وهم أهله، أهلٌ لكل تكريم، فى القوات المسلحة يتنسمون الذكرى العطرة.