القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مصر فى رفح تتحدث عن نفسها .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

تحتفظ صحيفة الوقائع المصرية الرسمية بقرار تاريخى أصدره الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى، مؤرخ يوم الأحد 23 ديسمبر 2012. حمل القرار رقم 203 لسنة 2012.

مصر فى رفح تتحدث عن نفسها .. بقلم حمدي رزق

ونصت (المادة الأولى) منه على: يحظر تملك أو تقرير حق انتفاع، أو إيجار أى نوع من التصرفات فى الأراضى والعقارات فى المناطق الاستراتيجية ذات الأهمية العسكرية والمناطق المتاخمة للحدود الشرقية لجمهورية مصر العربية، بمسافة 5 كيلومتر غربا.

هذا للذكرى والذكرى تنفع الوطنيين الشرفاء.. قرار مسجل بحروف من نور فى سجل الوطنية المصرية، دعك من إخوان الشيطان والمؤلفة قلوبهم أمريكيا، هذا ما كان من الرئيس السيسى يوم كان وزيرا للدفاع، وقائدا للجيش المصرى العظيم، قطع بقراره الطريق على إخوان الشيطان، كانوا يعقدون الصفقات السرية بليل لبيع أرض سيناء بثمن بخس، ثمن خلافتهم المزعومة.

وليس بجديد على رئيس المصريين، موقفه الرافض تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، ولاءاته الثلاث المعلنة: لا للتهجير، لا للتوطين، سيناء ليست الوطن البديل. موقف الرئيس السيسى نموذج ومثال للوطنية، لم يشذ عن غضبة المصريين فى وجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلا مارق، ولم يخاتل فى صدقية نفرة المصريين إلى معبر رفح لإعلانه سدا منيعا ضد مخطط التهجير إلى سيناء إلا شقى.

الغضب المصرى ساطع على الحدود، والرسالة بعلم الوصول. المصريون، شعبا وقيادة، على قلب رجل واحد، ولا يهابون تهديدا ولا يخشون وعيدا، كالذى نشروه فى صورة جيروزاليم بوست الخبيثة، ولا يرهنون إرادتهم الحرة على حفنة مساعدات أمريكية كالتى يلمح بقطعها ترامب.

من الأمثال الفصحى القديمة التى تسربت إلى اللغة الدارجة قول العامة تجوع الحرة ولا تأكل بثديها.. المثل صار معتقدا، تجوع الحرة، ومصر حرة أبية، لا تفرط فى عِرضها، والأرض عِرض، وهذا ما لا يفقهه ترامب ومَلؤُه من المليارديرات الصهاينة الأمريكان. لم يألف رجل الصفقات معانى وطنية كالتى يقتاتها المصريون، وترجمتُها الأرض عِرض، والحدود خطوط حمراء، وتلك حدود مصر فلا تقربوها.

سياسة (العصا والجزرة) التى يجيدها الرئيس ترامب لا تخيل على المصريين، ياكلوها بدُقة ولا سؤال اللئيم، يحسبهم الجاهل الأمريكى أغنياء من التعفف، لا يسألون الناس إلحافا.. وهذا معنى من نص قرآنى شريف. الرئيس السيسى رفض الصفقة قبلا فى

إدارة بايدن، ولا يزال على موقفه الوطنى الشريف فى مواجهة إدارة ترامب، لا يتزحزح سياسيا قيد أنملة، والجيش المصرى على الحدود أسود، والشعب المصرى عن بكرة أبيه فى ظهر القيادة والجيش، وإذا حم القضاء الكل فى واحد، جيش فى شعب، وشعب فى جيش.

مثل هذه الآيات الوطنية لم يعهدها ترامب، يحتاج إلى قراءة معمقة فى معجم المصريين الوطنى، والوقوف على معانى الكلمات التى صدرت من رئيس المصريين، وإذا نادى المنادى سيهب المصريون، ملايين ع الحدود، ولا يغرنكم بالشعب المصرى الغرور.

رسالة رفح وصلت، وعلى مراكز الفكر فى الولايات المتحدة مراجعة أفكارها البالية فى رسم مخططات التهجير والتوطين والوطن البديل، المخططات الصهيونية ستقبر على الحدود المصرية، مصر فى رفح تتحدث عن نفسها: ما رَمانى رامٍ وَراحَ سَليمًا/ مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندى/ كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَىَّ وَجارَت/ ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّى.

حمدي رزق - المصرى اليوم
01 فبراير 2025 |