منذ أربعة أيام، تعيش الولايات المتحدة كابوسا مستمرا، حيث تلتهم الحرائق كل ما يقف في طريقها، بينما السماء مغطاة برماد أسود، والضباب الكثيف يلف الأفق، ليغطي مساحات شاسعة من البلاد في مشهد مرعب، فتتسلل حرارة النيران إلى كل زاوية، ويجد السكان أنفسهم محاصرين بين لهيب النيران وغيوم الدخان التي تلطّخ الأجواء، مكابدين خسائر فادحة.
وشهدت منطقة برونكس فجر الجمعة حريقًا كبيرًا أدى إلى إصابة 7 أشخاص وتشريد أكثر من 200 آخرين، وصعّبت الظروف الجوية القاسية، التي تمثلت في برودة الرياح، جهود إخماد النيران التي لم تُسيطر عليها بالكامل بعد، حسبما ذكرت قناة «سي بي اس».
حريق نيويورك
وقال إريك آدامز عمدة مدينة نيويورك للصحفيين في مكان الحادث «كان هذا حريقًا هائلًا، ولعبت الرياح دورًا رئيسيًا في الظروف التي نواجهها».
وأضاف بن تاكر، مفوض إدارة الإطفاء في نيويورك، أن الحريق الذي اندلع في برونكس كان هائلًا للغاية، وزادت من صعوبة إخماده الرياح القوية وانخفاض درجات الحرارة، واضطر رجال الإطفاء لأخذ فترات راحة متكررة نتيجة لذلك.
واستجاب رجال الإطفاء لحريق اندلع في مبنى سكني مكون من 6 طوابق بشارع والاس، أليرتون، حوالي الساعة 1:45 صباحًا، انتشر الحريق بسرعة من الطابق العلوي ليصل إلى 5 أجهزة إنذار خلال ساعة.
وأمضت أطقم العمل ساعات في محاولة السيطرة على ألسنة اللهب والدخان الشديدة، لكن المسؤولين قالوا إن السقف وجميع الشقق في الطابق العلوي دمرت.
النيران تلتهم لوس أنجلوس
وتكبدت الولايات المتحدة الأمريكية، خسائر فادحة بسبب حرائق الغابات التي اندلعت منذ 3 أيام في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ما قد يجعلها واحدة من أكثر الحرائق كلفة ودمارًا في تاريخ أمريكا.
وتشير تقديرات نشرتها «بي بي سي» إلى أن الخسائر الناجمة عن الحريق قد تتجاوز 135 مليار دولار، فيما قدرت شركة «أكيوويذر» الخاصة للتنبؤ بالطقس الخسائر الأولية للحرائق بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، وذلك بسبب انتشارها في منطقة تضم بعض أغلى العقارات في الولايات المتحدة.
وتتوقع شركات تحليل مالي كبرى، مثل «مورنينج ستار» و«جيه بي مورغان»، أن تتجاوز الخسائر المؤمنة في صناعة التأمين 8 مليارات دولار.
وأفادت سلطات الإطفاء، بأن عدد المباني التي دمرها حريق «باليساديس» تصل إلى أكثر من 5300 مبنى، بينما تجاوز عدد المباني التي دمرها حريق «إيتون» 5000 مبنى.