في واحدة من أكثر الليالي حزنًا في عزبة الزرايب بالقاهرة، اندلعت سلسلة حرائق التهمت بعض المصانع الكائنة في منازل العزبة، مسببة حالة من الذعر بين السكان.
وتصاعدت ألسنة اللهب، وأضاءت المنطقة، فيما هرعت قوات الأمن إلى المكان، حيث دفعت بتمركزات من قوات الأمن المركزي لمعاونة قوات الحماية المدنية في السيطرة على النيران وإفساح الطريق لسيارات الإطفاء التي كانت تواجه صعوبة في الوصول بسبب الطرق الضيقة والازدحام.
وفي الشوارع، تجمع عشرات السكان في حالة هلع، النساء والأطفال وقفوا يبكون، بينما كان الرجال يحاولون مساعدة رجال الإطفاء بشتى الطرق.
واختلطت أصوات الصراخ بصوت صفارات سيارات الإسعاف والإطفاء التي لم تتوقف عن العمل، وكان رجال الإسعاف في سباق مع الزمن لإنقاذ المصابين الذين يعانون من حروق واختناقات بسبب الدخان الكثيف.
محافظ القاهرة حضر إلى المكان ليقف على تطورات الموقف، وسط محاولات من الأهالي للوصول إليه والشكوى من ضعف البنية التحتية في المنطقة الذي تسبب في تأخر وصول المساعدات.
ورفض الأهالي العودة إلى منازلهم خوفًا من امتداد النيران، وبدلًا من ذلك ظلوا في الشوارع، يرددون الأدعية، راجين أن يمر هذا اليوم بسلام دون أن يفقدوا أي أرواح أو مزيد من الممتلكات.
وفي زاوية الشارع، كانت سيدة مسنّة تجلس على الأرض، تحتضن حفيدها وتبكي بعد أن فقدت منزلها الذي كان يأوي 3 أجيال من أسرتها على حد قولها، وقالت بصوت متهدج: «ما لنا غير ربنا… بيتنا راح وكل اللي تعبنا فيه طول العمر راح معاه».
ورغم جهود رجال الإطفاء وقوات الأمن، كانت السيطرة على الحريق مهمة صعبة بسبب الرياح الشديدة ومواد البناء غير الآمنة التي ساعدت على انتشار النيران بسرعة، ومع ذلك لم يستسلم رجال الحماية المدنية الذين واصلوا عملهم لساعات طويلة حتى تمكنوا من احتواء معظم النيران.