مع إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن نظام شهادة البكالوريا كبديل لنظام الثانوية العامة، سادت حالة من الجدل بين أولياء الأمور، حيث تباينت أراء أولياء الأمور، بين الموافقة والاعتراض، حيث يري البعض أن
هذا النظام سيمثل عبء إضافي على كاهل أولياء الأمور وتغيير نظام القبول للجامعات، بينما يري البعض الأخر أن نظام البكالوريا يتيح للطلاب دراسة مواد إضافية أو التوسع في مسارات تعليمية مختلفة بعد الانتهاء من المسار الأساسي.
وقالت رودى نبيل، مؤسس «معا لغد مشرق التعليمى»، إن البكالوريا تعد خطوة جريئة لتطوير المناهج الدراسية بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل، بجانب أن النظام الجديد يجمع بين المواد العلمية، الأدبية، والفنية، ما يمنح الطلاب فرصة لاختيار ما يناسب ميولهم وقدراتهم، ويُعدهم لمستقبل أفضل.
وأضافت لـ«المصري اليوم» أن نظام البكالوريا يحظى باعتراف دولي، مما يُعزز فرص الطلاب في متابعة دراستهم أو العمل بالخارج، فاتحًا آفاقًا جديدة لتحقيق طموحاتهم، ويوفر فرصًا متعددة لتحسين الدرجات، لكن هذا يحتاج إلى إعادة النظر في الرسوم المرتبطة بهذه الفرص لضمان تكافؤ الفرص لجميع الطلاب.
وعن التحديات في نظام البكالوريا أكدت أن هناك تخصصات متعددة قد ترهق بعض الطلاب الذين يفتقرون إلى ميول معينة، مثل الإحصاء أو الرياضة، وهذا التنوع قد يُسبب ضغطًا دراسيًا يؤثر سلبًا على الأداء بجانب فرض رسوم مالية على الامتحانات الإضافية يُثير مخاوف بشأن العدالة الاجتماعية، حيث قد يُحرم بعض الطلاب من فرص التحسين بسبب التكلفة.
وتابعت أن تقسيم الثانوية العامة إلى عامين تعد خطوة إضافية للأعباء المادية والنفسية على الأسر والطلاب، مما يستدعي إعادة تقييم جدوى هذا الإجراء.
أما عن تحديات إدراج مادة التربية الدينية في المجموع أوضحت أن التربية الدينية تختلف وفقًا لديانة الطالب، مما يُؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص، بجانب أن اختلاف المحتوى يُنتج تباينًا
في مستوى الصعوبة بين الامتحانات، مشيرة إلى أن تحويل التربية الدينية إلى مادة مضافة للمجموع قد يُفقدها جوهرها الوجداني والروحي، بدلًا من التركيز على القيم، قد تصبح مادة
معرفية تخضع للدروس الخصوصية والمذكرات، مشيرة إلى أن إضافة المادة للمجموع يضع عبئًا جديدًا على الطالب والأسرة، مع احتمال فقدان التركيز على الجانب التربوي لصالح السعي وراء الدرجات.
واقترحت تنظيم ندوات دينية تجمع بين ممثلي الأزهر والكنيسة لتطوير الوعي الديني بعيدًا عن المجموع، وتخصيص درجة نجاح مستقلة للتربية الدينية بدلًا من إضافتها للمجموع.
وأوضحت أن نظام البكالوريا تعد فرصة ذهبية لإحداث ثورة في التعليم، لكنها تحتاج إلى تخطيط مُحكم لضمان تحقيق العدالة والكفاءة، إن نجاح هذا النظام يعتمد على توافق مجتمعي فعلي، وتوفير الموارد، والالتزام بحماية حقوق الطلاب من أي تمييز، مع إشراك أولياء الأمور كركيزة أساسية لضمان التنفيذ السليم والاستمرارية الناجحة.
ووصفت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، مقترح شهادة البكالوريا المصرية «بديل الثانوية العامة» بـ«الممتاز والبسيط وغير المشتت للطالب».
وقالت عبير، في تصريحات صحفية، إن المقترح يتضمن دراسة الطالب 7 مواد أساسية داخل المجموع، إضافة إلى مادتين خارج المجموع، في الصف الأول الثانوي، بينما يدرس الطالب 3 مواد أساسية ومادة تخصص بالصف الثاني الثانوي، وفي
الصف الثالث الثانوي يدرس مادة التربية الدينية بالإضافة إلى مادتين تخصص بإجمالي 3 مواد، ويلتحق الطالب بالجامعة بناء على المجموع في الصفين الثاني والثالث الثانوي، وبالتالي عدد المواد في المقترح قليل ولا تشتت الطالب.
وأكدت على ميزة أخرى في مقترح شهادة البكالوريا المصرية، ألا وهي: «نظام التحسين مرتين في العام، حيث يبعد الطالب وولي الأمر عن الضغط النفسي والتوتر والقلق من المجموع، لأنه يعطيه الفرصة للتعويض في حالة أراد الطالب ذلك»، مستطرده: «الجميل أيضا، عندما يقوم الطالب بالتحسين وحصل على مجموع أقل مما حصل عليه في الامتحان لأول مره، فتحسب له الدرجة الأعلي، وهذا أمر جيد جدا».
وأشارت عبير إلى أن مقترح البكالوريا المصرية تقضي بنسبة كبيرة على الضغط النفسي الذي يعاني منه الطالب وأولياء الأمور في الثانوية العامة، خاصة مع كل هذه المميزات التي يتمتع بها المقترح الجديد، ولكن إذا تم تطبيقه كما اعلن عنه دون تغيير فيه، بالإضافة إلى ضرورة وجود معلمين متخصصين وبنية تحتية مناسبة داخل المدارس.
وشددت مؤسس اتحاد أمهات مصر وائتلاف أولياء الأمور، على أهمية الحوار المجتمعي لجميع عناصر العملية التعليمية من معلمين وخبراء وأولياء الأمور، لإبداء رأيهم في المقترح ومشاركتهم فيه قبل تطبيقه.
«سماع كلمة بكالوريا رجعتنا لسنتين ورا» بهذه الكمات بدأت منى أبوغالي منسق حملة حوار تربوي مجتمعي حديثها لـ«المصري اليوم» مشيرة إلى أن البكالوريا كانت تعد بمثابة شهادة إتمام مرحلة مهمة يستطيع الخريج منها العمل في المصالح الحكومية، ولكن يظل السؤال الأهم هل ستكون نهاية مرحلة البكالوريا مثل الشهادات الفنية؟.
وأضافت أن الهدف من نظام البكالوريا هو تقليل عدد المتقدمين للجامعات الحكومية، لأنه بعد تنفيذ هذا النظام سيتغير نظام القبول للجامعات وستختفي كليات بعينها، لذا سيكون هناك إقبال على الجامعات الخاصة كتحديد لمستقبل الطلاب.
وأوضحت أن فكرة التخصصات للمواد يعد شيء إيجابي لإمكانية اختيار الطالب لميولة ومواد دراسته، ولكن من الممكن أن يكون النظام ظاهره حلو وباطنه مر.
بينما تري إحدي أولياء الأمور أن نظام البكالوريا المصري المقترح كبديل للثانوية العامة، الذي تم طرحه خلال اجتماع مجلس الوزراء، يحمل العديد من الإيجابيات، كما أنه يسهم في تقليص رهبة الثانوية العامة بشكل كبير، ويوفر فرصة أخرى للطلاب في حال تعرضهم لأي ظرف طارئ أو إخفاق أثناء الامتحانات.
وأشارت إلى أن إعادة هيكلة المواد الدراسية وتقليص عددها يساهمان في تخفيف الضغوط على الطلاب والأسر، حيث يمنحهم وقتًا أكبر لفهم المقررات الدراسية ويقلل الحاجة للدروس الخصوصية.
كما شددت على أهمية مراعاة ظروف أولياء الأمور في ما يتعلق بتكلفة نظام التحسين، مشددة على ضرورة أن تكون الرسوم مناسبة لضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.