القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

كل ثانية تفرق.. لماذا ترتفع وفيات الشباب بأمراض القلب وكيفية الوقاية منها؟

بعمر 31 عامًا، كان محمد بشري، شابًا من محافظة الأقصر، يُعد رمزًا للنشاط بين أصدقائه. في إحدى الليالي، وأثناء انشغاله بالعمل لساعات طويلة على مشروعه الخاص، شعر فجأة بآلام حادة في صدره، مصحوبة بضيق في التنفس وتعرق غزير.

كل ثانية تفرق.. لماذا ترتفع وفيات الشباب بأمراض القلب وكيفية الوقاية منها؟

ظن أن الأمر مجرد إرهاق عابر، فتجاهل الأعراض، إلا أن حالته ساءت بسرعة كبيرة. اضطر أهله لنقله على وجه السرعة إلى أقرب مستشفى، حيث تم تشخيصه بإصابته بجلطة حادة في القلب، للأسف، أدت الجلطة إلى وفاته على الفور، لتكون صدمة لعائلته وأصدقائه.

محمد بشري لم يكن الشاب المصري الوحيد الذي تتزايد علامات الاستفهام حول الإصابة المتزايدة في سن الشباب بأمراض القلب، حيث فتحت وفاة الملحن محمد رحيم العديد من التساؤلات حول نفس النقطة حيث كشف شقيقه طاهر عن إصابته بذبحة صدرية في يوليو الماضي اضطرته لإجراء عملية قسطرة في القلب، كان يعاني من مضاعفات صحية، لكنها لم تتوقع أن تكون نهايته وشيكة وهو بالكاد في الأربعينيات من عمره.

:

تفاصيل جديدة في تحقيقات وفاة محمد رحيم.. زوجته تكشف اللحظات الأخيرة في حياته

السبب الأول لوفاة الشباب

وفي مؤتمر صحفي لوزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار قال: إن معدل الوفيات نتيجة أمراض القلب يحتل المرتبة الأولى عالميا ومحليا، معلنا عن تدشين مبادرة كل ثانية حياة لمواجهة الأزمة بشكل عام للجميع ومنهم أصحاب الأمراض المزمنة، حيث لم يقتصر المرض على كبار السن فقط، ولكن هناك شباب كثيرين يصابون بأزمات قلبية تودي إلى الوفاة.

وقال الدكتور عمرو الحديدي استشاري القلب والأوعية الدموية والقسطرة إن معدل وفيات الشباب بسبب أمراض القلب متزايد بشكل كبير حيث أرجع ذلك إلى كهربية القلب وضعف عضلة القلب وأمراض الوراثة إلى جانب التوتر الشديد نتيجة الضغط الزائد مؤخرا الذي يتعرض له الفئات الأصغر سنا ما يؤدي إلى الإصابة بالجلطات.

وأضاف استشاري القلب لـالمصري اليوم أن هناك ظواهر واضحة للإصابة بالقلب يفضل معها اللجوء للطبيب والمتخصص بشكل عاجل منها الشعور بضربات قلب غير منتظمة، آلام في الصدر بمجرد بذل مجهود، إلى جانب وجود مصابين بالجلطات القلبية أو أمراض القلب في التاريخ الأسري للعائلة إلى جانب عوامل تؤثر على شرايين القلب مثل الضغط والسكر.

وأشار إلى أنه يتوجب على الجميع عمل التحاليل والكشوفات اللازمة كل 6 أشهر إلى سنة خاصة وأن أمراض القلب قد تأتي مفاجأة في كثير من الأحيان وليس محمي عنها الشباب أو كبار السن وإنما تأتي للجميع، مشددًا على أنه مع دخول فترة الأربعينيات يجب عمل كشف دوري كل 6 أشهر.

دراسة علمية حول إصابة الشباب بأمرض القلب

وحسب دراسة علمية منشورة مؤخرا ونشرها المركز الوطني لإحصائيات الصحة في الولايات المتحدة، فإن معدل النوبات القلبية بين الشباب في تزايد ملحوظ، ورصدت تزايد نسبة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاما ممن عانوا من نوبة قلبية، خلال الفترة بين 2019 والعام الماضي.

ويعضد ذلك حديث لطبيب القلب وعالم الأوبئة في جامعة كولومبيا والذي يرجع السبب في تزايد إصابة الشباب بأمراض القلب إلى أن منحنى الزيادة في السمنة أكثر حدة بكثير في البالغين الشباب مقارنة بالبالغين الأكبر سنا.

بينما العامل الثاني حسب الدراسة فيرجع إلى تأثير جائحة كوفيد-19 على صحة القلب، فقد أظهرت دراسات أن فيروس كورونا قد يلحق الضرر بهذا العضو الحيوي وبالجهاز القلبي الوعائي، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وحسب

إحصائيات أول عامين من الجائحة لوحظ زيادة بنسبة 30 بالمئة في وفيات النوبات القلبية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاما مما يسلط الضوء على الآثار طويلة المدى المحتملة للفيروس، حتى بين الفئات العمرية الأصغر سنا.

أسباب محلية

وقال الدكتور وليد عباس استاذ جراحة القلب بالمعهد القومي للقلب لـالمصري اليوم إن هناك العديد من الأسباب في تزايد إصابات القلب بين الشباب بينها انتشار الإصابة بأمراض الدم والسكر والضغط إلى جانب التدخين في سن صغير ولجوء الشباب إلى الأكل غير الصحي في أغلب الأحيان.

وأضاف استشاري جراحة القلب بالمعهد القومي أن الأكل الصحي يبقى مليء بالسمن النباتي والزيوت مايؤدي إلى قصور بالشريان التاجي وهي واحدة من أهم مسببات الوفاة بأمراض القلب المختلفة، مشيرًا إلى أن الرجال معرضين أكثر للإصابة والوفاة بأمراض القلب عن النساء المحميات بهرمونات الأنوثة والتي تؤدي لوقاية أكبر من الكوليسترول.

إجراءات عاجلة محلية

وأعلنت وزارة الصحة والسكان إطلاق خط ساخن للتوعين بالساعة الذهبية الأولى للمصابين، وهي ساعة فارقة في إنقاذ حياة مرضى القلب، وتوفير الخط الساخن 16474 لتلقي الحالات الحرجة والعاجلة.

وأعلنت إلى جانب ذلك العديد من المبادرات منها مع وزارة الشباب والرياضة لوضع بروتوكول علاجي يسهم في تقليل حجم الإصابات بالأزمات القلبية المفاجئة للرياضيين.

وحسب توجيهات الأطباء الذين تحدثوا لـالمصري اليوم فإن الكشف الدوري والمتابعة المستمرة مع الأطباء والمتخصصين تبقى السبيل الوحيد للقدرة على مواجهة القاتل الصامت للشباب مؤخرا.

المصرى اليوم
25 نوفمبر 2024 |