القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

صداقة مجدي يعقوب والأميرة ديانا: متفانية في تقديم المساعدة وتخفيف معاناة البسطاء

يعتز البروفيسور مجدى يعقوب بالعديد من الشخصيات التى التقاها خلال مسيرته العملية والعلمية، ومن بين هذه الشخصيات الأميرة ديانا أميرة ويلز، والتى لعبت دوراً شرفياً فى حياة «يعقوب» وعمله فى وحدة القلب بمستشفى «هيرفيلد»، وتركت به أثراً لا يُمحى، وكان اشتراك «ديانا» مع فريق يعقوب صادقاً وكثيفاً، وفى بعض الأحيان مثيراً للجدل.

صداقة مجدي يعقوب والأميرة ديانا: متفانية في تقديم المساعدة وتخفيف معاناة البسطاء

لكن الصداقة التى نشأت بين الأميرة ويعقوب وأسرته كانت عميقة ومفعمة بالمشاعر من الجانبين، وهى الصداقة التى توطدت حيث كانت «ديانا» تزور منزل أسرة يعقوب، إذ عثرت على ملاذ شعرت فيه بالحب والتقدير فى فترة اضطراب عظيم على صعيد حياتها الخاصة.

بدأت الحكاية فى مستشفى «بروميتون» الملكى فى تشيلسى، حينما كانت الأميرة فى زيارة لمريض عالجه الجراح المعروف، حسنت خان، فى أواخر أغسطس سنة 1995، وقال «يعقوب» فى مذكراته الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية: «كنت أقوم بجولاتى ودُهشت، بل ربما ذهلت هى الكلمة الأدق، إذ رأيت ديانا، أميرة ويلز، تتكلم مع أحد المرضى، فور دخولى الغرفة نهضت السيدة الأشهر فى العالم واقفة كأنها تلميذة».

وجرى حوار بين الاثنين، يومها تأكد «يعقوب» أن «ديانا» تعرفه جيداً وتقدره كثيراً، وفى وقت لاحق من اليوم نفسه التقت بـ«يعقوب» فى مكتبه، وحدثته عن المريض الذى زارته، وهكذا بدأت صداقة دافئة بينهما دامت حتى وفاة أميرة القلوب.

ويذكر «يعقوب»: «مع معرفتى بديانا، افتُتنت بشخصيتها ومدى اختلافها عن الصورة التى كثيراً ما يصورها بها الإعلام، والأمر الذى بهتنى فيها لم يكن دفئها وحده، وإنما ذكاؤها، وكان واضحاً أنها مؤمنة بالعلم ومتلهفة على الاشتراك فى العمل الذى كنا نقوم به».

أصر «يعقوب» على اشتراك ديانا فى مستشفى هيرفيلد وعملها مع مرضاه فى بروميتون الملكى فى الوقت الذى شهد انفصالها عن الأمير تشارلز، وكان دافعه هو العطف على البشر العاديين، والرغبة الجارفة فى مد يد العون لهم، بعيداً عن وهج الكاميرات.

ولم تكن الأميرة تكتفى فقط بزيارة المرضى، ولكنها تريد أن تعرف ما يمرون به فى غرفة العمليات، وفى 1995 سألها «يعقوب» إن كانت تود أن تشاهد عملية ترقيع الشريان التاجى لمريض، ومن بعد موافقة المريض، وبالفعل حضرت العملية بعيداً عن تغطية الإعلام.

الجرَّاح العالمى: «أميرة ويلز» كانت ملتزمة بإنجاز ما فى وسعها لدعم جمعيتنا الخيرية

ويؤكد «يعقوب» أن «ديانا كان لديها اهتمام أصيل بأمراض القلب، وبخاصة لدى الأطفال، وكانت ملتزمة بعمل ما فى وسعها لدعم جمعيتنا الخيرية وأمثالها.

وكانت متفانية فى المساعدة فى تخفيف المعاناة، ومن المؤكد أن زيارتها لهيرفيلد كانت تحقق ذلك». كما كانت تعمل فى مساعدة المرضى من وراء ستار، فقد كان الأطفال الذين تأتى بهم من الخارج يحضرون بالمجان على الخطوط الجوية البريطانية.

ويقول عن رحيلها فى 1997: «لم أستطع أن أصدق أننا فقدناها»، متابعاً: كانت «بالنسبة لى، مثلما اشتهر قول تونى بلير عنها، أميرة الناس لأنها تشعر فعلاً بألم الناس، سواء أكانوا مرضاى أم أطفالاً أم آخرين من العالم الثالث

يعانون من إصابات مأسوية»، ولا يزال صوتها فى رأسى يحثنى على المواصلة كنت أشعر أنها أسبق منى بخطوة، فقد كانت لنا أهداف واحدة، هى الأهداف نفسها، لا فيما يتعلق بالقلب بالضرورة، ولكن فى كل ما يتعلق بتخفيف آلام وشقاءات البشر.

الوطن
22 ابريل 2024 |