القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

معجزة خلق عينين| كنت أعمي والآن أبصر.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بأحد التناصير

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد الموافق 21 أبريل، بـ "أحد المولود أعمى" أو “أحد التناصير”، وهو الأحد قبل الأخير في الصوم الكبير، حيث يسبق أحد السعف، ثم أحد القيامة، وهو ضمن الـ 8 آحاد الخاصة بالصوم الذي يستمر لمدة 55 يوما.

معجزة خلق عينين| كنت أعمي والآن أبصر.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بأحد التناصير

الأحد السادس للصوم الكبير

ويعد “أحد التناصير” هو الأحد السادس من الصوم الكبير، وسمي بهذا الاسم لأن الكنيسة الأولى اعتادت أن تمنح جماعة الموعوظين سر المعمودية قبل عيد القيامة، ولذا تعارف عليه شعبيا باسم أحد التناصير، حيث يحرص المسيحيون على تعميد أطفالهم في هذا اليوم.

وفي هذا اليوم تحيي الكنيسة تذكار شفاء السيد المسيح للمولود أعمى الذي لم يبصر يوما في حياته، ويتم قراءة إنجيل قداس الأحد السادس "أحد التناصير" وهو إنجيل النور، إنجيل المولود أعمي الذي خلق له المسيح البصر من جديد، حيث لم يكن له عينان ولم يبصر يومًا في حياته.

والكنيسة الأولى ربطت بين المعمودية وأحد المولود أعمى، وكانت الكنيسة الأولى تربط بين إنجيل المولود أعمي وبين طقس المعمودية، باعتبارها نورًا بحياة المسيحي ينير له الطريق وينقله من ظلمة الجهل إلى نور المعرفة، حتى أنه يوجد في سراديب روما التي من القرن الثاني نقوش بالفريسكو لإنجيل المولود أعمي تحت عنوان المعمودية كشرح لعملها السري الذي ينير النفس.

وتدعو الكنيسة شعبها من خلال إنجيل المولود بنقاوة القلب، التي من خلالها يعاين الإنسان الله. ويُقرأ في هذا اليوم من إنجيل يوحنا البشير، الإصحاح التاسع بأكمله الذي يروى معجزة “شفاء السيد المسيح للمولود أعمى”.

إنها معجزة خلق عينين

والسبب في اختيار هذا الفصل أنه يصف حالة المعتمد قبل نوال سر المعمودية وبعده، فمن يتقدم للمعمودية يعتبر مولودًا أعمى بالخطية الأصلية وبنعمة المعمودية يغتسل في جرن المعمودية (الذي يشير إلى بركة سلوام) فيخرج منها وقد تطهر من خطاياه وانفتحت عيون قلبه ونال بصيره روحية يعاين بها بهاء الله - وفق المعتقد الكنسي.

أما عن رمز المياه في “سر المعمودية”، فيتم استخدام المياه في هذا السر، إذ إنه بحسب الإنجيل "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح"، كما أن الماء يرمز إلى الموت والحياة في عبور البحر الأحمر لبني إسرائيل في العهد القديم، موت للشر والشيطان ممثلاً في فرعون، وحياة لأولاد الله الخارجين من الماء.

وفي وقت سابق، قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: “نتذكر معجزة السيد المسيح للمولود أعمي، المسيح في هذه المعجزة هو “النور” الحقيقي كما نعبر عن ذلك يومياً في صلاة باكر، في مقابل الظلمة التي هي قوة الشرير أو نظام حياة الشر”.

وأضاف أن “المعجزة وسيلة إيضاح لحقيقة لاهوتية كبرى أنه هو الخالق، إنها معجزة خلق عينين، انتهت بالسجود كعبادة وليس احتراما فقط، بالاعتراف والإيمان بابن الله”.

وتابع: “نال هذه المعجزة الشخص المؤمن فقط، بمعنى أن في قلبه تربة صالحة لبذرة الإيمان”.

واختتم البابا: “لم تكن المعجزة في فتح عيني هذا الرجل، لكن في فتح قلبه للمخلص. كان أعمى جسديا وروحياً، لكن عيناه وقلبه انفتحوا لأنه استمع إلى الكلمة وآمن بها وأطاعها، فاختبر نعمة الله”.

صدى البلد
21 ابريل 2024 |