القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الأنبا بولس: الزوج هو “كاهن الأسرة” والكنيسة ائتمنته ليجمع العائلة حول كلمة الله الحية كل يوم

صلى نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس أسقف الرعاية والعمران أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، اليوم الأحد الموافق 11 فبراير الجاري، القداس الإلهي بكنيسة مار مرقس مونتريال سان مارك

الأنبا بولس: الزوج هو “كاهن الأسرة” والكنيسة ائتمنته ليجمع العائلة حول كلمة الله الحية كل يوم

مونتريال، وشارك فيها عدد كبير من شعب الكنيسة، وخدم القداس الإلهي مع نيافته أبونا الحبيب والغالي أبونا فيكتور نصر القلب النابض، لكنيسة مار مرقس مونتريال، وأبونا الحبيب والغالي أبونا ماركوس كيرلس، كاهن كنيسة سان مارك مونتريال.

= الكنيسة تعلمنا كيف نميز بين الطعام البائد والطعام الباقي؟ قائمة مخيفة للطعام البائد ..

قال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس أسقف الرعاية والعمران في عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس إن إنجيل اليوم يحدثنا عن سر الافخاريستيا، والطعام الباقي والفارق بينه وبين الطعام

البائد. وهنا يا أحبائي لكنيسة تعلمنا عن نميز بين تبعية السيد المسيح من أجل نفسه؟ أم من أجل مصالحه؟ مهم جدا أن يكون لواحد علاقة شخصية بالمسيح يسوع، يكون هناك أعمال وإيمان شخصي، بأنك تتعب السيد

المسيح بقلبك، وليس لأنه يعطيك عطايا من المال والأبناء. ومعملنا يوحنا كشف مهم جدا، هو أننا نتبع السيد المسيح لأنه يعطينا الغذاء والأكل، ولهذا نتبعه. وكان اليهود ينتظرون مخلص ليساعدهم على الازدهار.

الكنيسة تعلمنا أن المسيح يسوع هو مسدد ومعطي الخيرات.. ولكننا هل نتبعه لنفسه؟ أم لأجل العطايا التي يقدمها لنا؟ وقال السيد المسيح في نهاية انجيل اليوم اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيه لكم ابن البشر، لأن قد ختمه الله.

ومن المهم أن نعرف معنى الطعام البائد، وهو كل شهوة في القلب تبعدك عن الله، وكل علاقة أو تعلق يبعدك عن الله، وليس الغذاء المعروف ماديا. ومعلمنا بولس الرسول يحدد لنا قائمة مخيفة من الطعام البائد ممثلة في:

لا زاني ولا طماع، ولا عابد وثن شهوة في القلب، أو شتام أو سكير أو خطاف، كل هؤلاء لا يدخلون ملكوت السماوات. وكرر ولا زناة ولا عبادة أوثان ولا مضطجعي ذكور هومو سكشيوال، قائمة مخيفة، يقصد منها الطعام البائد.

= ما المقصود بالطعام الباقي .. صلة حياة مع الله؟ الاستعداد والاستحقاق للتناول من جسد ودم السيد المسيح

أضاف نيافته: ولكن الطعام الباقي، ابن الإنسان يعطيه، والله موافق عليه، ويتضمن أولا جسده ودمه، حيث قال في يوحنا 5: من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا فيا، أي أن هناك صلة حياة، ومهم أن يكون تناول الجسد والدم باستحقاق،

ونستعد بالتوبة والاعتراف، ونقول: يا رب أريد أن اتبعك من كل القلب. ويقول القديس أوغسطينوس: أن كتثر من المسيحيين، يتبعون المسيح من أجل الطعام البائد، مثل الحصول علي مال أو وظيفة أو تسديد أقساط قرض البيت، وغيرها،

علي اعتبار أن الله هو معطي الخيرات. وقليلون هم الذين يجدوا يسوع المسيح. واستعد في قلبك بالتوبة، اتبعك بكل القلب، قبل التناول، واسال نفسك ما هي الشهوات التي تملأ قلبي وتفصل بيني وبين السيد المسيح؟ حتى استعد للتخلص منها.

= إن لم يتفتحوا الكتاب المقدس في البيت .. كلمة وقانون إبليس ستحل محلها فيتزعزع البيت

قال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس أسقف الرعاية والعمران: كلام السيد المسيح، كلمة حية، وهي في الكتاب المقدس، والكتاب المقدس الذي لا يفتح في

البيت، يحل محل كلمة الله، كلمة وقانون الشيطان يحل محلها، لذا جمعوا أولادكم، وأبدوا في قراءة كلمة الله الحية في الكتاب المقدس، يا حبذا لو كل يوم نصف ساعة علي الأقل،

ويا حبذا لو كاهن الأسرة، أب الأسرة يبدأ في شرح ما يقرأه أولاده وبناته فيما يقرؤانه من كلمة الله الحية، بأي لغة يحبذون القراءة بها باللغة العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية.

ولادنا يتعرضون لأسئلة كثيرة، ونحن أحيانا الآباء والأمهات- غير قادرين على الاجابة عليها، لأننا للأسف لا نتغذى على كلمة الله المقدسة في الكتاب المقدس. قراءة الكتاب المقدس، حتى لو على الأقل كل

يوم نصف ساعة، ولذا نقول سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي. وسيكون كل أمر أمام الله، ومشروحة أمام الله، ويقول لا يذل ولا تعثر قدماه، حسب المزمور، وهذا هو الطعام الباقي، كلمة الله الحية في الكتاب المقدس.

= ديار الرب ليست الكنيسة فقط، بل أيضا اجعل بيتك دارا للرب .. لماذا تلبس الكنيسة الزوج البرنس في الإكليل؟

أكد أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس أسقف الرعاية والعمران: النوع الثالث من الطعام، هو الوقوف أمام الله، حيث تشتاق طبيعتنا للوقوف أمام الله، كما قال داوود النبي كما تشتاق الأيل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي للدخول إلي ديارك يا رب. وديار الرب ليست الكنيسة فقط، بل إجعل دارك بيتك دار مقدس تقف فيها أنت وزوجتك وأبناءك وبناتك أمام الله.

وأكثر ما يجعل البيت مزعزعا، عدم وجود ذبيحة مقدسة، وعدم وجود صلاة في هذا البيت. كل زوج ائتمنته الكنيسة وألبسته البرنس في الإكليل، لأنه كاهن كاهن الأسرة، والكاهن لا يقدم فقط، ولكن يقدم ذبيحة، ومن أجلهم أقدس أنا بيتي.

مهم أن يكون الرجل الزوج يرفع الصلاة، كل العائلة الزوج والزوجة والأبناء تصلي، يجب أن تكون هناك صلاة في البيت والأسرة، مجرد صلاة الآبانا أبانا الذي تعطي قوة وتقديس للبيت، تخيلوا لو كل ابن وابنة قال مزمور أو جزء من

التسبحة أو جزء من الإبصالية، وتجعل لك حياة مع الله، وعطية الله كاملة، والكلمة قوة، جسد ودم السيد المسيح، نقول يا رب قد خارت قوانا، ولكن نحوك أعينا، لذا تجد الإيمان الشخصي، ارتفع، وليس مجرد اي كلمة أو أي رياح تعليم تهز البيت.

يا أحبائي انتبهوا، ابليس عدوكم يجول ويزأر، يبحث عن كل ضعيف ليبتلعه، قاوموه ثابتين في الإيمان، اجروا إلي الحضن الأبوي، وهذا هو حضن الأب داخل الهيكل، حيث الآب المسيح يسوع يحضن كل الكنيسة، في المزمور نقول الاعتراف

والبهاء لك، لك وحدك اخطأت والشر قدامك صنعت. هناك اعتراف وطهر والجلال لقدسه، كل الأشياء والخطايا القديمة ركنت على جانب، وأنا يا رب أشع بطهرك وبجلالك وبعظمك لأن الرب عظيم ومسبح جدا، ومهوب علي كل الآلهة، لذا تخرج من فمك

تسبحة لله، لأن الحجر الذي كان في قلبك اتشال بالصلاة والعلاقة مع الله وكلمة الله الحية. الله قادر أن يعطينا أن نتبعه بكل القلب وأن نعمل لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

وطنى
12 فبراير 2024 |