ليه آخد معايا حاجة مش هستخدمها لما أموت.. كلمات عبرت بها الراحلة دينا رضا أول مصرية وثقت توكيلًا رسميًا للتبرع بأعضائها بعد الوفاة، خلال حديثها مع القاهرة 24 عن إصرارها للتبرع بأعضائها والاستفادة منها بعد وفاتها.
ورحلت دينا عن عالمنا الخميس الماضي عن عمر يناهز 57 عامًا، بعد صراع طويل مع السرطان، الذي وقف عائقًا لتحقيق حلمها التي طالت دينا تسعى لتحقيقه على مدار سنوات عديدة.
وبصحبة كلبها الوحيد وعلى أريكة شرفتها، كانت دينا تتابع دائمًا الأخبار المتعلقة بالتبرع بالأعضاء، حتى أصبحت أول مصرية توثق توكيًلا رسميًا للتبرع بأعضائها، مكللة مجهودها بشهادة من الشهر العقاري.
وأُصيبت دينا بسرطان في الغدد الليمفاوية والعظام والرئة منذ أقل من عام، فالتهم السرطان جسدها وأعضائها التي عملت دائمًا على الحافظة عليه للاستفادة منها بعد وفاتها.
تملك شعور الحسرة والصدمة دينا بعدم قدرتها على التبرع بأعضائها بعد الوفاة، حتى وإن تمكنت من الحصول على شهادة توثيق رسمية، بتبرعها في الشهر العقاري عام 2018.
ومنذ سنوات طويلة تسعى دينا لتفعيل فكرتها للتبرع بالأعضاء، فقالت خلال حديثها لـ القاهرة 24: جاتلي فكرة التبرع عشان شايفة إن مش معقول الواحد ياخد معاه حاجة مش محتاجها، إزاي آخد معايا حاجات في حتة أنا مش هحتاجها، زي قرنية عيني، دي ممكن تخلي واحد أعمى يُبصر، منوهة: إزاي أفضل إن الدود ياكل أعضاء وفي حد تاني محتاجها.
وواصلت: في حالة إصابة شخص ما بفشل في الكلى، وكليتي بصحة جيدة، فتبرعي له بها يساعده على استكمال حياته بشكل طبيعي، بعيدًا عن الألم والوجع، الذي يتسبب في مرضه بهذا العضو.
وعانت دينا كثيرًا، لإقناع المحيطين بها بفكرتها، لذلك قررت التوجه للشهر العقاري وتوثيق توكيلها بالتبرع بأعضائها كاملة بعد وفاتها، مؤكدة حينها أنها لم تعانِ من أي أمراض مزمنة، ما يؤهلها للتبرع.
ولم تتوقع دينا إصابتها بالسرطان الذي يعرقل حلمها الذي سعت لتحقيقه وإنقاذ حياة آخرين عن طريقه، فالتهم حلمها وأكل أعضائها واحدًا تلو الأخر، حتى بات تحقيقها لحلمها بالفشل، فضلًا عن عدم تجهيز المستشفى التي توفيت بداخلها لنقل أعضائها.
وأوصيت الراحلة بعدم إقامة عزاء لها، والاكتفاء بصلاة الجنازة وتشييع جثامنها بين أسرتها وأصدقائها.
وتحولت الصفحة الشخصية لـ دينا رضا عبر فيس بوك، لدفتر عزاء من أحبابها وأقاربها، إذ وصفوها بطيبة القلب وحسن السيرة والعطاء.
