القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

رضا يونان توأم روحي وداعا والي لقاء

بقلم سليمان شفيق

فقدت هذا الاسبوع توأم روحي المهندس رضا يونان ابسخيرون

رضا يونان توأم روحي وداعا والي لقاء

كان رضا بمثابة الخال ، وكان التوأم لروحي. كانت ذكرياتى تركض أمامى هذا الصباح، كنا صغار لم نعرف الالم اتذكر اول دموعنا الطفولية الاولي يوم رحيل اخية الاصغر راضي في حادث سيارة

يومها لم تكن تعرف طفولتنا الموت ولا الدموع ، تقاسمنا الحزن الطفولي الذي لم ينسانا بل كبر معنا وتتابعت دموع الموت من لندة اختة الفتاة الجميلة الانيقة ثم الي الام وخالي الاكبر يونان واخيرا مريم اختة وزوجة العم .

اه ايها الحزن كيف كنت محراب الالم بيننا ، رغم اننا قضينا طفولة ومراهقة وشباب لم يفصلنا الحزن ذاكرنا سويا ونمنا في منزلهم وكان طعام ام رضا زاد حياتنا حتي نجحنا والتحق رضا بمدرسة الصنايع بمغاغة واذكر كيف كنت انتظرة علي

قطار العودة يوميا ونقضي يومنا مابين المذاكرة مع العم الكبير المهندس عادل بشري ، وكان شرق النيل ونزلة عبيد ووابور ابوسلطان اجمل ايام مراهقتنا لدي الجد الكبير عبد الملاك وصديقنا الاكبر الابن المعلم ابراهيم ونتزاور

ونسهر ونمرح سواء في منزل الاب يونان مع الاقرب لنا في العمر قريبنا بولس عياد ، هكذا لم يعزلنا نهر ولم يفصل بيننا زمن وبصحبة ابراهيم كنا نمضي علي الاقدام من نزلة عبيد وحتي دير العذراء نتبارك ونلعب ونعيش كل احلام الطفولة والشباب .

كبرنا وكبرت احلامنا وتزوج رضا من ابنة عمتة عزيزة بعد قصة حب جميلة ، وعمل مهندسا بوابور النور وهاجرت للقاهرة للعلم ولكن رضا ظل في قلبي طوال الاربعين عاما الاولي حتي

في القاهرة لم ننقطع كان منزل العم جرجس وزوجتة مريم مشترك مع خالي عطاللة وزوجتة عمتي منيرة ، وكنا نمرح ونتبادل سويا معرفة قاهرة المعز وكبر من كبر وتزوج من تزوج ولكن

احلامنا لم تتوقف ، وبدات الامراض تنتهك حرمة احلامنا مرضت ومرضت عزيزة ورحلت الزوجة عزيزة وعادت الدموع تتطفل علينا وتسكن قلب رضا ، وبدأت الامراض تتسلل الية رؤيدا رويدا .

كان رضا قديس ومقدس وعاش الجزء الاخير من عمرة خادم في الكنيسة ، وكان الاب الروحي والعراب لربط زيارة القدس بالمئات من الاقباط وادخلهم الي النور المقدس في قلوبهم بعد ان سكن نور المسيح قلبة وروحة وكأنه كان يشعر بقرب الدخول الي النور الحقيقي في الملكوت .

كنا نتحدث تليفونيا دائما حتي قبل ان يدخل المستشفي بأيالم وكان الفارس والخال يسأل عني قبل ان اسأل علية ، رغم انه كان يصارع بقوة الام مرض الفردوس في صمت .

حتي رحل فى صمت، وشهوده جدرانه الأربعة.. ، صباح الخير يا يارضا صباح الخيريا.. نور المسيح ينبعث من عينيك وكنيسة القيامة تبكيك بدموع كنيسة المهد ، رحلت وانا مريض وفى حاجة إليك فى زمن صار فية معظمنا كما قال السيد المسيح «كغنم لا راعى لهم»،حبيبي رضا القديس المناضل الذى دفع حياته على مذبح الاحباء عشت من ريعان صباك في خدمة الجميع بصفاء ابتسامتك التى كانت أكثر عذوبة من النيل.

هذا هو رضا يونان البطل الذى رحل عنا بعد ان رحل الكبار، رحل فى صمت كما عاش فى صمت، ويبدو أن الخال رضا سيظل يضحى حتى بعد رحيله حيث واري التراب بعيدا عن تراب مجد اهلة واجدادة العظام ، ورغم

انني لا اعرف شاهد قبرك .. ولكن أبدا لن أنساك يا معلمى والرمز الوطنى والكنسى، الرجل الهادئ الذى لا يعلو صوته فى الأزمات، مملوء بالرجاء «قصبة مرضوضة لا يكسر وفتيلة مدخنة لا يطفئ»، سلاما

عليك يا من انتصرت في كل معاركك إلا معركتك مع المرض حيث وافته المنية2023. هذا هو رضا البطل الذي لم استطيع العزاء فية لانه لم يرحل عن قلبي وروحي رحل في صمت كما عاش في صمت، ويبدو أن الخال سيظل

يضحي حتى بعد رحيله، ولكن أبدا لن أنساك يا معلمي والرمز الوطني والكنسي، الرجل الهادئ الذي لا يعلو صوته في الأزمات، مملوء بالرجاء "قصبة مرضوضة لا يكسر وفتيلة مدخنة لا يطفئ"، سلاما عليك

وعلي وطنك وعلي احبائك ، وستظل تعيش فينا ما حييت ، شلم علي جدي يونان وابراهيم ابو عبد الملاك وعزيزة وكل من علمونا محبة الاخرين .. يا أيها االحبيب أتوق إليك، والي لقاء في عالم النور حيث لا الام ولام حزن."”

سليمان شفيق - أقباط متحدون
22 ديسمبر 2023 |