تحل اليوم الذكرى الثانية لرحيل المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، وأحد أبطال مصر العظماء الذين تولوا القيادة في أوقات عصيبة من عمر هذا الوطن.

ولن ينسَ التاريخ أبدا دور المشير طنطاوي في معركة المزرعة الصينية بحرب أكتوبر المجيدة ولن ينس أيضا الدور الأكبر له في الحفاظ على مصر بعد ثورة 25 يناير. 2011 وانحيازه للمصريين في ظروف صعبة استطاع فيها صد المؤامرات الخارجية والأجندات الأجنبية عن المصريين خلال السطور التالية فيتو تتطرق لمحطات في حياة المشير.
ولد محمد حسين طنطاوي في 31 أكتوبر عام 1935 في منطقة عابدين لأسرة نوبية من أسوان، نزحت للقاهرة بحثا عن لقمة العيش وترعرع طنطاوي في هذا الحي وظل يحافظ على زيارة أهله فيه، فكان يذهب وهو وزير دفاع في سيارته الخاصة لزيارة أهله بدون حراسة.
تخرج طنطاوي من مدرسه الخديوي إسماعيل الثانوية ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في يوليو 1956 ضابطا بسلاح المشاة.
بعد تخرجه من الكلية الحربية بأربعة أشهر هاجم العدوان الثلاثي مصر، فشارك وقتها الملازم محمد حسين طنطاوى كقائد سرية حتى انتصرت مصر على دول العدوان، وعمل معلما بالكلية الحربية في أوائل الستينيات وتخرج على يديه العديد من الأبطال الذين شاركوا في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة كما شارك في رفع الاستعداد القتالي لأبطال سلاح المشاة الذين شاركوا في تحرير سيناء.
كان طنطاوي من أشرس قادة الكتائب في حرب أكتوبر وكان ينتظر الحرب بفارغ الصبر مع أصدقائه أبطال أكتوبر.
وعبر طنطاوي في أول موجة عبور بالدبابات ورفع العلم المصري على الضفة الشرقية لقناة السويس وكان وقتها قائدا للكتيبة 16 مشاة الفرقه 16 اللواء 16 التابع للجيش الثاني الميداني.
وخلال الحرب وتحديدا في 15 أكتوبر حاولت القوات الإسرائيلية بقيادة العقيد اريل شارون بعمل ثغرة ما بين الجيشين الثاني والثالث الميداني لكسب أي مكسب عسكري بعد هزائمهم المتلاحقة من يوم 6 أكتوبر عن طريق منطقة المزرعة الصينية إلا أن قوات الكتبية 16 مشاة بقيادة المقدم وقتها حسين طنطاوي تصدت للواء الدبابات بقيادة شارون قائد المنطقة الجنوبية بسيناء أثناء الحرب وكبدتهم خسائر فادحة.
واعترف شارون عقب حرب أكتوبر أن القوات الإسرائيلية تكبدت في معركة المزرعة الصينية 50 دبابة و300 قتيل يوم 15 أكتوبر.
وأشاد شارون بدور الكتيبة 16 قائلا: لقد كان الجنود المصريون مدربين تدريبا عاليا حيث استطاعوا هزيمة أسطورة الدبابات الإسرائيلية ولم تستطع القوات الإسرائيلية هزيمة مؤخرة الجيشين الثاني والثالث وعبرت من منطقه الديفرسوار.
وحصل المقدم محمد حسين طنطاوي على نوط الشجاعة العسكري على دوره في المعركة الصينية.