تنشر “البوابة نيوز” تاريخ دير القديس القوي الأنبا موسى بطريق العلمين ، والذي زاره البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس، وكان في استقبال قداسته الأنبا ساويرس أسقف ورئيس ديرَي القديس الأنبا توماس
بسوهاج والخطاطبة ودير الشهيد مار بقطر بالخطاطبة والمشرف على الدير، والأنبا توماس الأسقف العام للشؤون الديرية، بالإضافة إلى مجامع رهبان دير القديس الأنبا موسى بطريق العلمين، وديرَي القديس الأنبا توماس والشهيد مار بقطر بالخطاطبة.
وافتتح قداسة البابا منطقة القلالي المنفردة الجديدة، وقاعة ضيافة خاصة، وعددًا من المضايف الخاصة بالزوار.
وبعدها ألقى قداسته كلمة روحية على الآباء الرهبان أكد خلالها على سمو تعاليم وتقاليد الحياة الرهبانية وأهمية الالتزام بها، ثم تم التقاط بعض الصور التذكارية.
شُيِّد الدير في طريق وادي النطرون - العلمين الدولي في العلامة 110 الواقعة على بعد 26 كم من الطريق الصحراوي. ويرجع الفضل للبابا شنودة الثالث الذي أطلق على الدير اسم القديس الأنبا
موسى الأسود، وأيضًا للبابا تواضروس الثاني حيث وافق المجمع المقدَّس برئاسته في 18 يونية 2016 على أن يصبح هذا الدير باسم دير القديس العظيم الأنبا موسى الأسود. ويُعتبر هذا الدير من
أجمل الأديرة القبطية المشيَّدة حديثًا. فيظهر فيه الطابع المعماري للأديرة الأثرية القبطية، فتتميز كنائسه المختلفة بطرزها المعمارية الفريدة وزخارفها التي تعكس خصائص الفن القبطي الأصيل.
وأشرف الأنبا ماركوس الأسقف العام على هذا الدير. وقد أخذ على عاتقه مهمة القيام بنهضة معمارية ورهبانية داخل مباني الدير المختلفة، إلى جانب حرصه الشديد على خلق جيل من الرهبان قادرين على المحافظة على أصول الحياة الرهبانية كالتجرد والزهد والعفة والطاعة والتواضع، مع المواءمة بين كل هذا وبين متطلبات التكنولوجيا الحديثة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الراهن.
وتتميز كنائس الدير بتصميم معماري قبطي أصيل حيث تغطيها القباب كما كان شائعًا في الكنيسة القبطية في عصورها المبكرة، فالقبة عند الأقباط هي النموذج المفضَّل لأَسْقف الكنائس، فتشير القبة عادة إلى الحضرة الإلهية. وبالدير -رغم حداثة تشييده - أحد عشر مذبحًا كرست كلها لقديسين مختلفين.
كما يوجد بالدير كنيسة القديس الأنبا موسى الأسود وهي مشيدة على شكل صليب. ويظهر بها الطوب الأحمر المخلوط بالمونة البيضاء وتظهر عليه الصلبان المتنوعة كصليب الآلام أو المدبب والذي يرمز إلى آلام السيد المسيح، أو الصليب
اللاتيني والذي يؤكد على انتشار المسيحية في الجهات الأربعة للعالم. كما تنفرد كنيسة الملاك والأنبا شنودة بطراز معمارى يشبه نظام السراديب، وكان هذا الطراز المعماري شائعًا في معظم الكنائس التي بنيت في الصحاري المصرية.
وصُمِّمت منارة الدير التى تعد من أصغر المنارات في العمارة الكنسية القبطية على هيئة مبنيين كرمز للشمعتين الموضوعتين عادة على يمين المذبح ويساره كرمز لحضور الملاكين لبدء الصلاة. والأصل في المنارة أن تحمل النور للتأكيد على مكانة الكنيسة
القبطية في العالم كمركز إشعاع للنور الذي يرشد الناس إلى السيد المسيح. وبالكنيسة قبوين كل منهما إسطواني الشكل، وهما يغطيان صحن الكنيسة على هيئة فلك نوح الذي يرمز إلى أن الكنيسة تحمل المؤمنين داخلها إلى أن يصلوا إلى بر الأمان وهو السماء.
وبالكنيسة قبتان في الهياكل ومجموعة من النوافذ الصغيرة حول وأسفل انحناء القبة، مما أضفى إضاءة هادئة وهيبة وخشوع يساعد المؤمنين المترددين عليها على أداء الصلوات المختلفة في
تركيز. ويظهر على الجدار الشرقي للهيكل بعض العناصر الزخرفية من فن الفسيفساء القبطي. وتؤكد غالبية النصوص الواردة في الوثائق القديمة والمعاصرة لعصور الاضطهاد أن أغلب الكنائس
كانت تُبنى في السراديب تحت الأرض. وفى كنيسة السمائيين، توجد قبة مركزية شديدة الاتساع يُحيط بها أربع أنصاف قباب. كما أن بهذه الكنيسة عدد لا بأس به من رفات بعض القديسين والشهداء الأقباط.
وتُعتبر كنيسة العذراء مريم والقديس مار مرقس أكبر كنائس دير القديس الأنبا موسى الأسود، ويوجد بها ثلاثة مذابح تجمعهم مصطبة واحدة ممتدة ومرتفعة عن الأرض بمقدار درجة واحدة. كما يوجد بها حامل أيقونات من أجمل الأحجبة القبطية.
و يوجد في الدير معمودية صُمِّمت أيضًا على شكل صليب، وهي تحتوي على فتحات على شكل صلبان وتظهر من خارجها مداميك الطوب الأحمر. وتجدر الإشارة إلى ازدياد عدد قلالي الرهبان بما يتناسب مع عددهم وأنشطتهم المختلفة بالدير. وتوجد مكتبة للآباء الرهبان للبحث والمعرفة. وبالدير بيت خلوة للشباب لقضاء فترات الخلوة.
كما يجد الزائر لهذا الدير مجموعة من المباني الخدمية الجديدة كاستراحة البطريرك والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والرهبان، إلى جانب معرض لبعض منتجات الدير، ومزرعة بها أشجار مختلفة الأنواع، ومزرعة للزيتون، ومزارع أخرى لتربية الطيور والمواشي، بالإضافة إلى ورش لأشغال النجارة.