القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

العناية الإلهية تختار القديس يوسف النجار ليكون عون للعذراء مريم فى رحلة الميلاد

يحتفل الشعب القبطى فى كل مكان بصوم والدة الإله العذراء مريم بفرح وابتهاج وتزامنا مع هذا الحدث العظيم سوف نقدم لكم مجموعة من المقالات التى توضح لنا أن العناية الإلهية إحاطة بالعذراء مريم منذ بداية حياتها على الأرض حتى نهايتها .

العناية الإلهية تختار القديس يوسف النجار ليكون عون للعذراء مريم فى رحلة الميلاد

ويتحدث موقع جريدة وطنى مع القمص فيلوباتير زكي كاهن كنيسة العذراء مريم بالخصوص، ليشرح لنا كيف كان للعناية الإلهية دور فى اختيار يوسف النجار خطيب للعذراء وعون لها .

قال القمص فيلوباتير زكي : نحتفل جميعا بأيآم عظيمة ننتظرها كل عام وهي أيام صوم العذراء مريم الشفيعة النقية لبنى البشر، ماما العذراء تحلت بالعديد من الصفات التى تميزها عن الآخرين لذلك اختار الرب يسوع أن يولد من إحشاءها.

ونحن نعلم أن العناية الإلهية التي سمحت للعذراء أن تحمل من الروح القدس لن تتركها بل سوف تحيط بها من كافة الاتجاهات وكان الله دائمًا مع مريم يرتب حياتها، اختيار يوسف النجار خطيب لمريم ليس عن طريق الصدفة بل كان بترتيب من العناية الإلهية فهذا الرجل الفقير كان بارًا وكلمة بار تعني المطيع لوصايا الله ، مستقيم ، إنسان خلاق فهو يخاف الله و يطيع وصاياه ، لا يعرف التواء القصد أو السبيل .

وفى قصة الميلاد كان من الصعب على مريم نفسها والملاك يخبرها بالقصة ، أن تعي فحواها العجيب، غير أنه وهو يؤكد لها الحقيقة : أن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس .. من يستطع أن يفهم العذراء، والسيف يدخل إلى قلبها لحظة بعد أخرى .. إذ كيف يصدقها الناس ، وكيف يقتنعون بروايتها ، وهي سر عظيم لم يحدث في التاريخ البشري سوى هذه المرة الواحدة !!.

وهنا يسمع يوسف ويرى هذه الرواية .. ويدخل في أقسى صراع بشري بين العقل والقلب .. والعاصفة التي هبت عليه جعلته في دوامة تمزق نفسه تمزيقا !!، إن الكلمة يشهرها في القول : فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها (مت 1: 17) .

فالقصة أعلى من كل مفهوم يواجهه الذهن البشري .. إن قلبه يصدق كل حرف وكل كلمة من العذراء الطهور التي عاشت كالزهرة البيضاء النادرة الجمال أمام الناصرة والأجيال كلها، وهو يعلم أنها لا يمكن أن تكذب ،

هي تقول الصدق ، وتعيشه مهما كلفها من أعباء وتبعات، لكن عقله يتمزق ،فإذا كانت العذراء نفسها تقول : كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً ..فماذا يمكن أن يقول الرجل الذي لم ير الرؤيا ولم يسمع صوت الملاك !! ؟.

ولكن يا أحبائى تصرف القديس يوسف النجار بحكمة ومحبة وجلس يصلى حتى يفتح الله بصره ليرى ماذا يفعل.. ولم تذهب صلوات الرجل عبثا ، كما أن العذراء كانت ولا شك تصلي حتى يفتح الله عيني خطيبها ليعرف

الحقيقة المذهلة التي تقبلتها هي في روح الطاعة والخضوع ، رغم ما تكلفها من ألم وعنت وقسوة ومشقة .. وبالفعل جاء الملاك إلى يوسف ، وكشف له الحقيقة في حلم ، ونحن لا نعلم هل هو الملاك جبرائيل الذي جاء

إلى مريم ، أم ملاك آخر ، على أي حال إنه ملاك الرب الذي يرسله الله إلينا في أعماق حيرتنا وضيقنا والطريق المسدود أمامنا .. ليحول القلق إلى راحة ، والخوف إلى أمن والشك إلى يقين ، والحزن العميق إلى الفرح الطاغي.

وعندما استيقظ يوسف من نومه كان مستعدا لخدمة الله ، فالله أعده للخدمة ، فهو الشخص الثاني التالي للعذراء في إيواء المسيح ورعايته وحمايته وهو يشق طريقه على الأرض إلى هضبة الجلجثة

لخلاص العالم .. كان يوسف يعلم أنه من نسل داود ، وأن الأيام قد دارت به وببيته العظيم حتى وصل على ما وصل إليه من ضيق.. ولكنه أدرك أن مجده الدابر ، عاد ليتألق بمجد لم يعرفه داود وجميع من

جاءوا من نسله من ملوك وأبطال ، إذ هو مجد المسيح في هذا الصبي الذي كان عليه أن ينسبه إليه ، ويعطيه اسم يسوع : وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم ( مت 1: 21) كان هو حاضن المسيح

ومربيه .. وقد فاز بيته الفقير بهذا الشرف الرفيع الذي لم يمنح لأصحاب القصور في الأرض.. ارتبط اسم يسوع بالرجل البار في السجلات الرومانية ، وفي الحياة البيتية ، لقد وضعته العناية ليكون

بمثابة ( الأب ) الأرضي ، لمن ولد فريداً بين الناس ، ولا يعرف إلا أباه السماوي وهو القائل ليوسف وأمه وهو في الثانية عشر من عمره : لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي ( لو2 : 49 ).

وكان يوسف النجار مطيعا للعناية الإلهية ونفذ إرادة الرب بلا تردد فلقد أمر بأن يأخذ إمرأته مريم فنفذ، وأمر بأن يرحل الى مصر ويتغرب فنفذ الأمر، وكان عون للعذراء والطفل.

وهنا ندرك ان العناية الإلهية كانت مع مريم منذ البداية واختارت لها معين يرعاها .

وطنى
11 اغسطس 2023 |