القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الكشف عن الآثار تحت أرضيّة القبر المقدّس في كنيسة القيامة

تمّ الكشف عن أنقاض معبد افروديتيس الوثني و فسيفساء تعود إلى المعبد الذي يعود إلى العام 132م، أثناء ترميم الأرضيّة حول كنيسة القيامة، من الجهة اليمنى بجانب القبر المقدّس.

الكشف عن الآثار تحت أرضيّة القبر المقدّس في كنيسة القيامة

بُني هذا المعبد في فترة الاضطهاد الروماني للمسيحين في حكم الإمبراطور هدريان بين الأعوام 132-135م، على المكان الذي دفن فيه السّيد المسيح. فقد بنى هدريان هذا المعبد على مكان القبر لكي يُبعد المسيحين عن المكان وبشكل

نهائي، كما أقام تمثال لزيوس فوق مكان الصّلب أيضاً وذلك لابعاد المسيحين عن المكان وتدنيسه، لأنّ المسيحيين الأوائل كانوا يتعبدون في مكان الصلب والقبر، حتّى قبل أن تبني الملكة هيلانة الكنيسة الأولى بمئات الأعوام.

استمر وجود المعبد إلى العام 331م بعدما سمح الإمبراطور قسطنطين الكبير للمسيحين بحرية العبادة وأوقف الاضطهاد "مرسوم ميلانو سنة 313م"، ومن ثم اعتنق هو المسيحيّة. وقد هدمته الملكة القدّيسة

هيلانة عندما أتت إلى الأراضي المقدّسة بناءً على مباركة مجمع نيقية الذي عُقد في 325م وبارك ذهاب القدّيسة هيلانة إلى الأراضي المقدّسة، حيث بنت مكانه كنيسة القيامة، التي انتهت من العمل بها في العام 339م.

القبر لم يكن بهذا الشكل الحالي، بل كان عبارة عن حُجْرتين محفورتين في الصخر، ملأهما هدريان تراباً وأنشأ ما يشبه المربع ليحمل أساسات تمثال لافروديت فوق القبر الذي هو محفور في الصخر. لما جاءت الملكة هيلانة

وهدمت التماثيل والمعبد، إكتشفت بأن هدريان قد حافظ على القبر من خلال طريقة البناء والتّراب الذي قام بوضعه في القبر، فقامت بتنظيف الصخور حول القبر وإنشاء الحلقة الدائرية من حوله وبنت قبّة له وسُميت قبّة القيامة.

الكنيسة التي بنتها الملكة هيلانة تختلف جداً عن الكنيسة الحالية من ناحية المعمار، لكن مكان القبر المقدّس هو نفسه دائماً كان في الوسط. أيام الملكة هيلانة كان هناك مساحة مفتوحة مثل الحديقة بين القبر و المرتيريوم "مكان الصلب" أو الجلجلة وكان الشكل المعماري للكنيسة يختلف عن شكلها الحالي.

وهذا المعبد هو جزء من معابد وأسوار وأبنية أخرى بناها الإمبراطور هدريان من ضمن المدينة التي أسماها "كولونيا إيليا كابيتولينا"، والتي بُنيت على أنقاض المدينة التي دمرها طيتس في عام 70م.

هذه الصّور من أمام كنيستنا في كنيسة القيامة، يظهر فيها الصخر الأصلي الذي حفر فيه يوسف الرامي قبراً لنفسه ودفن فيه يسوع المسيح، الذي حفرت حوله الملكة هيلانة في عام 326 مبرزة حجرة الملاك والقبر السيدي، وبنت حجرتي القبر على هذا الصخر، كما تم العثور على قبور من القرن الأول الميلادي وذلك أكبر دليل على أنّ المنطقة إستُخدمت كمدفن خارج أسوار المدينة.

تعلم الكنائس علم اليقين ماذا يوجد تحت مسطح كنيسة القيامة، بحيث أنه مدون في أرشيف الكنائس من قبل السلف، واليوم تمّ الكشف عن هذه الآثار، وذلك للمحافظة عليها من الناحية الأولى، وأما من الناحية الثانية ليتم تمديد بنية تحتية بحيث لا

تتضرر هذه الآثار، حيث أن رؤساء الكنائس ذكروا في بداية الترميمات بأنه سيكون هناك مناطق أثرية سيتم إغلاقها بزجاج سميك بحيث يتم رؤيتها من قبل زوار الكنيسة، وهذا ما ننتظره بعد الإنتهاء من الترميمات الحالية لأرضية كنيسة القيامة المقدّسة.

أقباط متحدون
20 مايو 2023 |