القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

هل الصوم حتمي لنوال الخلاص؟ .. الكنيسة تجيب

ترصد البوابة نيوز دائما، وعن كثب كافة أصوام الكنيسة الأرثوذكسية على مدار العام، ويصوم الأرثوذكس هذه الأيام، وحتى يوم سبت النور الموافق 15 أبريل، الصوم الكبير، تكون مدته 54 يوما، يبدأ ب 7 أيام تمهيدا للأربعين المقدسة، وتعويضيًا عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام، تليها الأربعين المقدسة، ويعقبها أسبوع الآلام،

هل الصوم حتمي لنوال الخلاص؟ .. الكنيسة تجيب

ونحن هنا لسنا بصدد الخوض في تفاصيل هذه الصوم، بل سنحاول الوقوف على معرفة تفاصيل أخرى تخص الصوم عامة، كأول صوم في الكتاب المقدس، مع نصوص تبين ضرورته الروحية، كما سنعرف متى يكون الصوم مقبولا أمام الله، وهل الصوم يكون عن الأكل فقط

بغض النظر عن الحالة الروحية الكاملة للصائم، وهل يجوز ما يسمى بلحوم البرجر الصائم، وتساؤلات أخرى سنعرف أجوبتها مع القس تكلا نجيب اسرائيل، كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم، بنزلة حرز، ووكيل مركز كيمي لأبراشية أبو قرقاص وتوابعها،

فيقول القس عن ماهية الصوم وهدفه: "الصوم فى اللغة هو الامتناع أو الانقطاع عن شئ ما، وفي المفهوم الكنسي الأرثوذكسي هو انقطاع المؤمن فترة من الوقت عن الطعام يعقبه فترة تناول أطعمة خالية من الدسم الحيواني، ولا بد من فترة الامتناع عن الطعام هذه، والتي تختلف من فرد لآخر، بحسب إرشاد أب اعترافه".

ويتابع القس تكلا حواره قائلا: "الصوم في عمقه الحقيقى ليس ضرورة أو فرضاً موضوعاً علينا، بل هو تخلى بالإرادة عن شهوة الأطعمة من أجل الانطلاق بغير معطل نحو الله، وليس حرماناً من بعض الأطعمة، ولكنه زهد اختيارى من أجل إنعاش الروح".

ويجيب القس تكلا عن أول وصية صوم ذكرت في الكتاب المقدس: "أقدم وصية صوم عرفتها البشرية، كانت الوصية التي أعطاها الله لأبينا آدم، هي أن يمتنع عن الأكل من صنف معين بالذات، من شجرة معينة (تك 2: 16، 17)، بينما يمكن أن يأكل من باقي الأشجار، وهى

وصية صوم نباتي، كما ورد في تكوين أصحاح 1 عدد 29 "وَقَالَ اللهُ: إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا".

وعن ما يعرف باللحوم الصيامي مثل البيف أو البرجر، وهي بالفعل صيامي حسب مكوناتها، فهل الإقبال على مثل هذه المنتجات هو من الداخل شهوة تجاه اللحوم؟ فيجيب القس تكلا: "الحكاية مش في نوع الأكل، لكن في

الترفع عن الشهوات الجسدية والأرضية، حيث يقول القديس بولس الرسول "كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي، لكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ

عَلَيَّ شَيْءٌ." (1 كو 6: 12)، ويعلمنا مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث إن اشتهي جسدك سمكًا في الصوم، أي صوم، فلا تعطه، ليس فقط السمك، بل كل المشتهيات مهما كانت حلالا في الصوم لابد أن تُضبَط النفس تجاهها".

وردا على من ينكرون ضرورة الصوم يرد القس تكلا عليهم من نصوص الكتاب المقدس ذاكرا منها ما يلي: (أنجيل متى 2:4) صام عنا وقدم لنا مثالا لنتبع أثر خطواته. وصام الرسل قبل القداسات (سفر أعمال الرسل 2:13)، وصاموا أيضا عند اختيار الخدام ورسامتهم (أع3:13،27:14)، والصوم في وقت الخطر خلال رحلة بولس الرسول لروما (أع21:27).

ويكمل أيضا: "نَادُوا بِصَوْمٍ؟" (سفر الملوك الأول 21: 9، 12) .. "أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي" (سفر المزامير 35: 13) .. "ففعلوا كلهم وتضرعوا الى الرب الرحيم بالبكاء والصوم والسجود مدة ثلاثة ايام بلا

انقطاع " (سفر المكابيين الثاني13: 12) .. "صالحةٌ الصلاة مع الصوم" (سفر طوبيا 12: 8) .. "صرخ كل الشعب إلى الرب بابتهال عظيم، وذَلَّلوا نفوسهم بالصوم والصلاة هم ونساؤهم" (سفر يهوديت 4: 8) .. "قَدِّسُوا

صَوْمًا" (سفر يوئيل 1: 14) .. "فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ" (سفر يونان 3: 5) .. "وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ

وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ" (سفر يوئيل 2: 12) .. "أليس هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ." (سفر إشعياء 58 : 6 ) .. "هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ

وَالصَّوْمِ" (إنجيل متى 17: 21؛ إنجيل مرقس 9: 29)​ .. "بَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ" (سفر أعمال الرسل 13: 2) وأخيرا ولعل أهم صوم في الكتاب المقدس هو صوم السيد المسيح لمدة 40 يوما بلا طعام أو ماء.

ويحدد الأب تكلا عدة شروط هامة من شأنها جعل الصوم مقبولا أمام الله فيقول: "ينبغي أن يصحب الصوم صلاة، وأن تصحبه صدقة، وأن يكون مصحوبًا بالمحبة، وأن يكون مصحوبًا بالاتضاع، وبالنقاء، وبتذلل ونسك".

وعن أسباب صوم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع يقول الأب تكلا: "تصوم الكنيسة منذ العصر الرسولي الأول يومي الأربعاء والجمعة ،ما عدا أيام الخمسين، والحكمة من صوم الأربعاء أنه تمت فيه المشورة علي ضرورة موت المسيح، وفيه نتذكر خيانة يهوذا

الأسخريوطي، واتفاقه مع رؤساء الكهنة على الثمن ليسلمهم المخلص، ويوم الجمعة نتذكر صلب السيد المسيح، ويقول البابا اثناسيوس الرسولي لا تتعدوا صوم الأربعاء والجمعة إن لم يكن عندكم عائق مرضي ، ما عدا أيام الخمسين من الفصح إلي العنصرة".

وأما ربط الخلاص بحتمية الصوم، فأوضح أن الأمر لا ينظر له بهذه الطريقة قائلا: "أكيد الموضوع غير كده بالمرة، حيث إن الصوّم في المسيحيّة ليس هدف في حد ذاته لكنه وسيلة، فالإنسان الذي يتبع المسيح لا يصوم لأنه خائف من الله، لكن الصوم يقربنا إلى الله، ويربطنا به".

وأخيرا وعن ممنوعية تناول لحوم السمك خلال الصوم الكبير، وهذا على عكس صوم الميلاد يوضح القس تكلا نجيب اسرائيل ،كاهن كنيسة العذراء بنزلة حزر، قائلا: "لما كانت الأصوام كثيرة جدًا في الكنيسة القبطية، حوالي 200

يومًا في السنة، أي أكثر من نِصف السنة صومًا، لذلك سُمِحَ بأكل السمك في بعض الأصوام التي هي أصوام من الدرجة الثانية، تخفيفًا على الناس من طول فترة الصوم، ولكن لا يُسْمَح بأكل السمك في الصوم الكبير، وفي الأربعاء

والجمعة، لأنها أصوام من الدرجة الأولى، وهى في نفس الوقت أصوام سيدية: فالأربعون المقدسة صامها السيد المسيح له المجد، وأسبوع البصخة هو أسبوع آلامه. ويوم الأربعاء نتذكر فيه التآمر عليه، ويوم الجمعة نتذكر فيه صلبه".

البوابة
05 مارس 2023 |