تحولت الضحكات التي كانت تحرك جدران المنزل بمنطقة الحمام غرب البلد بمدينة أسيوط إلى حزن يخيم ويسيطر على المنطقة بعد سماع صرخات " محمد مات"، محمد طفل يبلغ من العمر 11 عاماً ذهب مع أسرته لحضور حفل زفاف ولفت أنظار
الجميع في الحفل برقصاته للتعبير عن فرحته وبعد عودته إلى المنزل شعر بالم في الحلق اصطحبه شقيقه الأكبر حتى يأخذ حقنة في صيدلية قريبه من منزلهم ولكن تسببت في مضاعفات على اثرها قام العامل بالصيدلية باعطاءه حقنة أخرى في
محاوله لتسكين الامه ولكن سقط محمد أرضا وأسرع به شقيقه إلى مستشفى أسيوط العام والتي قامت بدورها بعمل إنعاش له بعد أن فقد الوعي وقاموا بتحويله إلى العناية المركزة بمستشفى أسيوط الجامعي وبعد ساعات خرج طبيب العناية ليخبرهم بوفاته.
و قال محمد حسن، والد الطفل محمد ابني عمره 11 عاما كان بالصف الخامس الابتدائي ونجح في الامتحانات ذهبت انا وزوجتي وابنائي لحضور فرح أحد اقاربنا وكان محمد سعيد جدا ورقص في الفرح بشكل
هستيري وفور رجوعنا إلى المنزل محمد قال لوالدته انه يشعر بالم في الحلق ووضعت يدها على وجهه وجدت حرارته مرتفعه فطلبت من شقيقه " محمود" ان يذهب به إلى الصيدلية المجاورة لكي يأخذ حقنة
مضاد حيوي لتنخفض الحرارة وذهبا بالفعل وبعدها تلقيت اتصالًا هاتفيًّا من الشخص الذي أعطى لابني الحقنة قائلًا:"ابنك وقع عندى في الصيدلية وأخوه أخذه إلى مستشفى أسيوط العام .. انزل الحقه".
وتابع : خرجت مسرعا ومعي الجيران و اخدت سيارة جاري في الشارع وتوجهت بسرعة نحو المستشفى، بعدها لقيت الأطباء واضعين ايديهم على صدر أبنى محمد وضعه على جهاز التنفس الصناعي وكان هناك افرازات تخرج من فمه، وكان بيتم التعامل مع رئتيه لعودة
النفس فى محاولة لإسعافه وبعد أن عاد الوعي لابني قاموا بإحضار سيارة إسعاف وتحويله إلى العناية المركزة بمستشفى أسيوط الجامعي وصاحب ابني في سيارة الإسعاف اثنين من الأطباء وقتها شعرت بأن ابني بيموت وحالته خطيرة ولكن تماسكت حتى لا أنهار.
واستكمل : وصلنا العناية المركزة بمستشفى أسيوط الجامعي حوالى الساعة 11 مساءً وتم وضع أبني داخل عناية الأطفال المركزة، وطلب الأطباء مننا الخروج من العناية، ظللنا جالسين حتى عصر اليوم التالى وبعدها تحدثت مع الأطباء و طمنوني
عليه ولكن رغم كلام الأطباء كنت أشعر بأن قلبي مقبوض وبعدها طلبوا مننا ان نخرج إلى خارج المبنى لوجود مرور أطباء وقتها زاد قلقي وبعدها وجدت أحد العاملين بالعناية المركزة جاء لي وحضني وقال لي شد حيلك البقاء لله .. محمد مات".
واستكمل : وقتها شعرت بتوقف قلبي من الصدمة و توجهت نحو زوجتى وأخبرتها بوفاة محمد وطلبت منها أن تتماسك، وبعدها روحت لقسم الشرطة بالمستشفى الجامعي وأخذوا أقوالي؛ مشيرًا إلى بعدها ذهبت إلى النيابة العامة وأخذوا أقوالي".
وأضاف قائلا : الشخص الذي أعطى لابني الحقنة ليس طبيبًا وإنما شخص يعمل داخل الصيدلية وقام باعطائه 3 حقن، هو معتاد على اعطاء الأهالي الحقن بالمنطقة نذهب وناخذ عنده الحقن وانا قبل الحادث بيومين ذهبت كنت أشعر بالم وذهبت اليه واعطاني علاج وجاء بنتيجة معي.
وأمرت النيابة العامة بحبس عامل بصيدلية أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات. لاتهامه بحقن طفل بمضاد حيوي داخل صيدلية بأسيوط. مما أفضى إلى وفاته.
