القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

عندما يرتدي «الجعران» قناع الإنسانية!.. بقلم هاني لبيب

بقلم هاني لبيب

أذكر أنه قبل أحداث 25 يناير 2011 وبعدها، كتب البعض عن القلة من منظمات المجتمع المدنى وجمعياته، الذين قاموا بدور سلبى فى دعم الوصول لحالة الفوضى، سواء من خلال تنفيذ بعض الأنشطة التحريضية أو من خلال إصدار تقارير وترجمتها بما تحمله من التركيز على بعض الأحداث وتضخيمها بكافة أشكال التهويل لتصويرها باعتبارها حالة عامة.

عندما يرتدي «الجعران» قناع الإنسانية!.. بقلم هاني لبيب

والآن.. نعانى من الحالة نفسها بأشكال عديدة، بدأت منذ عام 2017، من خلال تأسيس بعض منظمات المجتمع المدنى الدولية المعنية بالتسامح والسلام بتمويلات ضخمة تثير العديد من الأسئلة المعلقة حول الأهداف والأسباب.

وفى سبيل تأكيد شرعية افتراضية، استطاعت تلك المنظمات والمجالس استقطاب العديد من الشخصيات العامة والأكاديمية والبرلمانية ضمن تقسيمات هياكلها الفنية والإدارية، ودعم الصورة السابقة بمزيد من البروتوكولات

الموقعة مع هيئات دولية بما فيها الأمم المتحدة بعد توزيع الميداليات والدروع.. لذا يتضح فى النهاية أنها منظمات موجهة لتحقيق مصالح محددة حسب سياسات جهة التمويل للترويج لأفكار محددة بأقنعة الدبلوماسية الناعمة.

تختفى مثل تلك المنظمات والمجالس تحت مظلة المجتمع المدنى، لتصدير صورة افتراضية عنها للحكمة الإنسانية والبراءة والتواضع. أما الحقيقة، أنها مظلة الكذب والتدليس لتحقيق مصالح أنشطتها الفخمة، ورعايتها لأنشطة أخرى وهمية لمزيد من الشهرة والتواجد والانتشار، وتثبيت مكانتها بشكل مثالى افتراضى ليس له محل من الحقيقة.

أستطيع ألا أتعجب من قوة القائمين على مثل تلك المنظمات والمجالس، ومحاولة تصوير أنفسهم باعتبارهم قوة نافذة فى المجتمع المصرى، رغم كونهم غير مصريين، ليظهر كأنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون دون خوف..

كأنهم فوق القانون.. رغم عدم صحة ذلك. إنها فئة يمكن أن نطلق عليها الأرزقية، رغم مكانتهم الدبلوماسية، وذلك حسب تعبير صديقى الدبلوماسى، الذى أوضح لى أن مثل هؤلاء الأرزقية يوحون لمن حولهم بالسلطة الغاشمة،

وهى قوة غير حقيقية، ولكنهم بارعون فى تصدير تلك الصورة بسبب حجم التمويل الذى يتحكمون فيه للصرف على التسامح والسلام حسب مرجعية دولهم وأهدافهم فى التغلغل والسيطرة داخل المجتمع الفكرى والثقافى والبلوماسى المصرى.

يحيا هذا الأرزقى وغيره مثل حشرة الجعران التى تعتبر من أنواع الخنافس. كما تعرف أيضًا بأنها خنافس الروث كونها تتغذى على روث الحيوانات، والتى تقوم بتجميعه على شكل

كرات، ثم تقوم بدفن تلك الكرات فى الأرض. وعندما تنمو يرقات الجعران تتغذى على تلك الكرات. هكذا مثل هذا الأرزقى وغيره.. يتخذ أقنعة عديدة، منها الحكومى والدبلوماسى

وأخيرًا الفكرى، ليستطيع إشاعة أهداف مَن يموله فى أشكال حقوقية وإنسانية، ليكتسب ثقة من حوله لزيادة دوائر الموالين والتابعين والمؤيدين والمستفيدين من ضخامة تمويله.

استطاع هذا الأرزقى أن يكتسب ثقة العديد من الأكاديميين والدبلوماسيين والسفراء السابقين، ولكنه لم ينجح فى كسب ثقة الدولة المصرية التى لم تمنحه إلى الآن شرعية لأعماله الوهمية فى التسامح والسلام. كما تتخذ العديد من الكيانات الدبلوماسية الدولية الموقف نفسه، لدرجة استبعاده والتحذير منه.

نقطة ومن أول السطر..

يقتات الجعران على روث الحيوانات بعد دفنه تحت الأرض، وهو آخر ما يمكن أن يصل إليه. ولكن سيظل عاجزًا عن أن يكون مفكرًا حقيقيًا صاحب موقف واضح.. فمن تعود على العمل فى الظلام، يزعجه النور، ولا يمكن لبصيرته أن تتحمل العمل فوق سطح الأرض.

والنتيجة النهائية، المزيد من المجالس الوهمية للتسامح والسلام، حسب التمويل الموجه، لتحقيق أهداف أصحابه ومصالحهم.. ويظل الخطر الحقيقى أن يرتدى الجعران قناع الإنسانية.

هاني لبيب - المصرى اليوم
27 يناير 2023 |