القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

(اقرأ).. بقلم سحر الجعارة

بقلم سحر الجعارة

تعرضت الحريات العامة للنساء لمزيد من التضييق فى أفغانستان بعد أن حظرت حكومة طالبان على النساء العمل مع المنظمات غير الحكومية، ديسمبر الماضى.

(اقرأ).. بقلم سحر الجعارة

وقال حكام البلاد من طالبان إن الموظفات فى المنظمات غير الحكومية كنّ ينتهكن تعاليم الشريعة الإسلامية من خلال الامتناع عن لبس الحجاب(!!).. يُذكر أنه تم فرض البرقع على المذيعات هناك!

ويأتى هذا القرار بعد أيام من فرض حظر على تعليم الطالبات فى الجامعات، وهو أحدث تقييد لتعليم الفتيات منذ أن استعادت حركة طالبان السلطة فى البلاد فى 2021.وكان مجلس الأمن الدولى قد اجتمع، مايو 2022، لمناقشة أمر أصدرته حركة طالبان الأفغانية للنساء بتغطية وجوههن فى الأماكن العامة، فى عودة إلى سياسة ميّزت حكم الحركة المتشدد فى الماضى، ومثلت تشديداً للقيود على النساء.

لماذا نتابع المرأة الأفغانية وهى تكسر حالات الصمت وتوزع قصص القهر على المواقع الإخبارية؟.. لأننا ببساطة أمام آليات تطبيق مشروع الحكم الدينى، ولكى نتأكد أن جماعة الإخوان الإرهابية تحاول إفشال مصر بالمضاربة على الدولار وتحريم فوائد البنوك التى تستهدف تقويض التضخم حتى لا تصاب البلاد بحالة ركود تنهى ما بدأته من تنمية.

المارد الذى خرج من القمقم طالبان خارج السيطرة يسير فى سيناريو عكس المألوف، يتحكم فيه ثأر من كل شعوب العالم، يتقن حروب الجيل الرابع، المسماة حروب الجيل الخامس، تماماً

كما يجيد حرب العصابات، وتجنيد الشباب والأطفال، وسبى النساء.. إنه عدو غير تقليدى مثل فأر مُحمَّل بمادة مشتعلة يحرق الأخضر واليابس.. والبعض لا يعرف عنه إلا مغامرات توم

وجيرى!الدين الآن تحول إلى حزام ناسف يطوّق خاصرة الأوطان، دون استثناء، لماذا؟.. لأن الفكر واحد هو نفس المنبع ونفس آليات التطبيق، لا يختلف ابن تيمية عن الملا هيبة الله أخوند زادة.

النساء الأفغانيات تعرّضن لاضطهاد شديد من قِبَل مقاتلى حركة طالبان فى النصف الثانى من تسعينات القرن المنصرم (1996- 2001)، حينما كانت الحركة تحكم أغلب مناطق البلاد، بما فى ذلك

العاصمة كابول. كانت النساء وقتئذ ممنوعات من التعليم والعمل، ويُسمح بتزويجهن فى سن مبكرة، ويخضعن بشكل كامل لسلطة الأبناء والأزواج، وتُفرض عليهن أنواع من الأزياء، مثل الجاردو

الأفغانى، الذى هو أشبه ما يكون بكيس قماشى، إلى جانب ممارسات التعنيف الشديدة فى حال تجاوزهن أوامر الحركة.. والآن بعد أن تمكنت حركة طالبان من حكم البلاد يتكرر المشهد مع شراسة ووحشية أشد.

حدث ذلك بالرغم من أن دستور أفغانستان لعام 1964 كان قد أقر بمساواة الرجال والنساء فى أفغانستان، ومنح المرأة الأفغانية حقوقاً مساوية تقريباً لحقوق الرجال.هل يُذكّرك هذا بعام

من حكم الإخوان لمصر؟.. هل يُذكّرك بما تعرضت له الفتيات الإيزيديات فى سوريا والعراق على يد تنظيم داعش؟.. إن وجدت فرقاً فى إلغاء الإخوان للدستور فى مصر أو تغييره فى تونس أو

تمزيقه فى سوريا فقل إننا بمنأى عن ممارسات طالبان! نحن فى القلب من هذا الخراب، لسنا بمنأى عن ضربات الإرهاب لأن الفكر التكفيرى يسرى فى شرايين بعض الفرق المتأسلمة فى مصر.. بل قل

-بلا حرج- من هنا خرج الإطار التنظيرى لكل جماعات العنف: (عمر عبدالرحمن، أيمن الظواهرى نموذجاً).. نحن ننفرد بنموذج اغتيال السادات بيد أبنائه لأنه ربَّى الثعابين فى حضنه حتى ابتلعوه.

الدول العربية لديها حساسية شديدة لكلمة دين، وقابلية أشد لتوظيف الدين وتحويله إلى تنظيم مسلح، داعش لا تزال تسكن بين ضلوعنا، والإخوان يحاصروننا بأنفاق تحت أرضنا.. لم يتبقَّ إلا كلمة وتتكرر المأساة: مبايعة الملا هيبة

الله لتصبح طالبان داخل حدودنا (حدث من قبل مع البغدادى/ داعش)!. لم يعد أمامنا إلا أن يتكاتف العقل مع السلاح فى مواجهة أسلحة بلا عقل.. أن يجتمع تيار التنوير والإصلاح الدينى مع أجهزة الدولة لتكون المواجهة الشاملة.مواجهة

تجتث جذور الفكر التكفيرى من أرضنا، على خط النار لا يوجد جندى على رأسه عمة، فبعض هؤلاء تورط فى فتاوى استحلال الأموال والأرواح والأعراض ودُور العبادة.. الديناصور الذى يطنطن لأوطاننا ويسبّح بحمد حكامنا سوف ينقض علينا ويلتهمنا.

المصير: هذا المشهد أهديه لكل من يراهن على الإسلام السياسى والتنظيمات الإرهابية.. ويحسب أن الإخوان مختلفون عن داعش.. نظمت الشابة الغاضبة والتى تخشى أن يضيع مستقبلها وطموحها أمام عينيها احتجاجاً

منفرداً غير عادى أمام جامعة كابول، مستحضرة كلمات من القرآن.وقفت عادلة (ليس اسمها الحقيقى حفاظاً على سلامتها) أمام المدخل ممسكة بلافتة مكتوب عليها كلمة لها معنى قوى بشكل خاص باللغة العربية وهى: اقرأ.

سحر الجعارة
17 يناير 2023 |