القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

القديسة سيسليا العذراء الشهيدة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالقديسة سيسليا العذراء الشهيدة ولدت سيسليا بروما ، في بداية القرن الثالث الميلادي ، كانت تواظب منذ صغرها على قراءة الكتاب المقدس ، وتعيش حسب تعاليم الرب ووصاياه.

القديسة سيسليا العذراء الشهيدة

كما نذرت له بتوليتها.

وكانت تعيش يومها فى الصلاة والصوم .

كان والداها يحبانها محبة خاصة لأجل صفاتها الحميدة النبيلة ، وتواضعها.

لذلك عرضا عليها الزواج من شاب وثني يدعى فاليريانوس ، كان كريم الأصل وذو صفات حميدة وغني .

وأعدﹼا لأجل ذلك كل الأمور لتتميم زواجها.

وعندما تيقنت سيسليا أنه قد دنا يوم عرسها ولم يبق إلا ثلاثة أيام ، اختلت إلى غرفتها لابسة المسوح، صائمة ومصلية قائلة : " ياربي وإلهى أنك قد علمت أنني قد قدمت لك نفسي وجسدي نذر البتولية لكى أكون لك بكليتي ، فالآن يارب اسالك أن تحفظ ما قد استودعتك اياه.

ولأنه لأمر سهل لديك ياإلهي أن تفعل بفاليريانوس ما قد صنعت بي نعمتك.

فاجعله ياربي أن يصير مسيحياً ، وأمل قلبه نحو محبة البتولية .

وبينما هى تسال ذلك بعمق وبكاء ، غفت برهة رآت ملاكاً نورانياً ، وعدها أنه سيحفظ بتوليتها ، وأن فاليريانوس سوف يقتدي بها.

وعند ذلك استفاقت سيسليا فرحة بذلك الوعد السماوي ، فزال عنها كل حزن وهم.

ولما تم العرس واختلت سيسليا بفاليريانوس زوجها ، التفتت إليه وقالت له : " ان لي سراً عظيماً لا كاشف به غيرك ، فاعلم أني مسيحية متعبدة منذ طفولتي لله .

خالق السماء والأرض وقد نذرت له بتوليتي ، ولهذا أرسل لي ملاكاً من السماء وأوصاه بحفظ طهارتي وهو الآن واقف عن يميني ، فإياك أن تغدر بعفتي ، فيحل عليك انتقام الله.

فقال لها فاليريانوس : " إن جعلتيني أعاين ذلك الملاك فاعلمى يقيناً أني سأكون لعفتك حارساً أميناً وأكون مسيحياً " .

إنه ينبغي أن تقبل سر العماد المقدس لكة تعاين مثلي ملاكي السماوي ، فإن ارتضيت بكلامي هذا فاذهب إلى البابا أوربانوس فهو يعلمك ويعمدك وحينئذ تنظر حقيقة كلامي.

وأخذت تحدثه عن يسوع المسيح الذى ترك عرش السماء وأخذ جسداً مثلنا ليفدينا من قبضة الشيطان ، ويعطينا الغلبة عليه وعلى قواته الشريرة .

في النهاية يأخذنا معه لنعاين مجده ومجد السموات التى لا تفنى ولا تزول إلى الأبد.

وذهب فاليريانوس إلى البابا وهناك قبل سر المعمودية المقدسة ، بعدما قرأ نص الإيمان.

ونال اخيه تيبورسيوس ايضا العماد على يد البابا أوربانوس .

ومن هذا اليوم أخذ الأخوان يجولان فى روما مبشرين باسم المسيح ، ومثبتيـن المؤمنين بأقوال إنجيلية وبقدوة عظيمة تحتذى في البر والتقوى .

وشعر الحاكم الروماني فى ذلك الوقت واسمه ماكيوس.

وعرف أنهما تنصرا وصاروا مسيحيين فقبض عليهما ، فلما لم يستطيع أن يجعلهم أن يجحدا إيمانهم ، قام بضربهم بقسوة عظيمة وأخذوهما إلى السجن.

وفي الصباح استحضر الجنود فاليريانوس وتيبورسيوس وقطعوا راسيهما ، ونال ايضا القائد مكسيموس العماد لما راي إيمانهم القوى وشجاعتهم.

أما سيسليا فلما علمت بموت زوجها وأن الحاكم قد عزم على أغتصاب أمواله فرقتها في الحال على المساكين والفقراء مع كل ما لها من المال والمقتنيات.

وهيات نفسها للموت ايضا ، فأرسل الحاكم وأمسكها .

وفيما هى ماضية مع الجنود باحتشام وسرور ـ توجعت قلوبهم عليها ، وقالوا لها لماذا لا تجحدين ديانتك ، فبدات تكلمهم عن السيد المسيح وتشرح لهم الكتب المقدسة ، وفيما كانت تخاطب الجنود بهذا الكلام ، كانت تصغي لها جموع كثيرة.

وإذ فرغت من كلامها وقالت لهم : " اما تؤمنون بما أوردته لكم من قبل الرب ؟ فهتف الحاضرون كلهم قائلين إننا نؤمن يسوع المسيح وله معك نتعبد ونسجد .

لأننا تحققنا أن الديانة التى تجعل الناس قديسين هى ديانة حقيقية مقدسة.

وطلبت منهم سيسليا أن يذهبوا إلى البابا أوربانوس وفعلاً ذهبوا إليه فعلمهم وعمدهم ، وكان عددهم اربعمائة بين رجال ونساء ، وأكثرهم نالوا إكليل الاستشهاد.

وفى الصباح وقفت سيسليا أمام الحاكم وكان قد بلغه ما فعلته بالأمس ، ولما تحاور معها ورأى إيمانها القوى ، أمر بأن توضع فى حمام تضرم فيه النار كأتون وتترك فيه حتى تموت ، ولم يمسها ضرر من شدة حرارة النار.

فأرسل حينئذ جندياً ليقطع رأسها.

فضربها الجندي بالسيف ثلاث مرات ، ولم يستطع أن يقطعها بالكلية ، لأن الشريعة الرومانية كانت تمنع الضرب بالسيف أكثر من ثلاث مرات ، تركها هكذا ومضى.

فأخذها المؤمنون وجمعوا دمها وحفظوه بإكرام ، الس ان توفت يوم 22 نوفمبر سنة 230م وامر البابا أوربانوس بدفن جسدها الطاهر مع اللفائف .

البوابة
23 نوفمبر 2022 |