سوف نذهب اليوم فى رحلة بعيدة إلى مدينة روما، التى تقع فيها كاتدرائية القديس بطرس في القسم الشمالي للمدينة، داخل دولة الفاتيكان الصغيرة التي تشمل عدة مبان مقدسة تحيط الكاتدرائية، بدأت عملية بناء الكنيسة القسطنطينية بناءً على أوامر الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول حوالي العام 326 أو 333 واستمر العمل ثلاثة عقود بعد أن تم طم سبعة أمتار لتسوية سطح الأرض والحفاظ على الضريح بشكله الأول.
وفى اليوم الأول من الصوم الكبير 18 فبراير 1606، قام البابا بولس الخامس (1605 1621) بالموافقة على تفكيك الأجزاء المتبقية من الكنيسة القسطنطينية، حيث تم نقل الرخام المهدى من الإمبراطور قسطنطين ليستخدم لاحقًا في بناء صحن الكنيسة، ومن بين ما تمّ نقله، اثنين من الأعمدة التي نقش عليها رسوم لأسود، ومجموعة من النواويس والتوابيت لبابوات سابقين.
تحوي الكاتدرائية على 777 عمودًا و44 مذبحًا و395 تمثالاً، إلى جانب عدد من الأضرحة والأيقونات الأخرى، وقد ألحق بها متحف خاص للآواني المقدسة والثياب الكهنوتية المستعملة بها.
كما تستقطب الكاتدرائية مئات آلاف الزوار سنويا، وتفتح أبوابها يوميا من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة السابعة مساء من شهر أبريل حتى شهر سبتمبر، ومن الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء من أوكتوبر حتى مارس لاستقبال زائريها مجانا، والدخول إليها من الجهة اليمنى للساحة المركزية فقط.
تحتوي الكاتدرائية على تماثيل وأعمال فنية مختلفة قيّمة جدًّا من عصر النهضة، أبدعها أشهر الفنانين في تلك الفترة مثل مايكل آنجلو الذي نحت تمثال بييتتا، ويجسد هذا التمثال السيدة مريم العذراء
وابنها المسيح بين يديها، وقد صمم قبة الكاتدرائية تصميمًا خاصًّا يحوي ثقبًا كبيرًا في وسطها لإدخال أشعة الشمس إلى الكاتدرائية. ونجد في الكاتدرائية مظلّة الاعتراف الفخمة التي ابتكرها الفنان
الإيطالي برنيني، وتمتاز بأعمدتها الأربعة اللولبية العملاقة، ولبرنيني الفضل الأكبر بتصميم جزء كبير من الكاتدرائية وساحتها المركزية الواسعة والتي تعتبر من أهم معالم الكاتدرائية بشكلٍ خاص وروما بشكل عام.
يجب ارتداء ملابس محتشمة قبل الدخول إلى الكاتدرائية المقدسة ويُمنع دخول من لا يلتزم بهذا الأمر.
