القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«سعيدة يا مدام».. أول قضية تحرش نشرتها الصحف والقاضى قاسم أمين

ترجع قصة أول حالة تحرش تداولتها الصحف فى مصر إلى عام 1904، حين نشرت مجلة الحقوق قضية التحرش بسيدتين فى أحد شوارع المنيا، حين تجرأ 3 رجال على لمس كتف إحداهما، وتابعوهما بكلمات من قبيل: سعيدة يا مدام.. سعيدة يا مودموزيل.

«سعيدة يا مدام».. أول قضية تحرش نشرتها الصحف والقاضى قاسم أمين

بدأت القصة حين خرجت ابنتا الخواجة جورجى كورنتوس أنجيلى ومعهما خادمهما لزيارة أختهما المتزوجة ليلة 21 يناير من عام 1904، فتبعهما فى الشارع، كل من محمد بك معازة، 42 سنة مزارع ومقيم بالمنيا، ومحمد بك شاهين، 52 سنة مزارع ومقيم بالمنيا، ومحمد أفندى فتح الله، مع محاولة بدء الحديث معهما.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل وصل إلى أن أحد الرجال لمس كتف إحداهما، فنهره الخادم وقال لهم: عيب كده، إلا أنهم استمروا فى تتبع البنتين والخادم حتى وصلا لمنزل أختهما المتزوجة، حتى إنهم أرادوا الدخول وراءهما للمنزل.

وعندما قصت البنتان ما حدث لهما، رفع والدهما الخواجة جورجى قضية فى المحاكم، تم تقييدها برقم 2017 لسنة 1904، ضد رجلين حازا درجة البكوية ومن كبار الأعيان وأفندى، جراء تحرشهم بابنتيه فى الشارع، وحكمت محكمة المنيا الجزئية ببراءة محمد أفندى فتح الله من التهمة، فيما طعن الجناة على القضية بعد الحكم بتغريمهم 2000 قرش صاغ.

وتوصلت المحكمة، بعد الطعن، وبحضور مجموعة من القضاة المشهورين من بينهم القاضى الشهير قاسم أمين بك، إلى أن ما وقع من المتهمين لا يكفى أن يكون جنحة الفعل الفاضح العلنى المخل بالحياء، والمنصوص عليه فى المادة 256 من قانون العقوبات القديم، إلا أن الفعل كاف بدون شك لتكوين جنحة السب، المنصوص عليها فى المادة 281 من القانون لأنه تسبب فى خدش الحياء لسيدتين.

وألزمت المحكمة المتهمين بدفع غرامة قدرها 20 جنيهًا، مع إلزامهم بالمصاريف.

الدستور
15 يونيو 2022 |