القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

حكاية كنيسة سخا التى ترك فيها السيد المسيح اثرا عظيما

احتفل البابا تواضروس بذكرى العيد فى كنيسة السيدة العذراء بسخا بمحافظة كفر الشيخ، حيث رأس صلوات القداس الإلهى، وهى من بين المزارات الشهيرة التى على اسم السيدة العذراء مريم، وتعد من المحطات الهامة فى رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر.

حكاية كنيسة سخا التى ترك فيها السيد المسيح اثرا عظيما

ويقول الباحث ماجد كامل عضو لجنة التاريخ القبطى: هذه الكنيسة كتب عنها المؤرخ أبوالمكارم فى كتاب "تاريخ الكنائس والأديرة" تحت اسم سخا حيث قال: "سخا تغير اسمها بيعة للسيدة الطاهرة وبها مغارة كان يأوى فيها ساويرس بطريرك أنطاكية عند بعده عن كرسيه ومات بها وحمل جسده الطاهر إلى دير الزجاج بالإسكندرية وفى المغارة بكنيسة سخا المذبح الذى كان يقدس عليه".

وجاء عنها على لسان المقريزى فى القرن الخامس عشر قوله "إن دير المغطس كان يحج إليه المسيحين من سائر الأنحاء، وذكرها الأنبا جريجوريوس فى موسوعته عن دير العذراء المحرق فى الفصل الخاص برحلة العائلة المقدسة حيث قال عنها "ومن هناك عبروا الفرع السبتينى للنيل إلى الجهة الغربية حيث سخا أيسوس.

وقد شاء الرب يسوع أن يترك فيها أثرا، فوضع قدمه على حجر، فظهر عليه أثر قدمه، فسمى المكان كعب يسوع "وعن هذا الحجر ذكر نيافته "قيل إن هذا الحجر كان عبارة عن قاعدة عمود أوقفت السيدة العذراء ابنها الحبيب عليه فغاصت فى الحجر مشطا قدميه، فانطبع أثرهما عليه ثم نسج ماء زلالا.

وكان الناس يأتون من الأقاليم البعيدة والبلاد المجاورة ويضعون فى موضع القدم زيتا ويحملونه إلى أراضيهم وينتفعون به كثيرا. وقد بنيت فى نفس البقعة كنيسة كرست باسم السيدة العذراء مريم وبجوارها مغطس بنى بناية رومانية. وتضم الكنيسة والمغطس دير ظل عامرا بالرهبان إلى سنة 910 للشهداء على الأقل (أى إلى نهاية القرن الثانى عشر لميلاد المسيح)، وسمى بدير المغطس.

وذكرها أيضا، الشيخ المؤتمن أبو المكار مسعد الله جرجس بن مسعود، كما كتب عنها المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر فى موسوعته "الكنائس والأديرة القديمة بالوجه البحرى والقاهرة وسيناء" حيث

قال عنها "تقع قرية سخا على مسافة 3 كجم جنوب مدينة كفر الشيخ.. وقد اتسعتا المدينتين حتى أصبحت الآن مدينة واحدة.. واشتهرت سخا بزيارة السيد المسيح لها وطبعه أثر قدمه على قطعة من الحجر وجدت من حوالى 7

سنوات ويظهر بها آثار زيت، حسب ما ذكر أبوالمكارم أن الاقباط كانوا يضعون فيها زيتا للتبرك وكانت مصدرا للشفاء والمعجزات كما تمتعت بزيارة الأنبا ساويرس الأنطاكى لها عند هروبه من مصر ولم يتبقى من

الكنيسة القديمة غير الحجر المطبوع عليه قدم يسوع وتاج عمود رائع وجد عند حفر أساسات أحد المنازل خلف الكنيسة الحديثة التى بها بعض الأيقونات والمخطوطات كما يوجد بها حجاب أثرى من حشوات مطعمة وتاريخه 1578 ش.

ومن المراجع الحديثة الهامة التى كتبت عن رحلة العائلة المقدسة، وذكرت مدينة سخا كتاب "رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر" للدكتور إسحق إبراهيم عجبان عميد معهد الدراسات القبطية، حيث ذكر عنها أن

اسمها المصرى القديم "خاست Khaset وكانت عاصمة الإقليم السادس من أقاليم الوجه البحرى. وفى القرن الثامن عشر قبل الميلاد كانت مقرا وعاصمة للأسرة الرابعة العشرة الفرعونية التى كانت تضم 76 ملكا، وحكمت عرش

مصر السفلى لمدة 148 سنة. وفى العصر البطلمى والرومانى سميت "اكسويز " وقد تغير الاسم إلى بيخا إيسوس ومعناها "كعب يسوع.. وفى القرن الثالث عشر أخفى الحجر فى فناء الدير إلى أن أعيد اكتشافه فى 27 سبتمبر 1984.

وخصص كتاب "الكنائس فى مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلى اليوم" للدكتور جودت جبرا وآخرين، فصلا كاملا من الكتاب عن كنيسة سخا قال فيها تحت اسم "كنيسة القديسة العذراء مريم سخا

" حيث قال "تقع مدينة سخا على بعد نحو 130 كم شمال مدينة القاهرة، وتعرف سخا بأنها إحدى مناطق الدلتا التى نالت بركة العائلة المقدسة عندما وطأ السيد المسيح حجرا بقدمه، فتدفقت منه

المياه بغزارة، بينما تركت قدمه آثرا فى الحجر.. وفى شهر أبريل من عام 1948م، كان عمال شباك المجارى يحفرون بالقرب من كنيسة العذراء،فعثروا على حجر عليه أثر قدم طفل. ويعتقد أهالى مدينة

سخا من الأقباط أنه أثر قدم الطفل يسوع. ويعرض الحجر الآن فى صندوق زجاجى يلمسه الزوار ليتباركوا به، وفى 24 بشنس القبطى يحمل القساوسة الحجر فى مركب كنسى احتفالى ويطوفون به أرجاء الكنيسة.

أما اخر كتاب كتب عنها فهو كتاب "المسيحية القبطية فى ألفى عام" للمؤرخ الألمانى "أوتو مينادريس" حيث كتب عنها تحت عنوان "سخا" فقال "تعرف سخا بأنها المدينة المحبة للمسيح ذلك اللقب الذى اختصت به مدينة الإسكندرية، ويقال أن

بخا إيسوس "ذلك المكان الذى زارته العائلة المقدسة.. اشتهرت سخا القرن السابع بوجود القديس الناسك أغاثون العمودى.. واشتهر من سخا الأسقف زخاريوس السخاوى فى القرن الثامن، والذى ظل على كرسيه لمدة ثلاثين عاما، وكتب ميامر وكتب تاريخية".

وتعرضت الكنيسة لحادث حريق مؤسف فى يوم 18 يونيو 2008، ترتب عليه الاحتراق الكامل لعدد من التحف الأثرية الموجودة بالكنيسة، منها الحجاب الأثرى للهيكل، وأيقونة نادرة للسيدة العذراء، ولقد وعد محافظ كفر الشيخ وقتها حرص المحافظة على إعادة ترميم الكنيسة مرة أخرى.

وفى صباح يوم السبت الموافق 31 مايو 2014، أعاد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة فى ذلك الوقت افتتاح الكنيسة بعد ترميمها، برفقة المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفر الشيخ فى ذلك الوقت، بحضور المتنيح الأنبا بيشوى مطران دمياط الراحل.

وفى خلال عام 2018، وعلى هامش الاحتفال بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، زار السيد نصر محافظ كفر الشيخ فى ذلك الوقت الكنيسة، مؤكدا أن لها قيمة تاريخية عظيمة، وأنها تحتوى على العديد والعديد من القطع الأثرية الرائعة.

وفى تقرير مفصل مقدم من الباحثة الدكتورة كرستينا عادل فتحى حول الجهود المصرية لإحياء مسار العائلة المقدسة، ذكرت أن الدولة قسمت مراحل تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة، وجاءت كنيسة العذراء بسخا فى المرحلة الثانية مع تل بسطا وسمنود بالغربية.

وجاء فى نفس التقرير أن الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، استقبل المهندس عادل الجندى مسئول مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة مع الدكتورة جاكلين بشرى وكيل

وزارة الثقافة بكفر الشيخ، والدكتورة شذى إسماعيل أستاذ الآثار القبطية بجامعة حلوان وآخرين أيضا، استقبلهم فى مكتبه صباح يوم 4 مايو 2019، لمناقشة مشروع تطوير مسار العائلة

المقدسة بسخا، وذلك لاهتمام المحافظة بمشروع تطوير مسار العائلة المقدسة بالمحافظة، ورفع كفاءة المنطقة المحيطة بها وإضفاء مظهرا تراثيا وجماليا للمنطقة بما يليق بمسار العائلة المقدسة.

وجاء عام 2020 بما يحمله من اكتساح مؤلم لوباء كورونا، وفى ذلك الصدد، وبمناسبة بدء صوم السيدة العذراء، أصدرت الكنيسة تعليمات مشددة بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية بكل دقة أثناء دخول الكنيسة، منها الدخول من البوابة الإلكترونية، وتوفير مواد التعقيم والتطهير، وإجراء الكشف الحرارى، وتحديد جلوس فرد واحد على كل مقعد، وعدم السماح بالمصافحة بالايدى.

ولقد ذكر الموقع الرسمى لكنيسة العذراء الأثرية بسخا، أنه يوجد بالكنيسة حاليا بقايا أحد الأعمدة الأثرية، وهو عبارة عن تاج حجرى مكتوب على ظهره كلمة الله وأخفى لفترة طويلة خوفا من تحطيمه بدفنه تحت الأرض واكتشف أثناء الحفر عام 1980، كما يوجد بالكنيسة كأس مخصصة للتناول وصينية وشمعدان مصنوعين من الفضة، وعدد من المقتنيات الأثرية النادرة التى ترجع إلى القرن التاسع عشر.

ويوجد بالكنسة بقايا ماجور الخبز، والحجر الذى طبع عليه قدم السيد المسيح، كما يوجد بالكنيسة بعض الأيقونات التى رسمها الفنان انسطاس القدسى عام 1884 م تقريبا. وتوجد أيضا وثيقة هامة مختومة بختم محمد على باشا تشير إلى إعادة بناء الكنيسة التى هدمت حينذاك.

جدير بالذكر أن البابا تواضروس الثانى، أدى صلاة قداس عيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر فى تلك الكنيسة بحضور 12 من الآباء الأساقفة، وتفقد قداسته متحف المقتنيات الأثرية الذى يشمل (الحجر المطبوع عليه أثر قدم الطفل يسوع - أيقونة مرسومة على جلد الغزال تحوى صورا لبداية الخليقة حتى مجيء السيد المسيح عدد من المخطوطات النادرة ).

مبتدأ
02 يونيو 2022 |