القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

عيد القيامة المجيد.. أسباب الاتفاق والاختلاف بين الكنائس

تعددت التقاويم في مُسمياتها واستخدامها في أماكن بعينها، أو في فترات زمنية مُختلفة، ونجد بعض هذه التقاويم تستخدم في العمليات الحسابية التي ينتج عنها تحديد المواسم والأعياد

عيد القيامة المجيد.. أسباب الاتفاق والاختلاف بين الكنائس

لدى الطوائف المختلفة، مثل عيد القيامة المجيد والذي يستخدم حساب الأَبُقطِي في استخراج موعده لدى الأقباط، وحساب الأَبُقطِي من الحسابات الصعبة التي تحتاج إلى دراسات متخصصة

للتعرف عليه، وعلى كيفية إتمام هذه الحسابات، والوصول إلى نتائج صحيحة، وتكمن صعوبة هذا الحساب في ربط علم الفلك بالأعياد الكنسية، والتي تأتي في أوقات متعلقة بنصوص كتابية من

الكتاب المقدس، أو كتابات الآباء، أو التقليد الكنسي، والتي تحتاج إلى معرفة الأزمنة، والأوقات التي يأتي فيها مواسم الأعياد لعمل الاستعدادات اللازمة لمثل هذه المواسم من طقوس، وأصوام وغيرها.

في الوقت الحالي ظهرت لنا على الساحة مشكلة اختلاف أوقات الاحتفالات بعيد القيامة المجيد لدى الكنيسة الشرقية، والكنيسة الغربية، مع العلم أن هذه المشكلة قائمة منذ القرن السابع عشر الميلادي، إلا إنها انتشرت بسبب استخدام

الإنترنت بشكل عام، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص، مما ترتب عليه حدوث لغط شديد في الموضوع دون التدقيق في التفاصيل التي أدت إلى هذا الاختلاف، لذا ففي هذا الجزء سنقدم فكرة مبسطة عن موعد احتفالات عيد القيامة لدى الشرقيين والغربيين.

للمزيد يمكن الرجوع لكتاب التقاويم فلكيًا وأثريًا لكاتب المقال.

عيد القيامة المجيد:

على الرغم من أن مسالة توحيد تاريخ عيد القيامة المجيد تم تناولها في أوقات مختلفة منذ القرون الأولى المسيحية، وحتى وقتنا الحاضر، فقد تقرر في مجمع نيقية المسكوني الأول عام 325م، أن

يُعيِّد جميع المسيحين في موعد واحد، وهو يوم الأحد الذي يأتي بعد عيد الفصح اليهودي، ولما كان تحديد هذا الميعاد سنويًا يحتاج إلى معرفة فلكية واسعة، وعمليات حسابية دقيقة فقد أسند مجمع

نيقية هذا العمل إلى أساقفة الإسكندرية نظرًا لشهرتهم الفلكية والعلمية، ليقوموا بتحديد موعد العيد، وإبلاغه إلى الكنائس الأخرى في أنحاء المسكونة، ومنذ ذلك الحين أصبح لرسائل القيامة،

والمعروفة باسم الرسائل الفصحية التي حررها أساقفة الإسكندرية أهمية تاريخية، وأصبح يتم حساب موعد العيد بشكل دوري، واستخدمت هذه الحسابات في جميع كنائس العالم حتى تم التعديل للتقويم

الميلادي اليوليوسي إلى الغريغوري عام 1582م، وعلى أثر ذلك تم تعديل الحسابات الخاصة بتحديد موعد عيد القيامة بناء على التعديلات التي حدثت في التقويم، مما أحدث حاليًا فرق في موعد العيد لدى الكنيستين.

وفي السنوات الأخيرة اتخذت خطوات ملموسة في منطقة الشرق الأوسط لمحاولة التوحيد لموعد عيد القيامة، حيث دعم مجلس كنائس الشرق الأوسط بشكل خاص هذا الاتجاه، وكذا مجلس الكنائس العالمي، وذلك عن طريق عقد عدت مشاورات أهمها ما تم في بوخارست سبتمبر 1994م، ثم حلب- سوريا في مارس 1997م.

سبب الاختلاف بين الكنائس:

ولمعرفة سبب الاختلاف بين الكنائس في الاحتفال بعيد القيامة المجيد يتطلب التعرف على التقاويم التي تستخدم في الحسابات الخاصة بتحديد موعد عيد القيامة المجيد لدى الكنيسة الشرقية (القبطية)،والكنيسة الغربية،

فالكنيسة القبطية تستخدم في الوقت الحالي تقويم الشهداء القبطي على نظام السنة الشمسية المدنية، والكنيسة الغربية تستخدم التقويم الغريغوري على نظام السنة الشمسية المدارية، وكل كنيسة تستخدم حسابات مختلفة

لتحديد موعد عيد القيامة، والهدف من اجراء هذه الحسابات هو الوصول إلى بعض الشروط التي وضعتها الكنيسة الأولى من خلال ما ذكر في الدسقولية في الباب الحادي والثلاثين من تعاليم الآباء الرسل، نستخلص منه عن عيد القيامة ما يلي:

1. يجب أن يأتي يوم الأحد فقط من أيام الأسبوع.

2. وهذا اليوم يكون يوم الأحد الذي يأتي بعد عيد الفصحاليهودي.

3. والذي يأتي بعد الاعتدال الربيعي أي بعد 21 مارس في هذه الأيام.

وعلى ذلك صار عيد القيامة تابعاً لحساب عيد الفصح اليهودي، ومرتبطاً به، وقد حدث الكثير من الاضطرابات في الفترة المبكرة من المسيحية من أجل تحديد موعد يوم عيد القيامة.

حسابات استخراج عيد القيامة للكنيسة الشرقية (القبطية):الكنيسة القبطية تستخدم في الوقت الحالي تقويم الشهداء القبطي على نظام السنة الشمسية المدنية، والذي يتم اجراء حساب الأَبُقطِي على اساس هذا التقويم لاستخراج موعد عيد القيامة المجيد.

سبب عمل حساب الأَبُقطِي:

▪ حساب الأَبُقطِي يقوم على أساس تحديد يوم عيد الفصح اليهودي يوم ذبح الخروف- والذي يأتي في يوم 14 من الشهر العبري الأول (شهر نيسان) من السنة العبرية الدينية، ومن المعروف أن

التقويم العبري يتبع في شهوره القمر، حيث أن التقويم العبري قمري من ناحية الشهور، ويتم تحويله إلى شمسي، وعلى ذلك صار عيد القيامة تابعاً لحساب الشهر القمري للتقويم العبري،

والذي يتقدم، ويتأخر في السنين الشمسية من يوم إلى 29 يوم، وذلك أثناء السنة الكبيسة العبرية، والتي يتم إضافة شهر كامل بها ليصبح التقويم من قمري إلى شمسي، فلهذا قد وُضع حساب

الأَبُقطِي ليتمكن المسيحيون من معرفة موعد عيد الفصح اليهودي دون الرجوع إلى اليهود أنفسهم، ولكي ينتهي ما وصل اليه المسيحيين من اختلاف فيما بينهم في تحديد يوم عيد القيامة في ذلك الوقت.

إذاً هدف حساب الأَبُقطِي: الوصول ليوم ذبح الخروف -عيد الفصح اليهودي- في أي يوم من السنة، وعليه يتم تحديد موعد عيد القيامة، وباقي الأعياد المتحركة المرتبطة بعيد القيامة، ويتم تحديد موعد ذبح

الخروف من خلال دور القمر وهو ما يفضل من السنين الشمسية من 1 إلى 19 بعد إسقاطها أدواراً تامة، والسبب في أن الدور يتكون من 19 سنة دون غيرها فهذا يرجع إلى أن الشمس والقمر يجتمعان على نفس النقطة من فلك

البروج ويخرجان منها ويفترقان ثم يعودان إليها بعد ذلك في كل 19 سنة شمسية مرة واحدة فأما القمر فأنه يقطع الـ 19 سنة الشمسية في مدة 19 سنة قمرية و7 أشهر، وينتهي هذا الدور ثم يبدأ من جديد كما هو بدون تغيير.

جدول الكرمة: هو نتيجة مستخرجة من حساب الأَبُقطِي، وليس هو حساب الأَبُقطِي بكليته، وقواعد حساب الأَبُقطِي تنتج جدول الكرمة بينما جدول الكرمة لا ينتج حساب الأَبُقطِي.

دور الكرمة عبارة عن 532 سنة التي هي ناتج ضرب عدد دور الشمس 28 19 عدد دور القمر = 532 سنة، دور الكرمة يبدأ ببداية كل من دوري الشمس، والقمر معاً، ولا يلتقياً معاً بنفس الشكل سوى مرة واحدة كل 532 سنة، التي هي بداية الدور لذلك تم عمل هذا الدور حتى إذا أنتهى يعود، ويبدأ من جديد كما هو بكل تفاصيله دون تغيير في شيء بأسماء الأيام، وبدايات السنين، ومواعيد الأعياد كما هي لا تتغير مطلقاً.

مثال جدول نتائج بيانات الكرمة لعام 1738 شهداء / 2022م المستخرجة من العمليات الحسابية لحساب الأَبُقطِي

حسابات استخراج عيد القيامة للكنيسة الغربية: الكنيسة الغربية تستخدم التقويم الغريغوري على نظام السنة الشمسية المدارية، ونجد أن طريقة حساب موعد عيد القيامة لدى الكنيسة الغربية يختلف عن حساب الأَبُقطِي ولكن هذا

الحساب يسعى لتحقيق نفس مبادئ كتاب الدسقولية مستخدماً التقويم الغريغوري، بينما الكنيسة الغربية اجرت تعديلات على هذه الحسابات وهنا كما تم توضيح طريقة حساب الأبقطي للكنيسة القبطية؛ سيتم توضيح طريقة حساب عيد القيامة

لدى الغربيين باستخدام دور القمر المكون من 19 سنة ولكن هذا الدور يختلف في كل فترة زمنية في تكوينه فهنا سيتم التوضيح بجدول دور القمر للغربيين المستخدم خلال الفترة الزمنية من سنة 1900م وحتى سنة 2199م (أي لمدة 300 عام فقط) ويتم تغييره

وطنى
20 ابريل 2022 |