القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

سقوط أحجار الجدار الشمالي للدير الأبيض.. جرس إنذار للمسئولين

رغم كل التحذيرات والتقارير الأثرية والهندسية التي أكدت أن الدير الأبيض بسوهاجدير الانبا شنودة معرض للانهيار بسبب الاهمال الذى يعانية من عدم خضوعة لأعمال الترميم والتدعيم حيث لم يحظى باهتمام المسئولين والقائمين على المحافظة على الآثار .

سقوط أحجار الجدار الشمالي للدير الأبيض.. جرس إنذار للمسئولين

وهناك حالة ترقب شديد بعد سقوط جزء من الجدار الشمالى بالدير وهو ما يهدد بانهيار كلى للجدار فى حالة التأخر فى عملية الترميم والتدعيم بعد ان تدخلت العناية الإلهية لإنقاذ رهبان الدير من كارثة محققة ، فى الوقت

الذي كان الدير يستعد فيه لاستقبال الأقباط والزائرين لحضور قداس عيد الميلاد ، وهو ما كان سيؤدى إلى كارثة فى حالة تواجد المصليين بساحة الدير الاثرى ، ولكن العناية الإلهية كانت حريصة على حماية أبنائها وحفظ ارواحهم .

ويقول الدكتور عاطف نجيب نائب رئيس قطاع الآثار القبطية والإسلامية واليهودية بوزارة السياحة والآثار لشئون الآثار القبطية سابقا تم بناء الدير الأبيض في منتصف القرن الرابع الميلادي على بقايا مبانى فرعونية و كان ذلك

بيد الانبا بيجول (خال الانبا شنوده رئيس المتوحدين فيما بعد) , و تولي الراهب ايبونة رئاسة الدير من بعده , وقبل نهاية القرن الرابع الميلادي تؤل الرئاسة للانبا شنودة مع مجموعة من الاديرة منها الدير الاحمر و أخر للعذارى

وبنياحة الأنبا شنودة في منتصف القرن الخامس (466 م) و ذلك بعد أن رافق البابا كيرلس عامود الدين في حضور مجمع أفسس الاول 431م لم يتبق من الدير سوى كنيسة، ولأنها بنيت من الحجر الجيري، فقد أطلق عليها الدير الأبيض ويعرف أيضا بدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين

و الأنبا شنودة رئيس المتوحدين هو زعيم الثورة القبطية الحضارية والفكرية وسمى أيضاً بأبي القبط أو أبى المصريين، ويعد من أهم الشخصيات التى تمثل رهبنة الشركة في مصر بعد القديس باخوميوس، وكان رئيسًا للدير الأبيض في مدينة أدريبه لأكثر من 56 عامًا (القرن الرابع/الخامس) قاد حوالي 2200 راهبًا و1800 راهبة كما أخبرنا تلميذه القديس ويصا عن الوصف التخطيطى للدير الأبيض.

ويضيف الدكتور عاطف نجيب شيدت الكنيسة على الطراز البازيليكي حيث أخذت شكل مستطيل يمتد محوره الطولى من الشرق إلى الغرب ويبلغ طول الحائط الشرقى 36 مترًا و75 سم والحائط الغربى 36 مترًا و90

سم، والشمالى 74 مترًا و60 سم والجنوبى 74 مترًا و82 سم، وللكنيسة 6 مداخل، ثلاثة منها كبيرة وأخرى أقل حجمًا، اثنان لكل من الواجهات الشمالية والجنوبية والغربية، وقد سُدت جميعها ولم يتبق

منها سوى المدخل الرئيسى من الناحية الجنوبية، والمدخل يقودك إلى ساحة واسعة على شكل مستطيلى بها عدد من الأعمدة الحجرية غليظة الحجم والتي يرجع أصلها إلى العصر المصري القديم والجدران

بنيت بطريقة الحوائط الحاملة التي تقل مساحة البناء كلما أرتفع البناء إلى أعلى وينتهى الجدران بكورنيش يشبه العمارة المصرية القديمة ويحتوي الدير الأبيض على مجموعة من المباني الملحقة

به، والتي منها ما يخص تقديم الخدمات للزوار من مطابخ ومخازن وحجرات متعددة للإقامة لسكان الدير، وصالة المحاضرات والمستشفى والمائدة ومخزن الخبز والمصانع، وزاد عدد الرهبان في عهد

الأنبا شنودة إلى ما يقارب 2200 راهب بعدالتوسعات الكبيرة التي ادخلها على الدير، وأكد مؤرخون أن بداية الدير كانت على مساحة لا تزيد عن 5 أفدنة وتم التوسع بعد ذلك حتى وصل إلى المساحة الحالية 13 فدان تقريبا

واكد الدكتور عاطف نجيب على انة فيما بين عام 1907 و1911م قامت لجنه حفظ الاثار العربيه باول ترميم للدير الابيض و قامت بنزع ملكية الدير من القرويين المقيمين في الدير وقام العالم الفرنسى مونريه دي فييار بعمل رسم معماري للدير وفي 1962 بدء المعهد الالماني بعمليات المسح الاثري للدير و في عام 1980يذكر اوتو ميناردوس المؤرخ الالمانى لتاريخ الكنيسة القبطية ان الكنيسه تحولت مرة اخرى سكن للقرويين.

وقد شاهدنا في الثمانينات بالفعل انة كانت هناك عائلات الكهنة رعاة الكنيسة من هذه المنطقه كانوا يسكنون في بيوت داخل الدير وفي سنه 1985 بداء المجلس الاعلى للاثار عمله بموقع الدير وفي سنه 1996م.

قام مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث باعادة الحياه الرهبانيه للدير بعد ان أولى شئون الدير لأحد الآباء الرهبان.

وفي سنه 2005 كانت بداية مشروع ترميم الدير الأبيض وهو مشروع خاص بجامعه يل ومركز البحوث الأمريكي كان هو القائم على التنفيذ وقد شاهدنا نتيجه ذلك ان السور كان فيه نسبه تصدع وحصل سقوط أجزاء منه صبيحة يوم 6 يناير 2022 .

وطالب الدكتور عاطف نجيب بعمل مراجعة لكل أسوار الأديرة الأثرية وسرعة الترميم درء للخطورة واسناد اعمال الترميم والتدعيم لرجال أعمال و مهندسون متخصصون مصريون.

ويقول الدكتور إبراهيم ساويرس مدرس اللغة القبطية بجامعة سوهاج وسفيرجامعة ليدن بمصر

الدير شيء غير الكنيسة. الكنيسة ربما تكون جزء من دير لكن ليس العكس كل دير يجب أن تبنى به كنيسة، لكن الدير يضم مباني أخرى غير الكنائس مثل المخازن والمنشوبيات أو غيرها.

والسور، هو ما يحيط بالمبنى من الخارج، والأسوار لم تُعرف في الأديرة القبطية إلا بعد مجيء العرب لمصر، بعده عقود. ولا يوجد دير مسور قبل القرن الثامن بكل الأدلة الأثرية.

والدير الأبيض له سور، يضم الكنيسة الأثرية وبقية المباني، وهو سور حديث عمره بضعة سنوات وليس سور أثري فالكنيسة ليس لها سور، بل الدير بكاملة هو الذي له سور.

أما ما تهدم، من باب ضبط المصطلحات التي يعرفها أي متخصص، فهو الجدار الشمالي لكنيسة الدير الأبيض. جدار صحن الكنيسة وليس سور فالكنيسة ليس لها سور بل الدير كلة وسمعنا كثير أن الذي سقط هية التكسية الخارجية للاحجار.

وأنا شخصيًا لم أفهم ما هو المقصود هنا بالتكسية، التكسية فيما أفهم في حالة الأهرام مثلًا، أنها بناء من حجر جيري ومكسية من (الخارج) بحجر جيري أفضل أو جرانيت أو غيره، وفي هذه الحالة، حالة

الأهرامات، إن سقطت التكسية فهذا لا يسبب ضرر مادي للهرم ذاته، يسبب تغير في المظهر طبعًا. أما في حالة الدير الأبيض فهي تساقط وتهدم الجزء الداخلى من الجدار الواقع شمال صحن كنيسة الدير الابيض، وهو

جدار ضخم مرتبط بالغرف العلوية الموجودة شمال شرق الكنيسة، ومرتبط بالجدار الفاصل بين الحنيات والصحن، وقد كان معروف أنه في خطر منذ سنوات، ولم يتحرك أحد اما الجزء الخارجي فالم يسقط بعد ولكنة مهدد بالسقوط.

والجدار الشمالي للدير هو جدار ضخم جدا متصل من ناحيته الشرقية بالهياكل الأثرية بما عليها من أنصاف قباب ورسوم جدارية وزخارف قبطية بما يعني انه مكون رئيس من كنيسة الدير

الأثرية ومتصل أيضاً بالسلم المؤدي لسقف الدير والغرف الملحقة أعلاه، ومرتبط بالجدار الفاصل بين الحنيات والصحن، وقد كان معروف أنه في خطر منذ سنوات، ولم يتحرك أحد وانهياره لا

قدر الله يعني كارثة بكل المقايس فهو حاليا بة العديد من التشققات والجزء الذى بة المنطقة التى سقطت حدث بة ميول واضح للداخل يمكن ملاحظتة لاى شخص عادى وليس متخصص فى الآثار

فنتمنى أن يكون تحرك الآثار أسرع لتقليل الخسائر التى يمكن ان تنتج عن هذا الانهيار بالجدار الشمالي إذا سقط سيسقط معه الهياكل والحنيات والرسوم الجدارية وهذة ستكون كارثة عالمية بكل المقايس.

ومن الناحية الغربية فالجدار الغربي يسند الجناح الغربي للدير وبة معمودية قديمة و بعض المباني المسقفة بالحجر الفرعوني وهذا الجناح مغلق حتى على الزوار منذ سنين ومسكوت عنه بشكل مريب وحالته صعبة للغاية وآيل للسقط وخطر على بقية مباني الدير وسقوط الجدار الغربي أيضاً سيسقط معه الجناح الغربى بأكمله.

ويؤكد الدكتور إبراهيم ساويرس على ان هذة الأحجار التي سقطت في صبيحة اليوم السابق لعيد الميلاد المجيد يقدر وزنها بالأطنان وربما تتساقط أجزاء أخرى من الأحجار لاحقا، ويعرف

القاصي والداني محبة الناس للدير، وكيف يزوره الألاف من الناس للصلاة بالكنيسة الأثرية، وأنه في الأعياد يصلي في الدير الرهبان والعمال والزوار وسكان القرى المحيطة. الدير

ليس معزولًا، بل بينه وبين القرى المحيطة خطوات على الأقدام. ومن ستر الله أن تساقط هذه الأحجار حدث قبل تزاحم الناس في صحن الدير فالأحجار سقطت داخل صحن الدير، وليس فى الخارج .

ويشير الدكتور ابراهيم ساويرس لأعمال الترميم بالدير بقولة فيما يتعلق بوجود جهة أجنبية ما مسئولة عن الترميم ولم تقم بما يجب عليها. فعلى قدر معرفتي فأن المشروع المرتبط بالآثار يتم

ترسيتة على الجهة والمؤسسة بثلاثة شروط البشر المال القدرة العلمية (وطبعًا ان تكون ليس عليها تحفظ أمني). فهل الجامعة العظيمة جدًا، ومركز البحوث الكبير جدًا الذين يتداول اسمهما في

الأزمة ليس لديهم خبراء أخصائيين يستطيعون ترميم السور؟ والإجاية هي الاطلاع على موقع الجامعة ومركز البحوث والتعرف على سابقة أعمالهم و أسماءهم وخبراتهم ومنشوراتهم وسندرك أنهم أكفاء.

فهل ليس لديهم المال للترميم؟ فلماذا تم ترسية المشروع عليهم أصلا، فجهات التمويل معروفة ومعلنة على مواقعهم وهذه جهات لها سمعة دولية كبيرة ومقدرة مالية عظيمة

ويتبادر لذهنى سؤال هام هل هذه الجهات العظيمة لم تدرك حالة الجدار؟ طبعًا هذاغير معقول بالمرة إذن لماذ لم يتم ترميم الجدار؟ ولماذا تم تأجيل العمل فيه؟

وهل العمل الأثري كله في الدير مش شغال؟ الحقيقة المبكية هي لأ

فالفريق الذى يعمل اكتشف مقبرة الأنبا شنودة، ورممها، ودرسها، ونشرها، واستقدم العلماء لدراستها وهو ذاته الى نشر شذرات مخطوطات (الحقيقة لا تضيف جديدًا) لكنه اهتم بيها وملأ الدنيا دعاية ونشرًات ومؤتمرات وبنارات عن المشروع لكنهم لم يتحركوا من أجل الجدار حتى سقط (بعضه)

ويطالب الدكتور إبراهيم ساويرس بتدعيم الجدار بالكامل ثم يتم الاستعانة بمهندس استشارى معماري عندة خلفية بالمبانى الاثرية يستطيع ان يرجع اغلب الاجزاء الحجرية التى سقطت إلى وضعها القديم مكانها مع عمل تقوية للجدار بأكملة لرد الميول الذى حدث بة ،الموضوع مش صعب عندنا خبرات كثيرة وقديرة قادرة على اتمام ذلك العمل اعتقد انها موضوع تكلفة.

وعن قطاع الآثار أكد الدكتور أبو بكرٍ عبدالله نائب رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أن السور الخارجي للدير الأبيض بمحافظة سوهاج قائما في حالة مستقرة وأن ما سقط منة هو جزء من كساء الجدار الشمالى للسور الخارجي للدير والذي يتقدم الفناء المؤدي للكنيسة الأثرية.

وعلى الفور توجه الأستاذ علي عبدالرؤوف مدير عام آثار مصر العليا إلى الدير علي رأس لجنة أثرية هندسية للمعاينة الشاملة للمكان والتدخل بشكل فوري لدرء المخاطر و إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشكل عاجل لحماية والحفاظ علي أبنية

الدير الأثرية والمنطقة المحيطة، بالإضافة إلى إعداد تقرير فني مفصل للوقوف على أسباب سقوط هذا الجزء من كساء السور، علما بأن مركز البحوث الأمريكي يقوم بتنفيذ مشروع ترميم وصيانة للجدار الشمالي للسور بالتعاون مع جامعة يل الأمريكية.

وطنى
15 يناير 2022 |