قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن الخلفاء المسلمين استأمنوا الأطباء المسيحيين على أرواحهم، موضحًا أن الخليفة أبو جعفر
المنصور العباسي، في عز عنفوان الدولة العباسية، التي لها الكلمة المطلقة في العالم، اتخذ طبيبه الخاص، الطبيب المسيحي جورجيوس بن بختيشوع الجنديسابوري، مضيفًا:
الطبيب الخاص يعني اللي بيأتمنه على نفسه، واللي بيسلم له نفسه، ويقوله أنا مؤتمنك على روحي، وكان ملازمًا له في كل سفرياته، ولم يمنعه اختلاف الدين من المودة والمراسلة والرحمة.
خلفاء يتخذون بن بختيشوع طبيبًا
أضاف الأزهري، في لقاء مع برنامج الحق المبين، المعروض على قناة dmc الفضائية، ويقدمه الكاتب الصحفي أحمد الدريني، اليوم الجمعة، أن الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد، اتخذوا ابن هذا الطبيب طبيبًا لهم في حياتهم، وبعدها اتخذ الخليفة الراشد الصالح هارون الرشيد، حفيد هذا الطبيب أيضًا طبيبًا له.
وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، بأن هارون الرشيد جعل الطبيب جورجيوس بن بختيشوع، رئيسا للأطباء في عهده، أي في منصب وزير الصحة في ذلك الحين، الذي يحتكم إليه ويرجع إليه كل الأطباء المسلمون، وفي زمن الخلفاء المأمون والأمين والمتوكل، اتخذوا الطبيب الأعجوبة يوحنا بن ماسويه، المسيحي أيضا، طبيبًا خاصًا لهم، وكان ملوك بني هاشم من العباسيين يكرمونه ولا يأكلون إلا بحضوره.
يوحنا بن ماسويه في التاريخ العلمي
أوضح الأزهري، أنه في التاريخ العلمي، يقول صاحب كتاب طبقات الأطباء، إن يوحنا بن ماسويه له في الطب أسرار خلدها منافع للناس، مشددًا على أنهم كانوا ينظرون إلى المنفعة العامة للناس، وأنهم أناس محترفون في صنعتهم، بغض النظر عن الاختلاف العقائدي، وكانوا يقدرون علمهم ويأتمنونهم على أنفسهم، ولم يضيقوا عليهم أو يعذبونهم.
