القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

السيد المسيح شخصيّة تاريخيّة مثبتة في شهادات مؤرّخين غير مسيحيين

مع أنّ السيّد المسيح بقي على الأرض لفترة قصيرة (لمدّة 33 عامًا) ولكن تعاليمه بقيت خالدة في جوهرها تتحدّى الزمن على مرّ الدهور والأجيال إلى يومنا هذا لتكون عبرة لمَن اعتَبَر ومنهاجاً قويماً يحسن العمل به.

السيد المسيح شخصيّة تاريخيّة مثبتة في شهادات مؤرّخين غير مسيحيين

وكان لتعاليمه الأثر الأكبر في تغيير مسار البشريّة إلى الرقيّ والحضارة. واتّباعًا لتعاليم السيّد المسيح في المحبّة وخدمة الآخرين، كانت الكنيسة أوّل من أنشأ في الأراضي المقدّسة وفي العالم المستشفيات والمدارس والجامعات والفنون بأنواعها، والعلوم والجمعيّات الخيريّة ودور المسنّين والأيتام والملاجئ للبائسين والمشرّدين.

وفي القرن الميلاديّ الأوّل كان السيّد المسيح هو الأكثر نفوذًا وتأثيرًا على وجه التاريخ. لقد غيّرت تعاليمه المسيح الروحانيّة والأدبية والحكمية العالم، وأنشأت حضارة العالم من كافّة النواحي وبامتياز. كما

أثّرت على النظرة الاجتماعيّة للمرأة، ولعلّ من أبرز مظاهر رفع شأن المرأة هو التكريم الخاص لمريم العذراء لدى جميع المسيحيين في الكنيسة العريقة. كما وغيّرت المسيحيّة نمط تفكير الناس الوثنيين وطريقة معيشتهم.

شهادات مؤرّخين غير مسيحيين اثبتوا وجود السيّد المسيح تاريخيًّا

شهادة المؤرّخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس قبل سنة 93م

كان العلاّمة أوريجانوس من أوائل الذين ذكروا أعمال المؤرّخ يوسيفوس بكثرة واستشهدوا بها في القرن الثالث الميلادي. إنّ أقدم إشارة واضحة إلى السيّد المسيح في المؤلفات غير المسيحية تعود إلى المؤرّخ اليهودي يوسيفوس، وفيها يصف المسيح بأنّه "رجل دين يأتي بأعمال عجيبة ويعظ الناس وقد اتّبعه عدد كبير من اليهود والوثنيين".

كان المؤرّخ يوسيفوس يهوديّاً لكنّه ترك اليهوديّة وصار رومانيًا، ونسب نفسه الى العائلة "الفلافيّة" الرومانيّة، ومنها انتحل اسم "فلافيوس". ذكرت كتابات يوسيفوس السيّد المسيح وبدايات المسيحية

في كتابه "العاديّات اليهوديّة" (الفصلين 18 و20). وذكر كرازة يوحنّا المعمدان وموته (الفصل 18)، واستشهاد الرسول "يعقوب الصغير" أوّل أسقف للمدينة المقدّسة ويصفه بأنّه قريب يسوع المُسمّى "المسيح".

شهادة المؤرّخ الروماني سويتونيوس (حوالي سنة 120م)

وهو من مؤرّخي عصر الامبراطوريّة، كتب: "اليهود كانوا يثيرون الاضطرابات في روما بإيعاز من كريستوس" (أي السيّد المسيح). طبعًا التهمة غير واردة لأنّ السيّد المسيح يدعو إلى السلام ولا يُثير الفِتَن، لكنّها تشهد لنفوذ السيّد المسيح حتّى في روما.

شهادة المؤرخ الروماني الكبير تاسيتوس حوالي سنة 115م

يتكلّم هذا المؤرّخ في كتابه "الحوليّات" (أي تاريخ السنين)، عن المسيحيين قائلاً: "يأتيهم اسمهم من المسيح "كريستوس" الذي سلّمه الوال "پونطيوس پيلاطس" الى العذاب في عهد الامبراطور الروماني "تيباريوس".

والواقع أنّ تاسيتوس يقتبس معلوماته من كتاب "تاريخ الطبيعة" Historia Naturalisللمؤرّخ العالِم والجندي "إپلينيوس الكبير" الذي رافق القائد الروماني "فسپاسيانوس" في حصاره للمدينة المقدّسة سنة 67 للميلاد. يأتي الاسم "تاسيتوس" من اليونانيّة ومعناه قليل الكلام، السَّكوت، ومن مشتقّاتها كلمة taciturn بالفرنسيّة والانجليزيّة بنفس المعنى.

شهادة الوالي الروماني إپلينيوس الصغير حوالي سنة111م

كتب إپلينيوس الصغير حاكم آسيا الصغرى للامبراطور"ترايانوس" تقريراً وتحقيقاً عن المسيحيين وأوضاعهم وأحوالهم: "يجتمع المسيحيّون في أيام محدّدة قبل طلوع الشمس، ويُنشدون معاً نشيداً للمسيح كريستوس".

التلمود

وهو من كتابات حاخامات اليهود والمصدر الأوّل للشريعة الدينية اليهودية واللاهوت اليهودي. لا يُعَدّ التلمود مصدراً تاريخياً من الدرجة الأولى، لأنّه كُتِب كردّ فعل على الإنجيل في الشؤون التي تعني السيّد المسيح والسيّدة العذراء والرسل والكنيسة. نقرأ في التلمود: "عشيّة الفصح عُلّق يسوع (أي صُلب) لأنّه أغوى اسرائيل بالسحر".

خاتمة

هذه شهادات من الأعداء، وأوضح الحقّ ما شهدت به الأعداء. يلحظ المرء أنّ الشّهادات سالفة الذكر تأتي من أناس إمّا محتقرين للمسيح (تاسيتوس) أو مستهينين به (سويتونيوس) أو

غير مهتمّين بأمره (الوالي إبلينيوس الصغير) أو حاقدين عليه (التلمود)، ممّا يجعل كتاباتهم أكثر مصداقيّة: نعم، ليسوا من أتباعه ولا من محبّيه. لذا لا يقدر أحد أن

يتّهمهم بالتعاطف معه أو تعظيم شأنه. وما ادّعاء التلمود ("المحفل" 43 أ) أنّ يسوع "أغوى اسرائيل بالسحر" إلاّ دليل على معجزاته التي أراد معشر الربابينيين سوء تأويلها.

وفي أيّامنا بشكل خاصّ يجمعنا مسيحيين ومسلمين الاعتراف بابن مريم مسيحًا "وجيهًا في الدنيا والآخرة" وبوالدته عذراء فريدة. حان الوقت ليرى العالم ولا سيّما المُلحد كيف أنّ الإيمان يوحّد القلوب!

أبونا
15 ديسمبر 2021 |