القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

حكاية "أديرة مصرية" مع الأوبئة.. قصة دير الشهيد تاوضروس المحارب مع وباء الملاريا - صور

لعبت الأديرةالمصرية دورا محورياً على مر العصور من منطلق مسؤوليتها الوطنية والإجتماعية فى خدمة المجتمع خلال الأزمات وفى مجابهة انتشارالأوبئة، كوباء الكوليرا والملاريا وغيرها من الأوبئة فى الأربعينيات، فكانت الملجأ للعديد من المرضى وقت إنتشار الأوبئة فى القرون الماضية.

حكاية "أديرة مصرية" مع الأوبئة.. قصة دير الشهيد تاوضروس المحارب مع وباء الملاريا - صور

ترصد وطنى الأديرةالمصرية التى كانت تقوم بخدمة المرضى من كافة الطوائف.

نلقى الضوء على ديرالشهيد تاوضروس المحارب غرب الاقصر , بصعيد مصر, عن تاريخ وحكاية هذاالديرالعامر بالإيمان والأعمال المتجلية فى العديد من الأنشطة الإجتماعية والاقتصادية وخدمة المجتمع ودورأباء الدير فى إستقبال مرضى وباء الملاريا وفتح أبوابه لكل من يقصده أثر انتشاروباء الملاريا.

موقع الدير

يقع ديرالشهيد تاوضروس المحارب بجبل القرنة غربى الاقصر ,ويطلق عليه حاجر البعيراتوكان هذا الجبل يسميه المصريون القدماء بجبل ممنون (شامة ) المقدس , خلف مدينة هابو بالصحراء الغربية ويبعد عنها 2كم غربا ويصل بينهما مدق ممهد لسير جميع السيارات , ويبعد عن مدين الاقصر 8كم.

تاريخ الدير

لايوجد أي مصدر تاريخى لمعرفة تاريخ انشاء الدير ولكن من المعتقد انه انشئ فى القرن الرابع الميلادى من مبانيه الاثرية.. ولكن نستطيع ان نقول ان الدير كان قائما قبل سنة 1896 فى عهد نيافة الانبا مرقس اسقف كرسى

اسنا , فقد جاء ذكر الدير ضمن كنائس واديرة كرسى اسنا فى كتاب اللؤلؤة البهية فى التراتيل الروحية والمدائح المتداولة فى كنائس الكرازة المرقسية الجامعية القمص يوحنا جرجس وجبران نعمة الله الاسكندرى الذى طبع

طبعة اولى سنة 1896م , وفى كتاب دليل المتحف القبطى لاهم الكنائس والاديرة بقلم سميكة باشا الجزء الثانى 1923م, ذكر الدير فى جدول ايبارشية اسنا ومطرانها الانبا مرقس ومركزه الاقصر, فى كتاب تحفة السائلين فى ذكر

اديرة رهبان المصريين للعلامة المتنيح القمص عبد المسيح صليب المسعودى سنة 1932 , جاء فيه ان دير الشهيد تاودروس المحارب وهو تادرس المشرقى بالجبل الغربى بحاجر ناحية البعيرات بكرسى مطران اسنا خبرنا عنه جاورجى باخوم

ذكر دير الشهيد تادرس المحارب بالجبل الغربى بحاجر ناحية البعيرات فى دفتر سجل الكنائس الذى عمل سنة 1603, 1609 للشهداء الموافق 1887, 1893م وهو محفوظ بالبطرخانة بالازبكية وهو مخصص بذكر الكنائس

المستخدمة وقسوسها لا المهجورة , كما ورد ذكر الدير ضمن عمائر مدينة هابو( مدينة هابو: يوجد بها معبد كبير بناه رمسيس الثالث وهو معبد جنائزى ولايزال جزأه الأمامى فى حالة جيدة , أما الجزء الداخلى

فقد اندثر اندثارا تاما وقد دون رمسيس على جدرات معبده هذا رسوما بارزة تمثل حروبه) , فالدير يقع على بعد 2كم جنوب غرب معبد مدينة هابو فى الصحراء , وقد وردت عدة اشارات تاريخية هامة تشير الى وجود

اثار معمارية قبطية دينية ومدنية هامة تشير الى وجود اثار معمارية قبطية دينية بهذه المدينة دلت على وجود مدينة قبطية بها فى العصور الوسطى , ظلت عامرة اهلة بسكانها من الاقباط حتى القرن التاسع الميلادى.

الرحالة فانسليب: وهو من اهم الذين اشارو الى هذه المدينة القبطية اذ ذكر وجود مبانى قبطية قديمة بها , مهجورة ومتهدمة ويتضح من وصفه انها كانت مرتفعة بما يقرب حوالى 15م مما يدل على انها كانت مكونة من عدة

طوابق وبطبيعة الحال فان المبانى كانت تضم كثيرا من المنشات التى تتوافر عادة للحياة السكنية من مصانع وافران وحمامات وشوارع وغير ذلك من الابنية التى تتطلبها ظروف الحياة فى المدن والقرى فى العصور الوسطى.

أهم الكنائس المندثرة بمدينة هابو :

كنيسة شامة: نسبها هولشر الى القرن الخامس الميلادى وارجعها حشمت مسيحة الى القرن السابع الميلادى وبها ثلاثة اروقة بثلاث هياكل.

الكنيسة الثانية : تقع فى الجهة الشمالية من المعبد الصغير بمدينة هابو. الكنيسة الثالثة: تقع الكنيسة فى نطاق معبد الملك اى حورمحب جنوب غرب الصرح الثالث. الكنيسة الرابعة:تقع هذه الكنيسة خارج

البوابة الكبيرة الشرقية لمعبد مدينة هابو. كنيسة القديس جيم: عثر على اساس هذه الكنيسة فقط وهى كنيسة كبيرة تضم خمسة خوارس. أهم الاديرة بجبل ممنونيا (شامة) كثير ماورد بهذا الاسم او باسم جبل شامة فى

اوراق البردى وسمى ايضا باسم جبل بشواى دير قرية مرعى (مرقس)- دير المدينة وكنيسة ايزيدورس- معبد الرمسيوم دير القديس ابيفانيوس- دير كيرياكوس الدير البحرى دير البخيت كنيسة القرنة دير الرومى دير المحارب.

قصة إنشاء الدير

لم يعثر على اية اشارة تاريخية عن تاريخ بناء الدير وان جميع المراجع التاريخية لم تذكر عن الدير سوى اسمه فقط .. يقول القس تاوضروس جويد: ان الدير قامت ببناؤه الملكة هيلانة فى القرن الرابع ولكن فى

القرن ال11 كان قد تهدم الى ان ظهر الشهيد تاوضروس المشرقى للحاكم الاسلامى فى ذلك الوقت لمدة ثلاثة ليالى متتالية يطلب منه ان يقوم ببناء الديرفقال له الحاكم الاسلامى واين الدير ؟ فوصف له القديس

هذا الموقع بانه ديره فأحضر الوالى كتيبة من العسكر وحضر الى المكان وفى الطريق تقابل مع سبع رجال ومعهم سبع جمال فما ان رأوا الحاكم خافوا وهربوا وتركوا الجمال , فأخذ الحاكم السبع جمال وحضر الى الدير.

فى ذلك الوقت ايضا ظهر القديس تاوضروس المشرقى ولمدة ثلاثة ليالى لخفير اثار يدعى حبشى وقال له ابنى لى الدير , فقال له من اين ابنيه ونحن هنا فى صحراء ولا يوجد ماء فقال له

القديس سوف تجد خارج الدير شجرة تجد تحتها بئر ماء تاخذ منه مياها لبناء الدير , وما ان استيقظ الخفير حتى خرج خارج الدير وحفر تحت الشجرة فوجد البئر وهو موجود حتى الان ,

بعدها وصل الحاكم المسلم الى الدير وتقابل مع الخفيرحبشى وقال له ابنى الدير واعطاه السبع جمال لحمل الحجارة واوصى الحاكم عمدة البعيرات ان يقدم اية مساعدات مادية لبناء الدير.

وصف الدير

كنيسة الدير :لقد اندثرت مبانى هذا الدير ولم يتبق منه سوى كنيسته وهى كنيسة تخطيطها مستطيل الشكل ممتدة من الغرب الى الشرق تغطيها سلسلة من القباب المتجاورة تقوم على عقود قليلة

الارتفاع عن منسوب الارضية الحالية للكنيسة ويتكون سقف الكنيسة من 17قبة بها بعض الثقوب للانارة وهو ما يدل الى ان تاريخ انشاء هذا الدير يرجع الى القرن الرابع الميلادى، فسلسلة

القباب المتجاورة تعد اكثر الانواع انتشارا فى كنائس مصر العليا, اذ يغطى مساحة الخوارس المختلفة وهياكلها قباب متجاورة ومتشابهة حتى وان كانت غير منتظمةالشكل. صحن الكنيسة: يمكن

الدخول الى صحن الكنيسة عن طريق بابين , باب لدخول الرجال واخر لدخول النساء والكنيسة عبارة عن ثلاث خوارس يفصل بعضها اعمدة من الطوب وسقفها عبارة عن قباب متلاصقة ويوجد بالخورس الثالث:

المعمودية: وهى متهدمة صغيرة مقامة من الطوب الأجر وهى غير مستعملة.

المعمودية الحالية: وهى عبارة عن حجرة مستقلة فى صحن كنيسة وهى تقع فى الجهة الشمالية الغربية من الكنيسة حسب طقس الكنيسة.

مقصورة الشهيد: وهى تضم ايقونة للشهيد العظيم تاوضروس المشرقى مطعمة بالصدف ومكتوب عليها دشنت هذه الصورة بدير تاوضروس المشرقى المحارب يوم السبت 2002 ميلادية على يد اصحاب النيافة الحبر الجليل الانبا يؤانس والحبر الجليل الانبا بيمن.

الهياكل:

يوجد بالكنيسة خمسة هياكل كالتالى:-

1-هيكل رئيس الملائكة ميخائيل: وهو عبارة عن حجرة مربعة الشكل يغطيها قبة يتوسطها مذبح مبنى من الآجر مربع الشكل.

2-هيكل الشهيد اقلاديوس: يشبه هذا الهيكل نظيره السابق فى مذبحه وحجابه

3- هيكل الشهيد الأمير تاوضروس المشرقى: وهو الهيكل الرئيسى الأوسط فى الكنيسة وهو عبارة عن حجرة مربعة الشكل يغطيها قبة يتوسطها مذبح مبنى من الاجر مربع الشكل .. حجاب الهيكل مبنى من الطوب الاجر ويوجد به طاقتان على يمين وشمال الباب كانتا تستخدمان فى التناول وتوضع فيه القارورة.

4- هيكل السيدة العذراء : يشبه نظيره السابق فى مذبحه وحجابه.

5- هيكل الشهيد مارجرجس : وهو امتداد للهياكل السابقة وقد اعاد تعميره القمص متى باسيلى

فناء الدير

يضم الاتى: المزار- المكتبة قلالى الراهبات المضيفةالدير حاليا عامر بالراهبات والمكرسات , ويتكون الدير من مبنى الكنيسة القديمة وبعض القلالى الملحقة معظمها حديث والجزء القديم من الكنيسة ويتكون صحن الكنيسة من عمودان مستديران ويرجع تاريخ هذا الجزء للقرن 15م وقد اضيف هيكلان بحرى الباب الحالى للكنيسة.

المزار

كما يوجد أمام الكنيسة مدفن خاص بالآباء الكهنة الذين خدموا الدير ومن أشهرهم القديس القمص متى باسيلي (تنيح في 3/4/1968) القمص متياس القس تاوضروس المتنيح القمص داود القمص جرجس المتنيح القمص بسادة أبو الليف القس تادرس المتنيح القمص عازر القمص متى , كما يضم تابوت العالم الأثري المرحوم لبيب حبشي الذي دفن هذا المدفن بناء علي وصية منه.. هذا والدير يخدم القرى المحيطة .

الدير ووباء الملاريا

اجتاحت البلاد فى الاربيعينيات موجة وباء الملاريا التى اطاحت بعدد ليس بقليل من الشعب وخصوصا فى صعيد مصر , وكان لدير المحارب دور كبير فى استقبال عدد كبير بسبب الملاريا

وفتح الدير ابوابه لكل من قصده وكان فى ذلك الوقت القمص متى كاهنا للدير والذى كان دائما رافعا قلبه بدموع فى صلوات دائمة للرب ان يرفع هذا الوباء وحين نام راى رؤية واحد جالس

على عرش فتقدم الاب متى وسلم عليه وشكى له حال بلاده وماتفعله بها الملاريا فقال له الملاك لاتخف غدا سيرفع الوباء ولما استقظ القمص متى قص على اهله ما راى وكان بين السامعين

ابن عمه القمص متياس ..ومن هذا اليوم لم يستقبل دير المحارب عددا كبيرا بسبب الملاريا ومضت عدة اشهر ولم يستقبل الدير متوفيا واحدا لان الرب قد رفع غضبه وتلاشت الملاريا من البلاد.

سيرة الأمير تاوضروس المشرقي

عندما تعيد الكنيسة القبطية بأعياد الشهداء على مدار العام .. إنما تقدم نماذج لبعض الشهداء الذين ثبتوا على الإيمان محبةً في المسيح وعدم التزعزع .. وحتى تكون هذه الأعياد حافزا لنا أن نكون نحن أيضاً ثابتين على

إيماننا.. إذا تعرضت حياتنا لنوع من الضيق أو الألم أو الاضطهاد.. فسيرة الشهداء والقديسين نموذجاً ومثلاً أعلى لنا أن نعطى حياتنا بحب مثلما قال مخلصنا الصالح.. ليس حب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه.. لكى تبقى كلمة الله.

معنى الأسم: تاوضروس: كلمة لاتنية معناها قربان الله او عطية الله. مرادفات تاوضروس: تادرس ثيؤدورس ثيؤودروس سيداروس.

القابه

تاوضروس المشرقى: لقب به امه صوفية اناطولئيوس على اسم موطنها الاناضول اى المشرق ومن هذا اقترن اسمه المبارك بالمشرقى او الاناضول انتسابا الى الموطن الاصلى لوالدته والاناضول هى اسيا الصغرى او تركيا حاليا .

تاوضروس الاسفهسار: لقد انتظم تاوضروس فى سلك الجندية وتفوق فى فنون الحرب والقتال ووصل الى مرتبة قائد واطلق عليه لقب تاوضروس الاسفهسلار اى قائد عام للجيش. تاوضروس المحارب: اطلق عليه تاوضروس المحارب لانه حارب فى ثلاث حروب مع الفرس.

كاتب السيرة:

عرفنا سيرة الشهيد العظيم الامير تاوضروس المشرقى من ميمر وضعه الاب القديس المكرم بكل كرامة الانبا تاوضروس بطريرك انطاكية من اجل كرامة البطل الظافر فى الحروب حامى مدينة انطاكية الذى هزم

جيوش الفرس القديس العظيم تاوضروس المشرقى قال فى يوم تذكار استشهاد الكريم فقد اكمل جهاده الحسن فى اليوم الثانى عشر من طوبة , يصف فيه مولد القديس وشرف صيته ونشأته عند أبويه قال:مأجمل

البستان المزدان بأجمل الأشجار الحاملة لذيذ الثمار الطيبة والغروس ذات الروائح العطرية والزهور الفيحاء ذلك البستان هو مدينة أنطاكية العريقة( مدينة تقع على نهر العاصى على مسافة 15ميلا من

البحر المتوسط وقد اسسها سلوقس نيكاتور احد قواد جيش الاسكندر الاكبر عام 300ق.م ودعاها انطاكية نسبة الى انطيوخس وقد صارت عاصمة السلوقيين وهى اهم مركز للمسيحية من اورشليم وانتشرت المسيحية

منها الى الغرب, وقد ظهر فى انطاكية بعد ازمنة العهد الجديد اثنان من اعظم قادة الكنيسة وهما اغناطيوس اسقف انطاكية الذى استشهد فى روما ويوحنا كرستم فم الذهب الواعظ المسيحى الشهير الذى ذهب الى القسطنطيية ) .

فى المجد والتقوى ولا سيما ابطالها العظام وامراؤها ينعمون بفرح وتهليل فى خوف الله فهى تشبه اورشليم السمائية فى كرامتها.

فقد كان رجل اسمه ديوكليتيانوس الكافر قد هدم بيوت انطاكية بحسد الشيطان فالرب قد بنى لاهلها قصورا مجيدة باورشليم السمائية اذ كان ديوكليتيانوس الكافر حرمهم التمتع برؤية الاباء والاخوة على الارض فقد جعل لهم اخوة واصدقاء فى ملكوت السموات .

نسب الشهيد تاوضروس

ينتسب الشهيد تاوضروس الى اسرة عريقة من طرسوس بلدة القديس بولس الرسول من مدينة كيليكية , بعد ان تنيح سيمار (جد الامير تاوضروس)وكان غنيا جدا ذا اموال كثيرة لا تعد ( ذهب وفضة وعبيد ومواشى وخيول واراضى واطيان مزروعة

باجود الثمار)ترك هذه الثروة التى لاتقدر الى اولاده الثلاثة ولكن تمكن الشيطان ان يدخل وسط الابناء وحصلت منازعة بين الاخ ابطلماوس الكبير وسداريخوس الاخ الصغير .. وذهب الاخوان الى مدينة انطاكية ليشتكيا بعضهما

لدى الملك اوهيوس للتوفيق بينهما وعلى غفلة اسرع الاخ الاكبر ابطلماوس واختلس دون علم اخوته قنطار ذهب وقدمه هدية الى الملك لكى يجعله فى صفه .. عندما تقصى الملك على كل شئ وادرك حقيقتهم وابصر غناهم وشرف جنسهم وعلو

جاههم وحسبهم ونسبهم تدخل لكى يزرع الصلح بينهم من ناحية وليستفيد من ثروتهم من ناحية اخرى فأعطه أبنته زوجة الى ابطلماوس وجعله وزيرا معه واعطى ابنة اخيه واسيليدس صوفية التى كانت تلقب بطريقة زوجة ايضا لاخيه

سداريخوس وجعلهما يقيمان معه فى انطاكية , وابتدأ الله يعمل معهما واشتهر امرهما وذاع صيتهما لدى كل الناس وكسبا ثقة الكل وثقة الملك واحبهما جدا وفوض لهما الامر فى كل شئ وعاشا معا بمخافة الله فى قصر واحد يسودهما الحب والمودة.

ميلاده

ولد في صور بسوريا سنة 275 م ، وقد دعاه الأقباط تادرس المشرقي لتميزه عن القديس تادرس الشطبي، إذ كانا كلاهما أميرين وقائدين في الجيش الروماني، تعتز بهما الكنيسة القبطية كان والده

صدريخوس وزيرًا في أيام نوماريوس، ووالدته بَطريقَة أخت الوزير باسيليدس , إذ مات نوماريوس في حرب الفرس وكان ابنه يسطس مشغولًا مع الجند قام صدريخوس ونسيبه باسيليدس بتدبير أمور المملكة

حتى ملك دقلديانوس الذي تزوج بابنة نوماريوس أخت يسطس. عُرف تادرس بشجاعته وقدرته العسكرية كقائدٍ ماهرٍ ونبيلٍ، كان منهمكًا في الحرب عند نهر أنطوش أثناء وفاة نوماريوس وتولى دقلديانوس الحكم.

وقد شاهد هذا القائد الرؤيا التالية: رأى كأن سلمًا يرتفع من الأرض إلى السماء، وعند قمة السلم كأن الرب نفسه جالس على منبر عظيم وحوله ألوف ألوف وربوات ربوات يحيطون به وهم قيام يسبحونه. نظر أيضًا كأن تنينًا عظيمًا رابضًا تحت السلم. عندئذ قال له الجالس على العرش: أتريد أن تكون ابنا لي؟ فقال له: من أنت يا سيدي؟ أجابه: أنا يسوع كلمة الله، وسوف يُسفك دمك على اسمي.

ثم رأى أحد الوقوف حوله قد أخذه وعمده في معمودية نار، وغطسه ثلاث مرات فصار كله نارًا مثله مثل كل الواقفين حول الرب , في محبة عجيبة قال تادرس: يا سيدي اشتهي أن لا أفارق صديقي لاونديوس (العربي)، فأجابه

ليس فقط لا يفارق لاونديوس بل وأيضًا بانيقورس الفارسي. ثم رأى كأن هذين الرجلين لاونديوس وبانيقورس قد اُختطفا وعُمدا مثله وسُلما له. عندئذ قام الأمير تادرس من نومه فرحًا وروى ما رآه لصديقه لاونديوس

الذي شاركه فرحته. التقى الاثنان ببانيقورس الفارسي، والعجيب أنه أخبرهما بأنه قد شاهد نفس الرؤيا، وكان دقلديانوس قد أقام صلحًا مع فارس استدعى دقلديانوس الأمير ليخبره بأمر المصالحة مع فارس، وإذ

علم الأمير بارتداد دقلديانوس طلب من جنده أن من أراد الاستشهاد على اسم السيد المسيح فليأت معه، وقد انضم إليه كثيرون. انطلق الأمير مع صديقه لاونديوس إلى إنطاكية، وكان والده صدريخوس قد تنيح،

فاستقبله الملك بحفاوة، وإذ طلب مشاركته في العبادة الوثنية رفض معلنًا إيمانه بالسيد المسيح , سلمه الملك للوالي لكي يحاكمه ويعذبه , أصدر الوالي أمره بنفيه , حيث عذب هناك، لكن الرب أرسل إليه رئيس

الملائكة ميخائيل ليسنده ويقويه أخيرًا نال إكليل الشهادة في 12 طوبه سنة 306 م , بعد استشهاده تأثر به كثير من كهنة ابوللون، وأعلنوا أيمانهم بالسيد المسيح، وقدموا حياتهم ذبيحة حب لله، فانطلقوا يشاركون القديس إكليله.

القمص متى باسيلى

ولد الأب البار فى عام 1870م بالقرب من دير الأمير تاوضروس المحارب بالأقصر من عائلة تقية خائفة الرب وسُمى فاخوري وكان والده باسيلى شيخا للقرية ربى ابنائه على حب الكنيسة فنشأ فاخوري نشأة مسيحية حقة .. وتوفى والده وهو فى سن الشباب فأصبح هو المسئول عن اخوته فتولى الاشراف على زراعة الأرض التي يملكونها وفي الوقت نفسه التحق بالعمل مع بعثة أمريكية تُنقب عن الآثار .

على أن عمله لكسب العيش ولتربية اخوته لم ينسه الخدمة الروحية فكان شماسا بدير المحارب ولم تقتصر خدمته على التسابيح والصلوات فقط بل كان منوطا به عمل الترتيبات اللازمة لراحة زوار الدير الذين كانوا يتوافدون على الدير بالمئات وكان يصر على أخذ زوار الدير إلى بيته بعد الانتهاء من القداس الإلهي ليقدم لهم طعام الافطار وقد التف حوله الجميع في هذه السن المبكرة وأحبوه وأكرموه .

أول ما كانت العائلة التي ينتمي إليها فاخوري من تلك العائلات التي تأصلت في اعماقها روح المسيحية فقد زكاه الجميع للكهنوت واستلم الأنبا مرقس مطران الأقصر في ذلك الوقت التزكيات واحتفظ بها ليصوم ويصلي حتى يرشده

الله لأن هذا الحبر الجليل كان لا يضع يده على رأس أي مرشح قبل ان يرى رؤيا بخصوصه ولأن الرب كان يعلم مدى نقاوة قلب فاخوري فقد منحه أن يرى هو والأب المطران الحلم التالي : رأى انه جاءه غفير يطلب منه الحضور إلى

مقابلة عمدة البلدة ويحضر عملية الانتخاب فقام وذهب فلا وما ان دخل إلى المنزل حتى اعطاه رئيس لجنة الانتخاب ورقة مقسمة إلى خانات وداخل كل خانة وظيفة معينة وفي الخانة الأخيرة مكتوب الكهنوت فلوقته أختار هذه الوظيفة .

فوقف رئيس اللجنة وهنأه بفرح وابتهاج , ولم تمض غير ثلاثة ايام على هذا الحلم حتى ارسل الانبا مرقس يستدعى فاخوري وحدد له موعدا لرسامته كاهنا وتمت الرسامة فى كنيسة العذراء بالأقصر حوالى سنة 1895 م وقد دعاه الأنبا مرقس باسم القس متى وقد رُسم معه ابن عمه ايضا باسم القس متياس ، وقد نالا كلاهما بركة الخدمة في دير المحارب وقد شملت خدمتهما القرى المجاورة للدير .

ولشدة عطفه على الفقراء خصص لهم مكانا فى بيته ليستريحوا فيه وكان يجلس معهم بنفسه يشاركهم الطعام ويقدم لهم الطعام بنفسه وذات يوم جاء إليه رجلا في مسيس الحاجة إلى المساعدة فقال

لأهل بيته : أعطوه كل الدقيق الذى عندنا وحاولوا أن يقنعوه بتقديم جزء واستبقاء جزء اخر فكرر عليهم : انا قلت اعطوه كل الدقيق الذي عندنا ولا تستبقوا منه شيئا فأطاعوه وبعد ساعة واحدة

وصل إلى بيته رجلا يقود جملا على ظهره أردبان من القمح مرسلان لأبينا متى من أحد الأغنياء !! وتلقى أهل بيته العطية فى شكر صامت وقد ازدادوا يقينا بالنعمة الإلهية التي غمرت قلب أبونا متى

انتشاروباء الملاريا

وكان يعلم شعبه باستمرار بقوله : احبــوا الله والناس يحبكـم الله والناس وقد مارس هذا القول فعلا بل عاشه وقد تجلت هذه المحبة حينما انتشر وباء الملاريا فى البلاد فقد حدث أن مات سبعة أشخاص في يوم واحد وكان هو فى الدير يصلي على المتوفين فبعد أن انتهى من الصلاة على آخرواحد منهم وقف أمام حجاب الهيكل وكان يصلي بدموع ويقول : كفاية يارب ارفع الوباء عن الناس وتراءف عليهم.

وفى تلك الليلة رأى رؤيا عجيبة رأى طائرة كلها انوار من الداخل والخارج وقد وقفت امام باب الدير ونزل منها شخصا وتقدم إليه قائلا : تعال قابل الملك لأنك طلبته وهو عاوز يشوفك فسارمعه إلى سلم الطائرة واذ بالملك

المسيح نازلا إليه فسجد أبونا امامه وكرر الطلب : ياسيدي ارفع الوباء فأجابه ملك الملوك : لا تخف فصلواتك قد قبلت ومن اليوم سأرفع الوباء ولما استيقظ ابونا متى أحس بفرح عظيم وأخبر اهل بته بما رأى ففرحوا هم ايضا وتهللوا.

وبالفعل لم يمت بعدها أحد بالملاريا إذ قد تلاشى الوباء بتلبية رب المجد لضراعة قديسه ابونا متى باسيلى

وأن ابونا متى قد اتسع قلبه ليحب الجميع وبدت هذه المحبة فى استجابته لطلبات المسلمين تماما كما يستجب لطلبات المسيحيين وعلى سبيل المثال فقد أتى اليه رجلا مسلم من أهالي

المنطقة هو وامرأته لم يرزقهما الله طفلا على الرغم من زواجهما منذ سنوات طويلة وللوقت رفع ابونا متى يديه بالصلاة إلى الاب السماوي راجيا اياه ان يفرح قلب الزوجين بولد

وبعد حوالى سنة جاء الرجل وزوجته ومعهما طفلهما استجابة لصلوات ابونا متى ، وقدما للدير عجلا وفاء لنذر كانا قد نذراه ورغم ان الكل كان يحب ابونا متى ويهابه إلا ان لكل قاعدة شواذ.

فمثلا اراد أحد اللصوص الأشقياء أن يزعجه فتربص له ذات ليلة وهو عائدا من افتقاد أحد القرى وقطع عليه الطريق وهو يزعق بأعلى صوته : وقف عندك فأجابه رجل الله بهدوء تام : انـت اللــى توقــف عنــدك وبهذه الكلمات أصيب الشقي بالجمـود التام ولم يستطيـع الحركـة .

وذات يوم كان ذاهبا للسؤال عن بعض ابنائه وعندما جاء ليعبر الشارع رآه سائق عربة حنطور واقفا ملاصقا للحائط فتعمد أن يعود بالعربة إلى حيث كان ابونا واقفا ويخبطه ويوقعه على الأرض وفي تلك

اللحظة كان يمر احد الأطباء وكان من احباء ابونا متى فتوقف على الفور ورفعه من على الأرض وأجلسه داخل سيارته ثم قال لأبينا متى لابد ان آخذ العربجي للقسم لأنه تعمد ايذاءك فأجابه رجل الله فى

هدوئه المعتاد : لأ يا بني سيبه منــــــه لربنـــــــا فأطاع الطبيب وأخذ ابونا إلى عيادته وفحصه جيدا فتبين أنه لم يصب الا ببعض الرضوض التى تطلبت بعض الراحة في منزله وبعد ذلك بثلاثة ايام كان

هذا العربجى واقفا بعربته وكان فى هذا اليوم احتفالا بأحد المناسبات الوطنية فكان يمر في هذه الساعة لورى يحمل زينات للاحتفال بهذه المناسبة وفي مروره اشتبك بأحد اسلاك الانارة فى الشارع

فانقطع السلك ونزل طرفه المقطوع على ظهر حصان العربة فصعقه فى الحال وبعدها ذهب العربجي إلى ابونا متى وقال له : لماذا لم تشتكيني للشرطة ؟ لماذا تركتنى لربنا ؟ أجابه : انا يا ولدى ماليش غيره فلا

أشتكي لإنسان وهنا سرد العربجي ما حدث لحصانه فانهالت الدموع من عينى ابونا متى وقال : الله يسامحك يا ابني ويبارك لك فى الحصان اللى باقي لك ثم وضع فى يده مبلغا من المال تعزية لقلبه. وفى ايام

الصوم الأربعيني المقدس لسنة 1968م أصابه مرض الشيخوخة إذ قد منحه الله أن يناهز القرن من العمر واضطره المرض إلى ملازمة الفراش فى بيت له بمدينة الأقصر وفى الاسبوع الأخير من حياته كانت ابنته

وزوجة ابنه القمص عازر تسهران لخدمته ليلا وكانت معهما فى البيت شابة تخدم ابونا متى كانت تعيش كواحدة من بناته اللواتى انجبهن وذات ليلة تغلب النوم على كل من ابنته وزوجة ابنه بينما كانت هذه

الشابة تغالب النعاس وطلب ابونا منها كوبا من الماء ولكنها لم تستطع لثقل جفنيها وخلال نصف اليقظة التي كانت فيها رأت طفلا يشع بالنور جاءه وقدم له كوب الماء وسقاه بيده واستمر هذا الطفل

النوراني ساهرا على جانبه وفي الصباح بينما السيدتان تعتذران وتتأسفان على ان النوم غلبهما قصت عليهما هذه الشابة ما حدث بالليل وفي السبت الأخير من عمره قال لابنه القمص عازر وزوجته وكل

الحاضرون حوله : استعدوا وحضروا نفسكم لأنى مروح يوم الاربعاء خلاص وفي يوم الاثنين الذي يليه جاء غفير دير المحارب ليسأل عن صحته فسأله ابونا : عملتوا ايه فى الفسقية اللى قدام المدافن ؟ اجابه

الغفير : خلصت يا ابونا وبقت حلوة وان شاء الله تبقى كويس وتيجى تشوفها بنفسك .. عند ذلك قال ابونا : يا ولدى انا جاى اسكن فيها يوم الاربعاء ثم حدث ان دخل فى غيبوبة يوم الثلاثاء فظنت احدى السيدات

الحاضرات انه قد انتقل بالفعل فصرخت بصوت عال فصرخت بقية الحاضرات وأفاق رجل الله من الغيبوبة وقال لهن : ليه بتعملوا كده ؟ بكرة انا ماشي واياكم تصرخوا وبسبب هذا التكرارارسل ابنه القمص عازر

إلى كل اولاده ومحبيه ليحضروا لكي يودعوه فتوافد الجميع إلى البيت وسمع الجيران والاصدقاء فجاءوا هم ايضا حتى ضاق بهم البيت وفي صباح الاربعاء منح بركته الأبوية لهذا الجمع الحاشد ثم رقد فى الرب عن عمر يناهز 98 عاما فى يوم 4 ابريل سنة 1968.

المراجع:

كتاب / الدليل الفريد الى مزارات واديرة الصعيد للقمص يوأنس كمال .

كتاب / الامير والشهيد تاوضروس المشرقى المحارب وديره بالجبل الغربى .. تقديم الحبر الجليل الانبا متاوس اسقف ورئيس دير السريان العامر,اعداد الاكليركى:طلعت ايوب ارمانيوس.

كتاب/ السراج المضئ , عن سيرة القمص تاوضروس جويد فام , كاهن دير الأمير تاوضروس المشرقى المحارب 1938:2018..اعداد اسرة المتنيح القمص تاوضروس جويد.

كتاب / من لآلى الكهنوت فى سماء المجد .. القمص يوانس كمال .

كتاب/ كاهن قديس , القمص متى باسيلى, 1968 .. القمص يوانس كمال.

كتاب / كاهن بار, المتنيح القمص عازر متى , 15اكتوبر 1991.. القمص يوانس كمال. كتاب/ أسماء كنائس باسم الشهيد الأمير تادرس المشرقي في مصر.

كتاب /قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية للقمص تادرس يعقوب ملطي.

وطنى
06 ديسمبر 2021 |