منذ عدة أيام، لاحظ سكان منطقة المهندسين، وجود سيدة ملقاة على الأرض أمام مسجد الرحمن بالمنطقة، حالتها صعبة وتتحرك قليلا وهي جالسة، همّ الجميع لمساعدتها من خلال توفير المياه والعصائر، إلا أن حالتها لم تتحسن، بل زادت سوءا، حيث وصلت إلى حد الإغماء.
محاولات الجيران مع السيدة جميعها باءت بالفشل، لم يتمكن أحد من مساعدتها كما ينبغي، ما جعلهم يتصلون بجهات تدعم المشردين ولكن دون جدوى، قبل أن يتواصلوا مع موقع القاهرة 24، والذي بادر بالتواجد في الموقع من أجل معرفة حاله السيدة.
مع دقات العاشرة صباحا، غابت السيدة عن الوعي، لكن محمود خالد، أحد سكان المنطقة، قرر مساعدتها والوقوف إلى جوارها، قائلا: حالتها صعبة جدا.. بقالها أربع أيام مرمية في الشارع بالشكل ده قدام الجامع، ومحدش سأل فيها، وحاولنا نتواصل مع أهلها بدل رميته في الشارع، لكن محدش استجاب ورفض والدها عودتها.
كوبري الدائري مأوى لهؤلاء المشردين، حيث جلست أسفله عبير 35 عاما، مرتدية ملابس رثة تحاول ترتيبها على جسدها النحيل، منتظرة استعطاف المارة للحصول على حفنة قليلة من القطع النقدية لشراء طعام.
عملت عبير في بيع المناديل للحصول على لقمة العيش، مستعطفه المارة والركاب من أجل فتات الطعام أو النقود، لتعود في نهاية يومها إلى مأواها أمام المسجد.
وقالت عبير خلال حديثها مع القاهرة 24: جوزي طلقني وباكل من الزبالة.. أسير أمام السيارات على أقدامي العارية غير مبالية بالأخطار، تاركة خلفي نظرات الشفقة والإحسان من عيون بعض الناس حينا ونظرات القسوة والاحتقار حينا آخر.
وتابعت عبير: لا أعلم لماذا عائلتي تخلت عني بهذه الطريقة، وانا أصبحت مشردة بلا ماوي، أعيش تحت الجسر وأنام وانتظر من يتقاسم معي الطعام.
وبكت عبير على حالها، قائله: الناس يمرون بجانبي يرونني وأراهم ينظرون لي بسبب حالي، كما تم الاعتداء علي من قبل شباب.
قد تصبح عبير قتيلًا على يد ضعاف النفوس ومرتكبي جرائم تجارة الأعضاء، أو تموت جوعا، دون أن يجد من يرفق بحالها، ليعطيها ما بقي من فضلات الطعام.
