القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

ماذا تعرف عن استشهاد القديس ديونيسيوس أسقف كورنثوس

في مثل هذا اليوم 2 نوفمبر الموافق 23 بابه حسب التقويم القبطي، تذكار استشهاد القديس ديونيسيوس أسقف كورنثوس، هو أسقف مدينة كورنثوس في زمن الإمبراطور ماركوس أوريليوس.

ماذا تعرف عن استشهاد القديس ديونيسيوس أسقف كورنثوس

وقد كان أحد قادة الكنيسة الرئيسيين في القرن الثاني الميلادي، فبجانب تعليم شعبه وإرشادهم كتب رسائل إلى كنائس عدة مثل أثينا ونيقوميديا وروما، وقد أورد المؤرخ يوسابيوس القيصري في كتابه: تاريخ الكنيسة مقتطفات من هذه الرسائل.

ومن رسائله نفهم أنهم كانوا يقرأون مثل هذه الرسائل في الكنيسة بعد قراءة الأسفار المقدسة وبعد التناول من الأسرار.

بذل القديس ديونيسيوس جهدًا كبيرًا في الرد على الهرطقات التي ظهرت في القرون الأولى، والتي نشأت أساسًا من المبادئ الخاطئة للفلسفات الوثنية.

وبينما يذكر التاريخ أنه تنيح بسلام حوالي سنة 180 م. إلا أن اليونانيين يعتبرونه من الشهداء بسبب ما عاناه من تعب من أجل الإيمان. قدم لنا الكثير من الرسائل التي كشفت عن قلبه المتسع بالحب للجميع، من بينها ثمان رسائل ذكرهم يوسابيوس القيصري، سبع منها موجهة إلى كنائس مختلفة والثامنة إلى سيدة مسيحية.

يذكر لنا يوسابيوس (23: 4) أن ديونيسيوس قام بواجباته الرعوية بدون ملل، وأنه خدم رعيته والكنائس البعيدة بالرسائل العمومية التي أعدها لجميع الكنائس.

ركزت هذه الرسائل بوجه عام على معالجة الهرطقات، وتفسير الكتاب المقدس والحديث عن الزواج والعفة.

في رسالته إلى الأكيديمونيين، قدم تعليمًا قويمًا في السلام والاتحاد، كأسقف كورنثوس ربما كانت لاكيديمون وأثينا تبعه.

وفي رسالته إلى الأثينيين حضّ على الإيمان وتطبيق الإنجيل ووصم الذين يهملون هذا بالإلحاد.

وفي رسالته إلى أهل نيقوميدية حارب هرطقة مرقيون.

وكتب إلى الكنيسة التي في غورتينه Gortyna وسائر الإيبارشيات التي في جزيرة كريت مرحبًا بأسقفهم فيلبس من أجل أعمالها المشرفة والصامدة أمام الهرطقات.

كتب إلى الكنيسة التي في أماستريس Amstris وكنائس بونط موضحًا أن بخليدس Bachylides والبيستوس Elpistos ألحا عليه بالكتابة، ويضيف تفسيرًا لبعض فقرات من الكتاب المقدس مع نصائح عن الزواج والعفة.

كتب إلي كنيسة غنوسوس، Gnossos مطالبًا أسقفها بنتوس ألا يثقل كاهل الإخوة بالبتولية.

كتب إلى سوتير أسقف روما يذكره بتقديره لرسالة اكليمندس الروماني مشيرًا إلى قراءتها في كنيسة كورنثوس.

كتب رسالة إلى خريسوفوره Chrysophora المسيحية الأمينة مقدمًا لها غذاءً روحيًا.

يبدو أن اتباع مرقيون وموتنانيوس دسّوا بعض العبارات في رسائله، يقول: لأن الإخوة أرادوا أن أكتب رسائل فقد كتبت.

وقد ملأ أعوان الشيطان هذه الرسائل بالزوان، مقتطفين منها بعض أمور ومضيفين أخرى، ويا للويلات التي حُفظت لهم.

إذن فلا غرابة، إن كان البعض قد حاولوا إفساد كتابات الرب أيضًا طالما كانوا قد تآمروا ضد الكتابات التي هي أقل أهمية.

إذ بعث برسائل رعوية إلى كنائس ليست تحت إشرافه هذا يكشف أولًا عن شخصه كأسقف له شهرته وشعبيته على مستوى خارج إيبارشيته، ومن جانب آخر إلى علاقات الحب المتبادلة، فلا ينشغل الأسقف بسلطانه، إنما يطلب بنيان الكنيسة الجامعة ونقاوة إيمانها.

ظهر هذا الحب مما كتبه إلى أهل رومية كرسالة شكر من أجل المعونة المالية التي أرسلتها كعادتها، إذ اعتادت روما أن تبعث معونات مالية للكنائس الفقيرة ولتحرير المسيحيين المحكوم عليهم بالعمل في المناجم، هذه العادة استمرت بل وتزايدت في أيام سوتير أسقف روما كأب محب لأولاده.

ويلاحظ في أغلب الرسائل يشير ديونيسيوس إلى أسقف كل موضع بكل تقدير وتكريم سواء المعاصرين أو الذين استشهدوا أو انتقلوا من العالم. غير أن الرسائل، بما فيها الرسالة إلى روما، لم توجه إلى الأسقف بل إلى الكنيسة ككل.

كتبها ديونيسيوس شخصيًا، لكنه أشار بأن بعض الإخوة طلبوا منه ذلك.

تعتبره الكنيسة اليونانية شهيدًا، بينما ترى كنيسة روما أنه معترف. غالبًا ما انتقل قبل الحوار الخاص بعيد الفصح المسيحي عام 198 م، حيث كان بالماس Palamas of Pontus لا يزال حيًا وأما كورنثوس فكان أسقفها هو باخيليوس Baccchylus.

يُقال أن دير القديس دينيس بفرنسا يضم رفات ديونيسيوس أسقف كورنثوس، التي أحضرت من اليونان إلى روما، وسُلمت للدير في عام 1215 بواسطة البابا اينوسنت الثالث.

وطنى
02 نوفمبر 2021 |