الواحة، بقعة خصبة فى الصحراء، واحة ظليلة، تفجر فيها ينابيع الأمن والأمان، يجد فيها الرحالة راحتهم، يستريحون من وعثاء طريق شاق.
وردت الواحة لفظًا فى تدوينة الرئيس السيسى بإلغاء قانون الطوارئ، إطلاق اللفظ يحيل إلى المعنى، والمعنى فى عقل المتحدث، ولسان حال الرئيس مصر باتت واحة، بعد سبع سنوات عجاف مخضبة بدماء الشهداء، والبذل والعطاء من قوات الجيش والشرطة، وتضحيات شعب عظيم.
يلفتنا السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إلى ضرورة الانتباه إلى ما جاء فى تدوينة الرئيس، مصر أصبحت واحة للأمن والاستقرار فى المنطقة، اختيار كلمة واحة تعبيرًا عن الأمن والاستقرار له معانٍ وأبعاد عميقة
للغاية، خاصة أن الواحة تكون فى محيط صعب ومضطرب وسط صحراء، فيها النماء ووسائل الحياة والأمن والاستقرار والملاذ الآمن والعيشة الآمنة لكن فى محيط مضطرب لا تتوافر فيه عوامل هذا الاستقرار، لذا اختيار كلمة واحة بها عمق كبير للغاية.
يلزم الشكر للشعب والجيش والشرطة، والجائزة إلغاء قانون استِثْنائى عمَّر طويلًا، لازم عقود الجمهورية السالفة ووصمها.. أراد الرئيس (وهنا يصح الحديث عن الإرادة السياسية) أن تولد الجمهورية الجديدة مبرأة من هذا العيب الخلقى، جمهورية مستقرة آمنة، بنيانها شاهق على أرضية صلبة.
مهم، فى تصريح السفير بسام راضى (بوابة الأهرام) قوله إن قرار الرئيس السيسى بإلغاء مد حالة الطوارئ تمت دراسته جيدًا وتم اتخاذه وفق معايير شديدة للغاية وحقائق محققة بالفعل نصًا مصر وجدت.. خطت طريقها نحو المستقبل كما قال الرئيس.
يلزم تصفح كتاب الطوارئ لتبين حجم النقلة التى أراها تاريخية، فمتى أُعلنت حالة الطوارئ للرئيس الحق أن يتخذ التدابير المناسبة للمحافظة على الأمن والنظام العام، وله على وجه الخصوص وضع قيود على حرية الأشخاص فى الاجتماع والانتقال والإقامة والمرور، والترخيص فى تفتيش الأشخاص والأماكن دون التقيد بأحكام قانون الإجراءات الجنائية.
والأمر بمراقبة الرسائل أيًا كان نوعها، ومراقبة الصحف والنشرات والمطبوعات والمحررات والرسوم وكافة وسائل التعبير والدعاية والإعلان قبل نشرها وضبطها ومصادرتها وتعطيلها!
تحديد مواعيد فتح المحال العامة وإغلاقها، وسحب التراخيص بالأسلحة أو الذخائر، إخلاء بعض المناطق أو عزلها وتنظيم وسائل النقل وحصر المواصلات وتحديدها بين المناطق المختلفة.
تعطيل الدراسة، وتعطيل العمل جزئيًا أو كليًا ولمدة محددة، بالوزارات ومصالحها، الأجهزة الحكومية، وحدات الإدارة المحلية، الهيئات العامة، شركات القطاع العام، شركات قطاع الأعمال العام، الشركات الأخرى المملوكة للدولة والقطاع الخاص.
حظر الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات والاحتفالات وغيرها من أشكال التجمعات، وتقييد الاجتماعات الخاصة.
كل هذه الصلاحيات الاستثنائية باتت فى خبر كان، البناء، بناء الجمهورية الجديدة على نظافة، حفر أساسات الجمهورية الجديدة بعد المجسات، والنتائج المحققة مطمئنة، فقط حذارِ، يلزم الحيطة من المرتدات، طيور الظلام تسكن شجر الشيطان من حول الواحة!.
