في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء الماضي، لم يدر ياسين خالد أنها آخر أمسية يعيشها مع والدته، بعدما غادر منزله لحضور درس خصوصي بمنطقة بولاق الدكرور، وأثناء مروره بالطريق تصادف مع المتهم، حاول تجنبه، خاصة أن المتهم دائم افتعاله المشكلات معه بدون سبب، ولكن في تلك المارة كان المتهم قد قرر التشاجر معه مرة أخرى، وبدأ يوجه له عدة ألفاظ وشتائم.
استشاط ياسين غضبًا مما سمعته أذناه، حتى نشبت مشاجرة بينهما، وبَيت المتهم النية بالتعدي عليه، حتى طعنه بآلة حادة أودت بحياته، ليسقط وسط بركان من الدماء، وتجمَّع المارة حول ياسين وأسرعوا بنقله إلى مستشفى قصر العيني لإسعافه ولكن لم تنجح محاولات إنقاذ حياته.
صدمة الأم بمقتل نجلها
أنا كنت قاعدة منتظراه يرجع من الدرس فوجئت بأحد الجيران بتقولي إلحقي ياسين متخانق ومتعور في جسمه.. هرولت الأم سريعاً نحو الشارع للاطمئنان على نجلها، وللتأكد من حديث أحد
جيرانها الذي لم تصدقه، فور توجهها إلى مستشفى قصر العيني: روحت المستشفى لقيت ابني غرقان في دمه، والدكاترة بيتفرجوا عليه، منتهى الإهمال حصل في جثة ابني، وبعد مافحصوه
قالولي دا الولد هيتحجز وهيركبوا له أنبوبة، 3 ساعات ابني بينزف في دم ومافيش دكتور لحق ابني كان في جرح عميق في جسمه من الضربة ومصاب في إيده بجرح قالتها والدة ياسين في حديثها لـالوطن.
المتهم دائم التشاجر معه
وتضيف والدته :يوم الواقعة كان عنده حصة ونازل ياخد الدرس، وهو نازل تصادف بالمتهم اللي حاول مضايقته ووجه له ألفاظ، كان بيرازي في اللي رايح واللي جاي، المتهم قاله أمك بتصرف عليك لكن
أنا شغال، ياسين سمع منه الكلام دا واتضايق وغضب وفجأة حدثت مشادة كلامية بينهم، فطعنه المتهم بآلة حادة بيستخدمها في شغله في الألوميتال قالوا والله لأقتلك وطعنه في جنبه الأيمن، المتهم
ساكن جديد في المنطقة والديه منفصلين منذ زمن وشغال في الورشة جنبنا، وكان مقيم في ذات الورشة، قبل الواقعة بـ24 ساعة اشتكى ياسين لشقيقه على ما يتلقاه من المتهم، لأنه دائم الاشتباك مع ابني.
كان نفسه يدخل سياسة واقتصاد
وتابعت الأم: ابني طالب في الصف الثالث الثانوي (أدبي) والده متوفي، وهو في الأيام الأخيرة مقيم مع جدته في منطقة حدائق الأهرام، بييجي يقعد معايا 3 أيام في الأسبوع عشان الدروس، ولأنه مش بيحب يقعد في المنطقة هنا، كان نفسه يدخل سياسة واقتصاد بيحب الإنجليزي جدا، وكان شاطر في دراسته، وكان أحن واحد عليا في الدنيا.
بلاغ لقسم الشرطة
ترجع أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بلاغا بالحادث، وانتقلت قوة أمنية تحت إشراف اللواء علاء فتحي، مدير المباحث الجنائية، إلى مكان الحادث.
واستمعت الشرطة لربة منزل عمة المجني عليه، والتي قالت إن مشادة نشبت بين ابن شقيقها البالغ من العمر 17 عامًا، والمتهم 18 عامًا، ويعمل فني ألوميتال، انتهت بوفاة الأول، وانتقلت قوة من مباحث قسم شرطة بولاق
الدكرور إلى مكان الواقعة، وتم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة حمل رقم 31083 لسنة 2021 جنح بولاق الدكرور، وأُحيل إلى جهات التحقيق، التي أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
كما كلفت نيابة جنوب الجيزة الكلية، بالطب الشرعي بتشريح جثمان المتوفى لبيان ما به من إصابات وكيفية وتاريخ حدوثها والآلة المستخدمة.
