القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

في عيد الصليب.. ننشر تفاصيل معجزية لقصة العثور عليه

تعيد الكنيسة، اليوم، بعيد الصليب المقدس، وتصلي على مدار ثلاثة أيام بالطقس الفرايحي، وعيد الصليب يعامل معاملة الأعياد السيدية، وهو رتب في هذا اليوم تذكارا للعثور على خشبة صليب رب المجد يسوع المسيح بواسطة الملكة هيلانة، ولهذه القصة تفاصيل معجزية روتها لنا المخطوطات القديمة وحفظها لنا التقليد الكنسي

في عيد الصليب.. ننشر تفاصيل معجزية لقصة العثور عليه

ملاك يظهر للملك قسطنطين

في السنة السادسة لحكم قسطنطين الملك ظهر له ملاك في رؤية (وهو في الحرب) حيث أيقظه وطلب منه رفع عينيه والنظر إلى السماء، حيث رأى علامة الصليب مضيئة، وسمع صوتًا يقول بهذا

تغلب كل أعدائك. وبعدما نهض قسطنطين من نومه، رسم نفسه بعلامة الصليب المقدس، ووضعها على العلم الخاص به. وفي الصباح أمر بعمل صليب من الذهب، وأمر برفعه أمامه في مدة حربه ضد

الوثنيين، وبالفعل غلب في الحرب، إذ أن أعداؤه ارتعبوا حينما رأوا العلامة وهربوا، ودمروا بعضهم البعض عند هروبهم، والبعض منهم سقط في النهر (نهر الدانوب حيث تجمعوا لمحاربة قسطنطين).

بعد عودة الملك من الحرب منتصرًا، أمر بإحضار كل الشيوخ والكتبة من اليهود، وسألهم عن هذه العلامة ماذا تكون؟ فقالوا له أنها الصليب الذي صلب عليه ابن الله المتجسد، ولأنه كان من بين هؤلاء

الشيوخ من صار منهم مسيحيًا، فقد رجعوا إلى الملك بسرعة وبروح فرحة وكلموه عن الثالوث المقدس، وعن ولادة ابن الله متخذًا جسدًا بشريًا من العذراء القديسة مريم، وعن الآلام التي تحملها السيد

المسيح على الصليب من أجل خلاص البشرية، وعن دفنه في القبر، وعن قيامته من الموت بعد ثلاثة أيام، وكيف نزل إلى الجحيم وقيد الشيطان (الحية القديمة) وأخيرًا صعد إلى السماء حيث يعد مكانًا هناك لكل من يؤمن به.

افتقاد الله

بعد ذلك أرسل قسطنطين الملك أمه، الملكة هيلانة، مع عدد كبير من العسكر إلى أسقف روما، وأوصاهم بجدية أن يطلبوا منه الحضور إلى الملك لتعميده. الأسقف سعد بذلك، وذهب معهم، وعمد الملك باسم الآب والابن والروح القدس، وعلمه أصول الأيمان الصحيح. وبعد ذلك أمر الملك بإزالة كل الصور والتماثيل الوثنية، وبنى الكنائس.

بعدها تَقَوّى الملك قسطنطين العظيم بالأيمان الحقيقي وبدأ في دراسة العلوم الكنسية وقراءة الكتب المقدسة التي تتكلم عن السيد المسيح. وقد تعلم من الكتب المقدسة عن مكان صلب السيد المسيح، وأرسل أمه الملكة هيلانة مع عدد كبير من العسكر إلى المدينة العظيمة أورشليم، لكي تبحث عن الصليب المقدس، وأوصاها بأن تبنى الكنائس في هذا المكان بالذات.

رحلة البحث عن الصليب

ذهبت الملكة هيلانة إلى أورشليم سنة 326م، وأمرت بإحضار كل اليهود بالمدينة وبعد مجادلة طويلة قالت لهم سوف أصدر أمرًا بأن تلقوا في النار جميعًا إذا لم تخبروني وتكشفوا لي الآن عن مكان الصليب المقدس. ساعتها خاف الشيوخ جدًا، وقالوا لها: يوجد واحد بيننا اسمه يهوذا هو أكثرنا علمًا وحكمة وهو رجل صادق، وهو الذي سيقول لك كل شيء. حينئذ، الملكة أطلقت الشيوخ جميعًا، واستبقت يهوذا وحده.

قالت الملكة ليهوذا، في يدك أن تختار أن كنت تعيش أو تموت. وإذا أردت أن تعيش في السماء وعلى الأرض، فأكشف لي عن مكان صليب المسيح المقدس. فأجابها يهوذا: أنا لا أعرف ولا يمكنني أن أعرف، لأن

هذا حدث من أكثر من مائة عام، وأنا كنت صغيرًا ولا أتذكر شيئًا. فقالت له الملكة: أنا قرأت في الكتب المقدسة أن المسيح صلب في مكان يدعى الجلجثة. وعليك أن تخبرني أين مكان الجلجثة هذا، أو تموت

جوعًا. فأجابها يهوذا ثانية، أنا لا أعرف المكان ولا أستطيع أن أعرف لأني لم أكن قد ولدت بعد. حينئذ أمرت الملكة بأن يلقى في حفرة عميقة بدون أكل أو ماء. وبقى يهوذا في الحفرة سبعة أيام وسبعة ليالي.

في اليوم السابع طلب يهوذا أن يخرج من الحفرة، وسوف يخبر الملكة عن مكان الصليب المقدس. فأمرت الملكة بخروجه من الحفرة، ثم ذهب إلى المكان حيث علق المخلص، ورفع يديه وصلى إلى المسيح، وقال: سيدي

ومخلصي المسيح، أنت الذي خلقت السموات والأرض والبحر وخلقت كل ما فيهم، وأنا أطلب منك الآن أن تكشف لنا عن الصليب المقدس الذي تألمت عليه وفديت البشرية، بأن تخرج رائحة ذكية حتى أتأكد أن أنت ملك

الملوك، وأنك حي وصاحب السيادة دائمًا في الحياة الأبدية. وساعتها اهتز المكان وخرجت منه رائحة ذكية جدًا. واندهش يهوذا جدًا، وقال على الفور: أنا أقول بالحقيقة أن الابن الوحيد المولود من الآب هو

المخلص وحافظ البشرية، وهو الذي نؤمن به. أنا الآن أتضرع وأصلى إليك يا سيدي المخلص المسيح لكي تغفر لي خطاياي، حتى أكون أنا وأخي ستيفان ضمن الذين اهتموا بأعمال صالحة، وتكتب هذه الأعمال ضمن معجزات الرسل.

ظهور الصليب المقدس

بعد أن صلى يهوذا بهذه الكلمات أخذ جاروف وحفر في الأرض، وعلى عمق 20 قدم في الأرض، وجد ثلاثة صلبان، وتملكته سعادة غامرة، وأخذ الصلبان الثلاثة إلى المدينة العظيمة أورشليم وقدمهم للملكة هيلانة. وسألته الملكة، أخبرني على أي واحد من الثلاثة علق مخلصنا؟ فأنا أعلم أن الاثنين الآخرين للصين الذين علقوا بجوار المسيح.

لم يعرف يهوذا بماذا يجيبها. ولكنه أخذ الصلبان الثلاثة ووضعهم في وسط المدينة العظيمة أورشليم، وانتظر إظهار مجد الرب. وعند الظهر كان رجلًا صغيرًا ميتًا محمولًا. فتهلل يهوذا وقال للملكة الآن ستعرفي قوة مخلصنا

المسيح، وأمر المارة أن ينزلوا جسد الميت على الأرض، ووضع الصليب الأول على جسد الميت، وصلى بحماس إلى الله ولأسمه القدير ولنعمته العظيمة، وسأل كل الواقفين أن يصلوا معه، لكي يظهر الله القادر على كل شيء أي من الصلبان

الذي علق عليه من أجل خلاص البشرية. ولكن الجسد بقى ميتًا كما هو، ثم أخذ يهوذا صليب آخر، ولم يحدث شيء، وعندما أخذ الصليب الثالث، الرجل الصغير الميت قام حالًا وتكلم مباركًا اسم الله، وكل الواقفين باركوا وسبحوا ومجدوا اسم الله.

وحينما سمعت الملكة هيلانة هذا، تعجبت بشدة من الأيمان العظيم بالله الذي ليهوذا. وأمرت بأن يكسى الصليب المقدس بالذهب والفضة والجواهر الثمينة وبحسب أوامر الملك قسطنطين أمرت ببناء كنائس على نفس المكان الذي وجد فيه الصليب.

وطنى
27 سبتمبر 2021 |