القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

لماذا يوزع نبات الريحان في عيد الصليب ؟

يُخبرنا التقليد الكَنسيّ المتوارث في الكنائس الأرثوذكسية، أن القديسة هيلانة عندما ذهبت إلى الأراضي المقدسة للبحث عن عود الصليب المقدس، الذي صُلبَ عليه المسيح، أحضَرت معها آلاف العُمّال ليقوموا بمهمّة الحَفر والتنقيب.

لماذا يوزع نبات الريحان في عيد الصليب ؟

وعندما وصلت إلى أورشليم وإستَدلّت على مكان الجُلجلة والقبر المقدس تحت الهياكل الوثنية التي سَبق وبناها الرومان الوثنيون فوقها، قامت بهدمها، وسألت الأهالي عن المكان الذي دُفِنَت فيه خَشبة الصليب المقدس.

ولكن أحدًا من المسيحيين في أورشليم إستطاع أن يساعدها ويدُلّها على المكان الموجودة فيه على وجه التدقيق، لأنه كان قد مضى على ذلك نحو ثلاثمائة عام من الزمن ولكن القديسة هيلانه أمَرَت العُمّال بمباشرة أعمال الحَفر والتنقيب في كل المنطقة المحيطة بالقبر المقدس والجلجلة، وكانت واثقة بأنّ الله ينير طريقها ويساعدها ويرشدها إلى مكان وجود الصليب المقدس.

وفيما كانت الملكة هيلانة يومًا تمشي وتراقب بنفسها سَيرَ أعمال الحَفر، إذ بها تدوس على أعشاب ما لبثت أن فاحت منها رائحة عِطريّة قويّة ملأت المكان الذي كانت فيه، فَشعرت أنّ في ذلك علامة من الله تلك الأعشاب كانت نبات الريحان ثم أشارت إلى العمّال ليأتوا ويحفروا في هذا المكان بالتحديد.

وبالفعل فقد عثروا على عُمقٍ معيّن في الأرض، على مغارةٍ مَردومة بالأتربة والقُمامة، ووجدوا فيها ثلاثة صُلبان، هي صليب المسيح وفق العقيدة المسيحية وصَليبَيّ اللّصَين اللذَين صُلبا معه، وقد استطاعت التعرُّف على صليب المسيح، بعدما وضعوا الصُلبان الثلاثة الواحد تلوَ الآخر على رجلٍ ميّت كانت جنازته تمُرّ بالقرب من المكان، كما أشار عليها مكاريوس أسقف أورشليم.

فلمّا لامس الميت صليب المسيح قام حيًا وكذلك عادوا وأدنوا الصليب ذاته من إمرأة مريضة مُشرفَة على الموت فشُفيت من ساعتها، وكان ذلك في الرابع عشر من شهر سبتمبر من سنة 325 أو 326م " وذلك وفق كتاب سنكسار الأعياد في الكنيسة الارثوذكسية "

يذكر انّ نبات الريحان يُسمّى في اللغة اليونانية ό) vasilikos) أي "المُلوكيّ" أو بمعنى آخر "النبات المُلوكيّ" حيث ارتبط في لغة الروم بالملكة هيلانه، وبكيفية اهتدائها الى مكان وجود خشبة الصليب المقدس.

هذا التقليد محفوظ في ليتورجيا الكنيسة الأرثوذكسية منذ القديم، حيث في يوم عيد رفع الصليب الكريم، يوضع في وسط صينية كبيرة مفروشة بأغصان الريحان، مع ثلاث شموع مضاءَة، يحملها الكاهن فوق رأسه ويطوف بها

في الكنيسة في ختام صلاة السَّحَر، ثم يتقدم المؤمنون ليُقبّلوا الصليب الذي يحمله الكاهن في يده، وهو يُعطي لكل واحدٍ منهم غُصن ريحان، ليتذكّر المؤمنون أيضًا أن دعوتهم المسيحية هي أن يحملوا صليبهم

بإيمان، وينشروا عِطرَ المسيح في حياتهم بأقوالهم وأعمالهم، كقول الرسول بولس: لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ للهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ." (2 كورنثوس 2: 15).

البوابة
14 سبتمبر 2021 |