القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

لما الشتا يدق البيبان .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

تتحقق مناعة القطيع عندما تتكون مناعةٌ ضد المرض لدى نسبة كبيرة من المجتمع، مما يجعل انتقال المرض من شخص لآخر غير مرجح. ونتيجة لذلك يُصبح المجتمع بأكمله محميًا، وليس فقط أولئك الذين لديهم مناعة.

لما الشتا يدق البيبان ..  بقلم  حمدي رزق

ليس ببعيد، الإرادة السياسية متوفرة، واللقاحات متوفرة، وخطة وزارة الصحة لتطعيم 40 مليون مواطن قابلة للتحقق، ولكن بجهد مخلص، وعمل دؤوب، وقناعة مجتمعية بضرورة اللقاح للحد من الإصابات والوفيات، وإمكانية عودة الحياة الطبيعية إلى مسارها الطبيعى.

الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، خلال اجتماع مجلس المحافظين فى مقر مجلس الوزراء، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، تبشرنا بأنه من المستهدف بنهاية العام الحالى الوصول بعدد المواطنين الحاصلين على اللقاحات المضادة للفيروس إلى 40 مليون مواطن، ما يفسر طبيًا بمناعة القطيع، وهى مرحلة دخلتها عواصم أوروبية وأمريكية مبكرًا، تأخرنا لأسباب، ولكن كما يقولون: أن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى أبدًا.

حقيقة لم تدخر الحكومة جهدًا طبيًا ولا مالًا فى توفير اللقاحات، لدينا تنوع معتبر فى أنواع اللقاحات، وبكميات كافية لتطعيم الملايين، كما أن انضباط وتسارع وتيرة الدعوة للقاح مسمعة جيدًا فى الشارع، الناس مُقبلون على

اللقاح، وصارت أسماء اللقاحات متداولة شعبيًا، وهذا يؤشر على اهتمام شارعى كان مفتقدًا فى الشهور الماضية، تبقى مواجهة الشائعات التى تبثها منابر معادية ضد اللقاحات إجمالًا، واللقاحات المصنعة وطنيًا على وجه الخصوص.

معلوم، ما حكّ جلدك مثل ظفرك، ولن يغطى استراتيجية مناعة القطيع سوى التصنيع المحلى، والمؤشرات الأولية مبشرة تمامًا، والتوجيهات الرئاسية بمضاعفة الإنتاج ماثلة، فقط نفرة المحافظين، كلّ فى محافظته، لتنظيم

عمليات تعاطى اللقاح على نطاق واسع، وهذا ليس بالأمر الهين ولا اليسير، واللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، عليه واجب ثقيل، تحريك الأعصاب الطرفية بفاعلية للوصول إلى المواطنين الراغبين فى التطعيم.

ضرورة إطلاق حملة وطنية إعلامية مكثفة لجبل المواطنين المترددين والمتشككين والرافضين على الاستماع لصوت العقل، والإقبال على تعاطى اللقاح، وقبلها اضطلاع الوزارات والمؤسسات والهيئات بمهمة تطعيم منتسبيها باللقاح جبريًا، لم تعد هناك رفاهية فى تعاطى اللقاح اختياريًا، والخطر ماثل مع دخولنا المرحلة الرابعة، وتسرب فيروس دلتا المتحور إلى البلاد.

لما الشتا يدق البيبان سنكون فى مواجهة مع الفيروس، ربما أشد من مثيلاتها فى العامين الماضيين، يستوجب التطعيم حفاظًا على الأرواح، وإذا كانت وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى أخذتا بناصية الأمر

وقررتا تطعيم العاملين جميعًا، فإن التطعيم الجبرى مستوجب على الشركات والمصانع فى نطاق القطاع الخاص، وكلٌّ يشيل شيلته، ويحافظ على أرواح موظفيه وعماله، الحفاظ على الأرواح يُترجم بالحفاظ على الأعمال.

وكما تقرر فى التعليم، مستوجب فى القطاع المصرفى، وقطاع البترول، كما هو مستوجب فى شركات قطاع الأعمال، وكافة القطاعات المنتظمة، هدف الأربعين مليونًا ليس بعيدًا عن التحقيق، ولكن الحزم والشدة، فضلًا عن وفرة اللقاح، ستقصر المسافات نحو المستهدف، وهو دخول مصر عصر مناعة القطيع.

حمدي رزق - المصرى اليوم
14 سبتمبر 2021 |