القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«حماده » متحور جديد ! .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

فى نشرتها الوبائية الأسبوعية حول تطور جائحة (كوفيد- 19)، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تراقب نسخة متحورة جديدة من الفيروس، اسمها مو، رُصدت للمرة الأولى فى كولومبيا، فى يناير الماضى.

«حماده » متحور جديد !   .. بقلم حمدي رزق

سخرية، لماذا مو وليس ليو؟، سؤال أثارته تسمية المنظمة بـمو البعيد. والأقرب جغرافيًا إلى المتحورة اللاتينية هو ليو، لقب ليونيل ميسى، ومسقط رأسه الأرجنتين من دول أمريكا اللاتينية.

أخشى أننا دخلنا فى مرحلة العبث الفيروسى، يبدو أن منظمة الصحة العالمية تختار أسماء أكثر شهرة لمتحورات كورونا للفت الانتباه، ولاحقًا وتوقعًا الإعلان عن نسخة شرق أوسطية متحورة، تسمى حمادة، من منتوجات سوق العتبة فى مصر!.

الوقوف على التسميات فى زمن الوباء يثير سخرية بقدر ما يثير رعبًا، متحورات مثل دلتا وألفا.. لم تَحُزْ الاهتمام العالمى لصعوبة الأسماء، فاستسهلت المنظمة اسم مو، الأكثر شعبية، فما بالك بـحمادة؟!.

المنظمة العابسة فى وجوهنا دومًا تطلق على المتحورات التى يجب مراقبتها وتلك المثيرة للقلق أسماء أحرف الأبجدية اليونانية بدلًا من اسم البلد الذى رُصدت فيه للمرة الأولى، وذلك منعًا لإلحاق أى وصمة بهذا البلد، ولتسهيل نطق الأسماء على عامة الناس.

جهلى باللغة اللاتينية يلزمنى الصمت على هذا التفسير القاصر، وكذا التزم النجم مو، محمد صلاح، الصمت ولم يعترض على التسمية، صلاح مثلى يتوقَّى، يخشى المتحورات، وكورونا أصابته قبلًا، وليو يتخفى من المتحور الجديد قريبًا من مسقط رأسه، والشر برة وبعيد.

منظمة الصحة العالمية لا تترك العالم يتنفس بحرية، قبل أن يستوعب العالم قصة متحورة دلتا، التى وصلت إلى مصر ضمن 170 دولة حول العالم، داهمتنا بأخبار متحورة مو، ويُقال إن هناك أكثر من عشرين متحورة جديدة، ليس من بينها حمادة، على ما أعلم.

الثابت علميًا أن كورونا تتحور بمتوالية عددية تفوق جهود العلماء فى المعامل، كلما توصلوا إلى تفكيك شفرة متحورة، تحورت كورونا سريعًا لتزيد الموقف حرجًا.

سباق اللقاحات فى مواجهة المتحورات لصالح كورونا تمامًا، والعالم على شفير موجة فيروسية رهيبة من المتحورات المقاومة للقاحات، وهذا ما تخشاه المنظمة إلى حد الرعب.

خطورة المتحورة أن لديها طفرات يمكن أن تنطوى على خطر هروب مناعى (مقاومة للقاحات)، الأمر الذى يجعل من الضرورى إجراء المزيد من الدراسات عليها لفهم خصائصها بشكل أفضل.

فى الوقت الراهن هناك، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أربع نسخ متحورة مثيرة للقلق، بينها المتحورة ألفا، التى انتشرت حتى اليوم فى 193 دولة، والمتحورة دلتا، التى انتشرت حتى اليوم فى 170 دولة، فى حين هناك خمس متحورات أخرى يجب مراقبتها (منها المتحورة مو).

وإذا كان للغالبية العظمى من الطفرات تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس، إلا أن بعض هذه الطفرات يمكن أن يؤثر على خصائص الفيروس كأن يزيد على سبيل المثال من سهولة انتشاره أو من مدى شدة المرض الذى يسببه أو من مدى مقاومته للقاحات أو الأدوية أو أدوات التشخيص أو غيرها من التدابير الاجتماعية والصحية العامة.

وبسبب ظهور متحورات فى نهاية 2020 شكلت خطرًا متزايدًا على الصحة العامة، عمدت منظمة الصحة العالمية إلى وضع قائمة بالمتحورات التى يجب مراقبتها وتلك المثيرة للقلق، وذلك بهدف إعطاء الأولوية لأنشطة المراقبة والبحث على المستوى العالمى.

(المعلومات الواردة فى المقال نقلًا عن فرانس 24).

حمدي رزق - المصرى اليوم
04 سبتمبر 2021 |