القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

حرية‏ ‏المعتقد‏ ‏والأسلاك‏ ‏الشائكة‏ ‏في‏ ‏تصريحات‏ ‏السيسي

بقلم حنان فكري ..

نلمس أسلاكا شائكة تحمل صاعقة الوعي لكل من يقترب منها حينما نسير علي طول المسافة بين الدعوة إلي تجديد الخطاب الديني, والطموح في الوصول إلي حرية المعتقد, نحيا نضالا مستمرا عبر عقود من

حرية‏ ‏المعتقد‏ ‏والأسلاك‏ ‏الشائكة‏ ‏في‏ ‏تصريحات‏ ‏السيسي

الإظلام, قادها دعاة التطرف لنفي الآخر الديني, بتفويض ضمني من أنظمة تتلاعب بحريات الناس ومصائرهم, كانت النتيجة تعميم أحادية المعتقد وترهيب كل من يجرؤ علي التفكير أو التغيير واستخدم بعض

الساسة في الأنظمة الفائتة ورقة الدين للمغازلة مرة والمهادنة مرة مع التيارات المتطرفة التي سيطرت علي مفاصل المجتمع في ثمانينيات القرن الماضي, فغابت الحريات الدينية, وحصد الأقباط تحديدا

مرارة الحضور الطاغي للتطرف بنسختيه السلفية والإخوانية السائدتين في قواعد المجتمع حتي يومنا هذا. وهو ما برز في الهجوم علي تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة عن ضرورة إعادة صياغة الفرد لمعتقده الذي ولد عليه.

جاءت الدعوة خلال حديثه في مداخلة هاتفية مع برنامج صالة التحرير المذاع علي فضائية صدي البلد, وفي حضور المؤلف والسيناريست عبدالرحيم كمال, وتحدث الرئيس السيسي عن تجديد

الخطاب الديني, وربطه بقضية الوعي قائلا: كلنا اتولدنا المسلم وغير المسلم بالبطاقة, ورثها يعني (أي ورثنا الدين الذي نتبعه). حد يعرف أن المفروض نعيد صياغة فهمنا للمعتقد إللي

مشينا عليه؟ طب كنا صغيرين مش عارفين, طب كبرنا, طب فكرت ولا خايف تفكر في المعتقد إللي ماشي عليه؟ عندك استعداد تمشي في مسيرة بحث عن المسار ده حتي توصل إلي الحقيقة؟ كلام كتير يتقال.

انطلقت التصريحات وانطلق الهجوم علي التصريحات, فهل هناك مشكلة في الدعوة إلي حرية المعتقد وحرية الاعتقاد, التي نص عليهما الدستور لماذا ثارت كل هذه الضجة؟ أراها خطوة أوسع عي طريق الدولة المدنية؟ دعونا

نتصارح ألا يعتبر ذلك مؤشرا علي التقدم في ملف الحريات بشكل عام, وحرية المعتقد بشكل خاص؟ أقولها للمعارضين قبل المؤيدين, هل ينبغي أن ننظر لها بعين التربص والريبة حينما يطلقها الرئيس؟ هذا ما أجده ظلما بينا,

وأنا هنا لا أدافع عن تصريح بعينه, ولا حتي عن شخص الرئيس, وإنما أدافع عن حرية المعتقد التي نناضل من أجلها ليس من أجل شأن طائفي وإنما من أجل تمهيد الوطن ليكون مكانا أفضل يتسع للجميع دون تمييز أو إقصاء أو تهميش أو ترهيب.

أجدها دعوة لإيجاد مفردات لخطاب كل الأديان والمعتقدات, بما يناسب المواطنة والعصر الذي نحيا فيه, بما يسمح بالتعايش علي نفس الأرض دون تسيد أيهم علي الآخر. إنها خطوة في مسيرة الحرية لذلك علينا الخروج من التربص للاستفادة من كل الفرص المتاحة, بل وخلقها من أجل توسيع مساحة الحريات بشكل عام. حتي لو بدأت بشكل تدريجي فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.

Hanan.fkry@yahoo.com

وطنى
03 سبتمبر 2021 |