القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الأنبا إرميا: العيش المشترك أساس استقرار المجتمع.. والتنوع أمر حتمي

أكد نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أن العيش المشترك هو أساس استقرار المجتمع، وأنه يجب أن ندرك أن التنوع أمر حتمي، وبدونه لا يستطيع المجتمع أن يتقدم في مختلف المجالات.

الأنبا إرميا: العيش المشترك أساس استقرار المجتمع.. والتنوع أمر حتمي

وقال الأنبا إرميا- خلال مشاركته في الجلسة الثانية بعنوان العيش المشترك من النظرية للتطبيق، ضمن فاعليات مؤتمر دور الدين في دعم العيش المشترك، الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالطائفية الإنجيلية، بحضور الدكتور القس إندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية- إن العيش المشترك هو حماية للوطن ضد من يحاولون التفرقة باسم الدين، وأن الدول المنقسمة خارقة ومدمرة، كما يحدث في عدد من الدول المجاورة.

وأضاف أنه لابد أن نعلم أبنائنا كيفية الحفاظ على وحدة الوطن، وأنه لا توجد دولة في العالم متمسكة بالدين مثلما هو حادث في بلادنا مصر، وأن الدين يؤثر في المجتمع والمواطن مرتبط بدينه وعاداته، لافتا إلى أن كافة الأديان تدعو إلى السلام فهو اسم من أسماء الله.

وتابع قائلا، إن الأديان تنادي بالمحبة والسلام والإحسان، وأن هناك مشاركة في التعاليم الإنسانية الصحيحة يتفق عليها الأديان السماوية، وأن في بيت العائلة المصرية عملنا على الأمور المشتركة والأرضية الواسعة التى تربط الأديان السماوية والقواعد الإيمانية الوحيدة.

وأوضح رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أنه على مر التاريخ توجد العديد من المواقف والأحداث التي تؤكد على عمق المحبة، وأنه في العديد من الأزمنة كان هناك تعايش سلمي بين أصحاب الأديان.

وأشار إلى هناك 3 أمور يجب أن نهتم بها، يأتي في مقدمتها الإعلام فهو من الممكن أن يكون وسيلة للبناء والتطور من خلال تقديم الفكر الصحيح وزرع فكرة التعايش في المجتمع، إلى جانب نشر مفهوم الرأي والرأي الآخر، مع

التأكيد على المفاهيم الوسطية للأديان، والتركيز على قيم العدل والرحمة والسلام مع تقديم شخصيات دينية متميزة وقيادية إلى جانب تصحيح المفاهيم عن الآخر، فضلا عن تقديم نماذج طيبة تكون قدوة لجميع أفراد المجتمع.

ونوه الأنبا إرميا إلى أن توصيل القيم الدينية الصحيحة تؤثر على الأسرة، ويتم من خلالها تغيير العديد من المفاهيم، موضحا أن بيت العائلة كان ينظم لقاءات مشتركة تجمع الآئمة والقساوسة، وهو أمر يعود بأثر طيب على جميع أفراد المجتمع.

وشدد رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي على ضرورة تربية الأطفال على حب الوطن وغرس القيم النبيلة ومفهوم المواطنة منذ الصغر، وأنه على الجميع أن يسعى إلى تقديم بلادنا مصر في أفضل صورة كما هي دائما.

من جانبه، قال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس قسم الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس إن المصريين لدى القانون سواء وفقا لمواد الدستور 1923 ولم يكن هناك إشارة إلى دين الدولة، فيما نص الدستور الأخير لبلادنا على قيم المواطنة والتعايش بين الجميع.

وأضاف أنه لابد من تعليم أطفالنا القيم الأخلاقية المشتركة، وأن يكون هناك كتاب دين موحد يدرس تلك القيم دون الخوض في العقائد، لافتا إلى أن المجهودات التى تقوم بها الحكومة من أجل العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد من خلال العديد من المشروعات التى يساهم فيها مؤسسات المجتمع المدني من أجل بناء الإنسان.

بدوره قال الدكتور طارق منصور وكيل كلية الآداب السابق بجامعة عين شمس، إن المواطنة الحقيقية تقوم على روابط روحية تجعل الفرد يرى الوطن هو أهم ما يملك، لافتا إلى أن المواطنة هى قناعة داخلية تتولد لدى المواطن قائمة على قواعد المساواة بين جميع المواطنين في كل الأمور.

وأضاف منصور، أن المواطنة تعلى وتثمن من قيمة العدل والإنسانية دون تمييز، وأن وثيقة الوحدة الإنسانية التى تم توقيعها بين الفاتيكان ومؤسسة الأزهر الشريف تعد صورة طيبة للقيم الإنسانية والروحية النبيلة التى تدعو لها كل الأديان السماوية.

الوطن
10 اغسطس 2021 |