القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الأنبا إرميا: أرسى المصريون على مر التاريخ فكرة الدين لله والوطن للجميع

أكد الأنبا إرميا، إنه لحل مشكلات هذا المجتمع، فلابد أن كل فرد يؤدي دوره بأمانة، مشيرا إلى أن البيت المنقسم على ذاته يُخرب، وهو ما نراه من حولنا في البلاد الأخرى، التي اختارت أن تسلك مسلك الاختلاف وليس الوفاق، وهو ما لم نصل إليه في وطننا الحبيب مصر، حيث ما زلنا إلى الآن متماسكين فيه.

الأنبا إرميا: أرسى المصريون على مر التاريخ فكرة الدين لله والوطن للجميع

وأضاف رئيس المركز الثقافي القبطي في كلمته بمؤتمر دور الدين في دعم العيش المشترك ، الذي أقامته الهيئة الانجيلية بالعين السخنة، أن مستقبل هذا الوطن يحتاج إلى أهداف تجمعنا جميعا، مشيرا إلى أنه لا يوجد بلد متماسك

مثل مصر، وذلك قد يعود إلى ارتباط المصري بدينه ووطنه، ولذلك فهو ينادي بالسلام، خاصة أن جميع الأديان تنادي بالسلام، ونجد أن كل الكلام الموجود في المسيحية موجود في الإسلام، وواضح أن الأديان تقدم صورة عملية للسلام.

وأضاف الأنبا إرميا، أن ثاني مبدأ تنادي به الأديان هو المحبة والود والإحسان، وهو ما يتمثل في المسيحية بشكل واضح وجلي، ونفس المعنى موجود أيضا في الإسلام مشيرا إلى أنه علي الرغم من وضوح رسائل الأديان، إلا أننا نعطي مفاهيم خاطئة عن الدين، وقد يرجع هذا لخطأ في بعض المؤسسات الدينية، أو ربما قد يكون بعض رجال الدين أخطئوا في توصيل الرسالة الصحيحة.

وأكد الأنبا إرميا، أننا لابد أن نركز على ما يجمعنا وليس ما يفرقنا، وهناك نصوص دينية كثيرة تجمعنا، بالإضافة إلى الوضع التاريخي الذي يبرز الكثير من معاهدات السلام، مثل ميثاق نجران، ووثيقة أبو بكر الصديق ووصيه عمر بن الخطاب، وميثاق خالد بن الوليد وعمرو بن العاصمة وجود العديد من وثائق الصلح التي تمت علي مر التاريخ.

وأشار إلى أنه عندما يكون الحاكم عادل، فهو يكون حريص على تحقيق العدل والمساواة في المجتمع مثل عمر بن الخطاب، ولذلك لابد أن تكون مثل هذة المواقف نورا لنا ينير طريقنا.

وأكد أنه لكي نحقق العيش المشترك فلابد أن نفهم القوة المؤثرة في حياتنا، التي تتمثل في الإعلام والأسرة ودور العبادة، فالإعلام رسالته سامية ودوره يتزايد في ظل الثورة المعلوماتية وله ميثاق شرف واضح

ومجدد، مؤكدا أنه سلاح ذو حدين، فهو ممكن أن يكون وسيلة للبناء أو الهدم، ولذلك ننتظر أن تكون رسالته في تعزيز فكرة العيش المشترك في المجتمع عن طريق نشر ثقافة الحوار والعمل علي إنارة العقول والتقارب في المفاهيم.

وأشار إلى أنه يجب أن ينشر مفاهيم العدل والرحمة وكيفية استخدامها في بناء المجتمع فكريا، وكذلك يجب أن يقدم نماذج ناجحة وشخصيات قيادية مصرية وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الآخر.

وأوضح أن ثانِ محور هو دور العبادة، مشيرا إلى أن الدين يؤثر في الإنسان المصري، وبذلك فإنه عند إيصال المفاهيم الدينية بشكل صحيح، فهذا يؤثر على الأسرة، التي تعتبر المجتمع الأول، الذي يبدأ بالطفل، موضحا أنه لمخاطبة الطفل

لابد من مخاطبة أهله فكريا، ومخاطبة المؤسسات التعليمية، ولذلك فعلي دور العبادة أن تقوم بتوجيههما، إلى الطريق الصحيح عن طريق زرع فكرة قبول الآخر والوطن الواحد وذلك لكسب الأجيال القادمة ومد السوريين أبناء الوطن الواحد.

وأضاف أنه على مر التاريخ أرسى الشعب المصري فكرة أن الدين لله والوطن للجميع.

الوطن
10 اغسطس 2021 |