القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

حدائق الإسماعيلية في خطر.. حشرة قاتلة تضرب "عاصمة المانجو" - صور

عاصمة المانجو فى العالم، هكذا يطلق التجار والمصدرون والمستوردون وقبلهم المزارعون وأصحاب حدائق المانجو، على الإسماعيلية ويتفاخرون بأنواعها الشهيرة من الزبدة، والعويسى، والفونس، والسكرى،

حدائق الإسماعيلية في خطر.. حشرة قاتلة تضرب "عاصمة المانجو" - صور

والصديقة، وغيرها من عشرات الأنواع من المانجو التى تجذب زبائنها من مختلف دول العالم وليس من محافظات الجمهورية فحسب، بل إن بعض متاجر الدول الأجنبية والعربية تخصص مراكز ومتاجر لبيع المانجو الإسماعيلاوى فقط.

هذه العاصمة التاريخية والشهيرة للمانجو بدأت تهتز وتتراجع إنتاجيتها خلال السنوات الأخيرة، ولكن لم تهتز شهرتها وسمعتها عالميًا، وتجولت المصرى اليوم فى جنائن المانجو الإسماعيلاوى وجابت أنحاء المحافظة بحثًا عن الأسباب الحقيقية لتراجع المحصول الذى يعد واحدًا من أهم مصادر الدخل للمحافظة، والوحيد لآلاف الأسر الإسماعيلاوية.

قال ياسر دهشان، أحد أقدم مزارعى المانجو بالإسماعيلية، العضو السابق بمجلس محلى الإسماعيلية، إن المانجو الإسماعيلاوى فى طريقها إلى الانقراض، مشددًا على أن استمرار تجاهل المشكلة يؤدى إلى دمار محصول المانجو وخراب بيوت لعشرات الآلاف من المزارعين الذين يعد محصول المانجو المصدر الوحيد للدخل لهم سنويًا.

وأرجع أسباب تراجع المحصول إلى مرض العفن الهبابى وهو حشرة فطرية تحول لون الورق والأشجار إلى اللون الأسود وتمنع تزهير الشيح، لافتًا إلى أن اللون الأخضر الذى تتميز به حدائق المانجو تحول إلى اللون الأسود بفعل هذه الحشرة القاتلة.

وأكد أبوعبده خشانة، من مزارعى وتجار المانجو بالمحافظة، أن أخطر أسباب تراجع المحصول هو انتشار ظاهرة المبيدات المغشوشة التى تدمر الزهر والشيح الخاص بالمانجو، مؤكدًا ضرورة تخصيص الدولة لمراكز معتمدة من وزارة الزراعة لتوزيع المبيدات الخاصة بمحصول المانجو بعيدًا عن السوق المفتوحة التى دمرت المانجو بسبب غياب الرقابة والمتابعة ومعايير الجودة.

وأشار صالح عبد الرحمن، أحد كبار مزارعى المانجو فى منطقة كوبرى سيناء وأبوبلح، إلى ضرورة تدخل وزير الزراعة بقرار ملزم للآلاف من المزارعين بتوحيد 3 إجراءات لا بديل عنها، وهى:

توحيد جهات الرش للمبيدات من خلال الجمعيات الزراعية لجميع المزارع بشكل ملزم يمنع انتقال العدوى من مزرعة مُزارع لا يرش ومهمل إلى مزرعة مُزارع آخر يقوم بالرش. والثانى توحيد جهات صرف الأسمدة للمزارعين من خلال الجمعيات الزراعية أو

مديريات الزراعة بشكل مدعوم يمنع تسربها إلى الأسواق التى لا يثق المزارعون فى جودتها. والثالث توحيد جهات صرف الأدوية من خلال منافذ معتمدة من وزارة الزراعة وعدم ترك المُزارع للسوق المفتوحة التى تمتلئ بمبيدات مغشوشة تدمر المحصول.

من جهة أخرى، حذر سليم أبوسالم، من منطقة جبل مريم أشهر وأقدم مناطق المانجو بالإسماعيلية، مما وصفه بـالغزو الأجنبى لمانجو الإسماعيلية، مؤكدًا لجوء المزارعين من أصحاب حدائق المانجو إلى تطعيم الأشجار والأصناف

الإسماعيلاوية الشهيرة، مثل السكرى والزبدة والبلدى وغيرها بأصناف جديدة أجنبية قادرة على مواجهة الآفات والأمراض والظروف الجوية، لافتًا إلى أن أشهر هذه الأنواع الأجنبية الكيت والكنت والناعومى والجولك وغيرها.

واعتبر أن تلك الظاهرة يمكن أن تقضى على المانجو الإسماعيلاوى الشهيرة وطعمها المتميز، مؤكدًا أن المزارع يلجأ إلى ذلك بسبب ضعف المحصول وعدم قدرة الأصناف الإسماعيلاوية على الصمود فى وجه الآفات،

ويرى أن الحل الوحيد هو مشروع قومى لحماية المانجو الإسماعيلاوية، تتولى من خلاله وزارة الزراعة إدارة المحصول بالرش والتسميد الجماعى لكل المزارع والمزارعين، وعلى نفقة المزارع والسداد على المحصول.

ودعا عودا البياضى، أحد كبار مزارعى المانجو بمنطقة المنايف بالإسماعيلية، وزارة الزراعة للبدء الفورى فى إنشاء صندوق تأمين ضد مخاطر التقلبات الجوية لمزارعى المانجو، ويمكن أن يمتد إلى باقى المزارعين والمحاصيل الأخرى من الخضر والفاكهة.

وشدّد على أن الظروف الجوية سبب أساسى فى انهيار المحصول، حيث يؤدى عدم ثبات درجة الحرارة إلى اصفرار الحبة وتساقطها، لافتًا إلى أن الآلاف من المزارعين ليس لديهم الخبرة الكافية فى التعامل مع التقلبات

الجوية ولابد من تدخل الوزارة ببرامج توعية وإرشاد زراعى وتعيين الآلاف من المشرفين فى الجمعيات الزراعية، تتولى مهام الإشراف اليومى على المحصول والرش الجماعى وصرف أدوية وأسمدة من وزارة الزراعة مباشرة.

وحدد الدكتور علاء جمعة، أستاذ مساعد الفاكهة بكلية الزراعة، جامعة قناة السويس، أسبابًا علمية وعملية لتراجع محصول المانجو هذا الموسم، وأهمها العوامل الجوية والتقلبات فى درجات الحرارة والتى تمثل نسبة 70%

من الأسباب بسبب التفاوت الكبير فى درجات الحرارة ليلا ونهارا، ما يؤثر على عمليات التلقيح والإخصاب ونمو الجنين، مشيرًا إلى أن هناك حبات من المانجو عقدت من دون جنين ووصلت إلى حجم الليمونة ثم تساقطت من الشجرة.

موسم حصاد المانجو

ويرجع علاء نسبة 30% الأخرى فى تراجع المحصول إلى عدم معرفة المزارعين بالأساليب الحديثة فى زراعة ومتابعة المحصول، واستمرار اتباع الأساليب القديمة الموروثة من الآباء والأجداد والتى تغيرت تمامًا وعدم

معرفتهم بمواعيد التقليم بعقلة أو عقلتين فى سبتمبر وديسمبر كل عام والتزهير، ما أدى إلى قطع هرمون الشجرة، ويؤكد أن هناك مزارع ذات إنتاج وفير لاتباعها أساليب التقليم والتهوية وبرامج المتابعة للمحصول.

وعن مرض العفن الهبابى، يقول إن مركب كلينر قضى على إصابات العفن الهبابى بقدرته على قتل الحشرة خلال 48 ساعة وإزالة القشرة السوداء التى تغطى الشجرة،

موسم حصاد المانجو

مطالبًا بخطة رش جماعية تمنع انتقال الحشرة من حقل لم يُرش إلى حقل قام بالرش، وحذر مما وصفه بالتركيزات المخففة للمبيدات التى تستخدم فى مكافحة الآفات الخاصة بالمانجو والتى لا تؤدى إلى أى مفعول ويجب أن تخضع لإشراف علمى وزراعى لاختبارها قبل الرش.

وأكد الدكتور السيد خليل، وكيل وزارة الزراعة السابق بالإسماعيلية، أن مساحة المانجو بالإسماعيلية هى الأكبر فى مصر على مستوى محافظات الجمهورية وتصل مساحتها إلى 120 ألف فدان، منها 37 ألف فدان بشرق قناة السويس فى سيناء والباقى فى غرب القناة، موزعة بواقع 17 ألف فدان بمركز أبوصوير و20 ألفًا بمركز الإسماعيلية و9 آلاف بمركز فايد و15 ألفًا بالتل الكبير،

وأشهر أنواعها السكرى والزبدة والعويسى المحلى، ومن الأصناف الأجنبية التى دخلت المحافظة منذ 10 سنوات الكيت والكنت والنعومى، وجميعها أصناف تصل إنتاجيتها إلى أضعاف الإنتاجية للأصناف المحلية وقدرتها على تحمل الأمراض أقوى بكثير. وأيد خليل

مطالب المزارعين برش جماعى وتوحيد مصادر بيع الأسمدة والمبيدات من خلال جهات حكومية للسيطرة على أى محاولات للغش، بالإضافة إلى تعيين مزيد من المشرفين الميدانيين لمتابعة المحصول ميدانيًا، وهو ما يحتاج إرادة حكومية وقرارًا من وزارة الزراعة.

المصرى اليوم
27 يوليو 2021 |