شهدتُ العديد من الناس يستخدمون هذه العبارة مرارا و تكرارا .و سألت نفسي سؤالا، مَن الذين يتأثرون بنا حقا ؟.
هل هم أقرب ما لنا ، أهل بيتنا ، عائلتنا ، أصدقاءنا ، أم زملاء الدراسة و العمل ، والذين يربطنا بهم صلة وطيدة جدا .
أحيانا ما يتعرض الإنسان لضغوط نفسية نتيجة مواقف معينة تسبب له العديد من المشكلات.
و من هنا نجد من يواسي و يبدأ بتوجيه النصح له.
وما أصعبها أن نقول له ( أنت صعبان عليّا ).
وهل عندما نوجه له مثل هذه المقولة.
هل سوف يتأثر بها و تزيد من آلامه ؟ .
هناك من يتصدون لحل مشكلاتهم دون أن يسمحوا لأحد بتوجيه النصح و الإرشاد.
و هناك مَن يغرقون ولا يستطيعون أن يجدوا حلا لمشكلاتهم.
و يتأثرون بأي كلمة أو نقد ، هؤلاء ذوي الطبيعة الحساسة ، من يمتلكون الحس المرهف .و يخشون من الوقوع في أي خطأ و يتأثرون بشدة من كلمات التجريح و تسبب لهم الأذى و الضرر النفسي.
هؤلاء غالبا لا يعاتبون أحدا.
ولا نشعر بكل ما يتألمون به .أولئك من لهم معاملة خاصة.
فهم لديهم من الحساسية المفرطة التي تجعلنا نتسبب في جرحهم دون قصد .
و عندما يواجهون مشكلة ما ، نتأثر بهم و بحزنهم و من هنا نعلن تضامننا معهم ( أنت صعبان عليّا ) .
أنت صعبان عليّا
أحيانا نرددها لأي شخص لم نعرفه.
ربما في برامج تليفزيونية حين عرض مشكلة لشخص ما.
أو موقف عابر في الطريق أو لإنسان مريض.
و أحيانا تذرف عيوننا بالدموع متأثرين بمشكلاتهم .
أنت صعبان عليّا
هل هي مقولة للتعبير عن حالة معينة. تأثرنا بها ، ولا نجد حلا لها.
فنكتفي أن نصرّح بهذه المقولة فقط.
كون أننا تأثرنا بموقف معين أو حالة طارئة و نغضب و نثور من أجل صديق لنا أو أحد المقربين لدينا ، فأيضا يكون صعب عليه و صعب علينا.
و كأننا أنفسنا واجهنا تلك المشكلة.
و نسعد لحظة أن نراه سعيدا بعد الخروج من هذه المحنة و نشعر بالطمأنينة و الارتياح النفسي.
أنت صعبان عليّا
هي لافتة و شعار تضامنا مع كل موقف تأثرنا به و كل شخص يواجه الألم.
هي تضامنا لِنُبل المشاعر و الأحاسيس ، بعيدا عن التكبّر و المشاعر المزيفة.
هي تعبير عن مشاعر الحب المحزون بالقلب
سواء صعبان عليّا منك او عليك .