وسط تصفيق حاد، خرج خالد جاد خليل الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة المنصورة، من لجنة الامتحان في اليوم الأخير لطلاب قسم التاريخ، الدفعة 39، ليفاجأ بالعشرات من زملائه الذين اصطفوا على جانبيه، في ممر شرفي تقديراً لزميلهم الذي تعرض لمشكلات صحية بالغة، في السنة الأخيرة له بالكلية، جعلته يعاني صعوبات في الحركة والنطق.
وللوهلة الأولى ارتسمت علامات السعادة البالغة على وجه خالد، أثناء خروجه من لجنة الامتحان مستنداً على كتف أحد زملائه، لدرجة أنه بكى من الفرحة، بعد حوالي 9 شهور من العزلة داخل منزل أسرته في قرية الزمالك، التابعة لمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية.
خالد: أخذت دواءً خطأ تسبب في صعوبة النطق
وتحدث خالد جاد لـالوطن، عن معاناته، قائلاً: كنت أتحرك بشكل طبيعي، حتى العام الماضي، وكنت مقيماً في المنصورة لظروف الدراسة، شعرت بتنميل في وجهي ويدي، وذهبت إلى طبيب، وأخذت علاجاً خطأ، تسبب لي في إعاقة، وأصبح لساني ثقيلاً وأنطق بصعوبة، كما أعاني من صعوبة في الحركة من رجلي، وأصيبت يداي برعشة.
وعن الممر الشرفي الذي استقبله به زملاؤه، عبر خالد عن فرحته الشديدة بهذه الخطوة من قبل زملائه، وقال: كان موقفاً رائعاً من زملائي أبكاني، أدخلوا فرحة كبيرة في قلبي، كنت أريد أن أشكر كل زميل وكل زميلة بنفسي على هذا الموقف الرائع، الذي ترك في نفسي أثراً لن يزول طوال حياتي.
خالد: لم أحضر محاضرات طوال العام وبكيت من تصرف زملائي
وأضاف: لظروف مرضي لم أتمكن من حضور محاضرات هذا العام، كما أنني مش عارف أذاكر، وربنا يسترها في الامتحان.
في المقابل، أكد زملاؤه في الكلية أن ما فعلوه كان بسبب أن خالد منذ سنة تقريباً لا يستطيع أن يتحرك، بسبب علاج خطأ أخذه، مشيرين إلى أن طلاب الدفعة قرروا يدعمونه في آخر يوم لهم في الكلية، وعملوا له
ممراً شرفياً، في موقف يبين المعنى الحقيقي للحياة الجامعية، وأن الجامعة مش بس مكان للتعليم، الجامعة مكان ندخله أغراب نخرج منه إخوة وأصحاب، كما أعرب البعض عن تمنياتهم لزميلهم خالد بالشفاء العاجل.
وعلق عدد كبير من الطلاب على مقطع الفيديو الذي يظهر خروج خالد من لجنة الامتحان وسط ممر شرفي من زملائه، حيث كتبت يارا محمد: حقيقي دمعت ربنا يشفيه ويعافيه يا رب ويكرمه ربنا يوفقه يا رب ويوفقكم ويجبر بخاطركم زي ما جبرتوا بخاطره، وكتبت هالة طه: ربنا يشفيه ويعافيه ويرجع أحسن من الأول، ويجبر بخاطر زمايله بجد موقف جميل أوي.
