القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

القصة الكاملة لنعي "سليم" شقيقته "اعتدال" التي عصت الكنيسة 20 عامًا

اعتدال ميشيل يعقوبة، يتضح من اسمها أنها سيدة مسيحية تعتنق المذهب الكاثوليكي، هربت من بيت ذويها قبل 20 عامًا، للزواج من شخص مختلف عن ديانتها، ما تسبب في قطيعة بينها وبين ذويها لم تظهر للنور إلا بعد أن رحلت.

القصة الكاملة لنعي "سليم" شقيقته "اعتدال" التي عصت الكنيسة 20 عامًا

روى القصة بإيجاز شقيقها، والذي ظهر من خلال النعي أنه حزين على زواج شقيقته من أحمد بكر عبد الواحد والذي رغم بغضته له بصفته المتسبب في الكسر العائلي المُشار إليه إلا أنه نعته بـ"السيد"، في إشارة إلى أن ذلك الزواج نتج عنه ثلاث من الأبناء هم بكر وحمودة فاطمة.

ورد في نص النعي أن اعتدال المسيحية بزواجها من أحمد الغير مسيحي، عصت الأهل والكنيسة، وهو ما علق عليه باخوم عزيز أندراوس، واعظ كنسي، خريج كلية لاهوت ومرشح للكهنوت بأحد البلدان العربية، بالإشارة إلى أن نص البيان يشرح رؤية الشرقيين من مسألة الزواج من ديانة مُغايرة.

وقال "عزيز" في تصريحه لـ"الدستور" إن "الأمر بسيط وغير معقد كما يصوره البعض، فبدون أي حرج، يؤمن المسيحيين في العالم أجمع أن المسيح هو الله الذي تجسد أي أخذ صورة الجسد أو البشر ليفدي البشر من خطيتهم التي ارتكبوها، وهذا المعتقد لا يتشارك معهم في أي ديانة أخرى، فاليهود والمسلمون يتشاركون معهم في مسألة وحدانية الله لكن لايؤمنون بتجسده".

وأضاف "فكرة أن يتزوج مسيحي من طرف مغاير لديانته تعني ان مواظبته على التقرب من الله بالشكل المسيحي لن تستمر بالشكل المنشود، فإذا وقف الزوج والزوجة ليصليان معًا فكيف سيصليا معا باختلاف الطقوس؟.. وإذا صلت الزوجة للمسيح فكيف سيجاريها الزوج؟".

واختتم "عزيز" لهذا منعت الكنيسة والتقاليد في المجتمعات المسيحية زواج المسيحيين والمسيحيات من أصحاب الديانات المغايرة، وهذا لا ينتقص قدر انملة من محبة المسيحيين لهم وفق قوله نصًا.

زواج مدني غير مبارك

ريمون عزيز مكسي، محامي بسلك الاستئناف وهيئة قضايا الدولة، وخادم كنسي في مجال الاستشارات القانونية ذات الطابع المسيحي، قال إن القانون الكنسي للكنائس المصرية بمختلف مذاهبها سواء كانت أرثوذكسية أو كاثوليكية أو روم أرثوذكس أو أسقفيين أو إنجيليين، لا تعترف بالزواج المدني.

وأوضح "مكسي" أن الكنيسة المصرية تعتبره كانه لم يكن من الأساس، مًعللًا ذلك بالعقيدة المسيحية التي تنص على ان طقوس الزواج التي تتم داخل الكنيسة وعلى يد "راعي" معترف به كنسيًا، يحل من خلالها "الروح القدس" وهو الله شخصيًا، والذي يُقدس العلاقة الحميمة التي تتم بين الزوجين، مما يعطي شرعية لتلك العلاقة وشرعية للزواج في نظر الكنيسة كونها مُباركة من الله شخصيًا.

وأشار إلى أن أي زيجة تتم بطريقة غير ذلك، تعتبر في نظر الكنيسة علاقة غير مُقدسة، لم يُباركها الله مما يعني أنها في حُكم "الزنا"، كأي علاقة حميمية تتم بين طرفين دون مباركة إلهية، لذلك اعتبر "سليم" زواج شقيقته اعتدال من أحمد بشكل مدني فهو زواج عير مبارك من قبل الله.

الراحة الأبدية

وقع الجملة على الاذن غير مألوف، إلا أن المهندس مرقس حنا، المتخصص في الشان اللاهوتي وخصوصا "اللاهوت الروحي"- وهو علم متخصص في التأملات في نصوص الإنجيل- لم يجد غضاضة في الأمر.

وضحَّ مرقس للدستور معنى الجملة وقال إنها تُشبه دُعاء المسيح لصالبيه "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون"، وهو نفس الدعاء الذي اقتبسه عنه اسطفانوس رئيس شمامسة الكنيسة في القرن الأول، واول شهداء المسيحية، ويحمل نفس معنى الجملة لان سليم وهو الداعي يناشد الله بأن يهب للمدعو لها "اعتدال" الرحمة حتى وإن كانت قد اساءت اليهم بزواجها المدني.

وعن جواز الدعاء لها بالراحة قال "طبعا يجوز"، معللًا ذلك بأن المسيحية تدعو البشر لمحبة حتى الأعداء، وتلك المحبة تطالب المُحب بالدعاء للمحبوب حتى إن كان عدوًا، بكل شئ طيب وبما في ذلك الراحة الأبدية.

وعن فكرة تنفيذه من قبل الله، فقال:"لا أحد يمكنه أن يجزم برد فعل السموات، فالله كلي الكرامة والقدرة والرحمة له أن يفعل ما يشاء، الا ان الكنيسة تسير على خطوات رسمها المسيح وتثق بها فالايمان والمعمودية والاعمال الصالحة خطوات نحو الملكوت، ولايمكن التعليق على اي قضية اخرى لان العلم عند الله"بحسب قوله نصا".

الدستور
21 يونيو 2021 |