القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

100 سد وسد!! .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

من قبيل الاستعراض المستفز، والاستهلاك المحلى المخطط، وبعض من التصدير الممنهج، أعلن آبى أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبى، عزم حكومته على إقامة 100 سد متوسط وصغير خلال عام!

100 سد وسد!! .. بقلم حمدي رزق

كفانى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، مؤنة الرد رفضًا لتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبى، يكشف مجددًا عن سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التى تتشاركها مع دول الجوار وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومُسَخرة لخدمة مصالحها.

وبعد الرفض الصريح مصريًا، مستوجب إثيوبيًا احترام الاتفاقيات التاريخية والبروتوكولات الحاكمة لتدفق الأنهار الدولية، والوفاء بكلمة الشرف المسجلة عليكم (آبى أحمد) صوتًا وصورة فى البرلمان المصرى.

حل مشاكلك الداخلية ليس على حساب حقوق دولتى المصب التاريخية، وطالما الأمطار تهبط هكذا غزيرة على الهضبة وتمكن من إقامة 100 سد وأكثر، كما تصرحون، لماذا إذن الطمع فى نصيب مصر والسودان الشحيح فى مياه النيل الأزرق؟

من حقك تنمية بلادكم ولكن ليس على حساب الآخرين وانتقاصًا من حقهم فى الحياة، وأنتم تجتهدون حثيثًا للتنمية لا تصادروا على حياة الملايين تحت الهضبة، لا تستنفروا أسباب الصراع على المياه التى تغرق الهضبة، الحصاد المائى الوفير سنويًا يكفى ويزيد ويفيض عن حاجتكم، لِمَ العداء تجاه من استقبلوكم بحفاوة وسلام، وهنأوكم بجائزة نوبل للسلام!

المجاهرة بالعداء هكذا لا تستقيم سياسيًا، وشحن الشعب الإثيوبى ضد الجيران عواقبه وخيمة، متى كانت مصر عدوًا، ورئيسها يذهب إلى البرلمان الإثيوبى داعيًا للتعاون ولرخاء شعوب حوض النيل، زيارة وخطاب محترم من رئيس يتعامل بشرف فى زمن عزَّ فيه الشرف!

من ذا الذى يحرض على حقوق شعب دولتى المصب فوق الهضبة؟ من ذا الذى يجر المنطقة لويلات لا قبل للشعوب بها؟ من يعمد إلى إدخال حوض النيل مرحلة عدم الاستقرار؟

للأسف آبى أحمد سادر فى غيه، ويصدر روحًا عدائية، وهذا جد خطير، وكل يوم تثبت نواياه الشريرة لتعطيش شعوب المصب بإقامة السدود، يريد أن يصرف الأنظار عن الملء الثانى بتصدير حكاية الـ100 سد، قمة الاستفزاز.

لِمَ كل هذا اللدد فى خصومة الجيران؟

التعمية على جريمة الملء الثانى بحديث الـ100 سد لن يحرف الحديث عن الحقوق التاريخية الثابتة لمصر والسودان فى مياه النيل الأزرق، مطالب مصر والسودان فى الأمن المائى عادلة تمامًا، وتشهد عليها العواصم الدولية، ومثبتة فى الاتفاقيات التاريخية، وقاعدة لا ضرر ولا ضرار مستوجبة فى العلاقات الدولية.

مثل هذه التصريحات الشريرة تدخل فى باب الاستهلاك المحلى، ولكنها أبدًا لن تمثل ضغطًا على المفاوضين المصرى والسودانى، فلتضغط (آبى أحمد) المعارضة الداخلية فى حافة الهضبة، هذا شأن داخلى، ولكن تجاه الجيران فلنلتزم جميعًا بالثوابت المدونة فى معاهدات دولية موقعة من قبل الأجداد قبل أن يولد الأحفاد الذين يعيشون حتى ساعته على مياه نهر حافظ عليه الأجداد لرخاء الأحفاد.

حمدي رزق - المصرى اليوم
02 يونيو 2021 |