القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

تعرف على قصة القدّيس سمعان الصدّيق وحنّة النبيّة

كان رجل في أورشليم اسمه سمعان وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي إليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. وكانت نبيّة حنّة بنت فنوئيل من سبط أشير تخدم في الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا، فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم.

تعرف على قصة القدّيس سمعان الصدّيق وحنّة النبيّة

القدّيس سمعان الصدّيق

سمعان إسم أرامي، عبري يشتق من فعل السماع أو الشماع، ففي اللغة العبربة حرفا الشين والسين الشيء ذاته، ونقرأ في سفر التكوين:

" فحبلت ليئة وولدت إبنًا ودعت إسمه رأوبين لأنّها قالت إن الرّب قد نظر إلى مذلّتي لأنّه الآن يحبنّي رجلي. وحبلت أيضًا وولدت إبنًا وقالت إن الرّب قد سمع إني مكروهة فأعطاني هذا أيضًا.فدعت إسمه شمعون سمعان تكوين 29:-32-33 فالإسم مرتبط إذًا بإصغاء الله لطلبة ليئة.

وهنا لا بد أن نعرف أن الأسماء في الحضارة السامية كانت تشكّل وصفًا وفعلًا وليس إسمًا جامدًا.وهذا أيضًا يذكّرنا بما حصل مع هاجر:

"وقال لها ملاك المسيح ها أنت حبلى فتلدين إبنًا وتدعين إسمه اسماعيل لأن المسيح قد سمع لمذلتك ( تكوين 11:16).

هذا هو سمعان الذي لقبه التقليد بالشيخ لان الشيخوخة هي عهد الرزانة والتفكير الصحيح، العهد الذي فيه تموت الاهواء والميول ويقف الإنسان فيه امام الحقيقة المجردة: الأخرة والحساب.

من المرجح ان مريم هي التي اوحت للقديس لوقا الإنجيلي بهذه الاوصاف عن سمعان فذهبت إلى ابعد مما هو رزانة وتفكير صحيح وصفته بانه صدّيق وكلمة صدّيق معناها قديس. والقديس هو الذي يحفظ الشريعة بكل حذافيرها وروحا.

فتكون مريم هي التي اعترفت بقداسة سمعان وهي التي فرضتها على اعجاب الناس.ولا بدّ ان تقواه هذه هي التي حملت الله لان يوحي اليه بانه لا يرى الموت ما لم يعاين مسيح الرب.

ايضا من المرجح ان مريم العذراء لم تكن تجهل سمعان الشيخ،لقد تعرفت عليه أثناء اقامتها في الهيكل وانطبع في ذهنها عنه انه الشيخ التقي المؤمن بالمستقبل وبالمخلص المنتظر

حنّة النبيّة

حنة إسم أرامي- عبري يعني الحنان والرحمة والنعمة. وهو اختصار لإسم حنانيا الذي يعني الله تحنّن. ومن الجذر ذاته يأتي إسم يوحنّا وتفسيره يهوى حنون أيّ الله حنون.

تعلّمنا النبيّة حنّة الجهاد والصبر، " فمن صبر إلى المنتهى يخلص "(متى 22:10).لم يكن عمرها المتقدّم ليشكلّ لها عائقًا، بل على العكس تمامًا، حتّى وهي عجوز بالجسد ظل روحها ينبض حياةً منتظرةً خلاص الرّب.

" وكانت ايضا حنة النبية فاقبلت في تلك الساعة واخذت تسبّح الرب وتحدّث الصبي كل من كان ينتظر فداء لاورشليم "( لوقا 2: 36 - 38).

هكذا كانت حنة واقفة عند مدخل باب نيكانور في صدر رواق النساء من هيكل سليمان حينما انضمت إلى المجموعة ولعالها سمعت اخبار العبارات التي تفوه بها سمعان.

لقد دفعها الروح ايضا إلى ذلك المكان فاقبلت تبارك الله وذلط بدهي لانها حولت حياتها إلى عبادة دائمة.

ولا بد من ان مريم هي التي حدثت القديس لوقا الإنجيلي عن صفات حنة:

ارملة لم تعش مع رجلها غير سبع سنين وقد بلغت من العمر اربعا وثمانين سنة وهي لا تفارق الهيكل تصوم وتصلي ايلا ونهارا.

الجدير بالذكر انه عندما دخل يوسف ومريم إلى الهيكل عرف سمعان مباشرة بواسطة الروح القدس ان الطفل يسوع هو مخلص العالم والنور الذي أعلن لكل الشعوب، فحمله على ذراعيه مقدما الشكر لله. ومبتهجا بمشاهدته السعيدة وقائلا هذه الصلاة الرائعة:

الآن اطلق عبدك ايها السيد على حسب قولك بسلام فان عيني قد ابصرتا خلاصك الذي اعددته امام كل الشعوب نورا لاستعلان الامم ومجدا لشعبك إسرائيل ( لوقا 32:2).

ان هذه الصلاة التي قالها سمعان الشيخ ترددها الكنيسة يوميا في كل صلواتها، ترددها كل نفس مسيحية مشتاقة إلى الفرح السماوي والى الديار السماية، فنقولها بعد القداس الالهي في صلاة الشكر بعد المناولة وكذلك في صلاة الغروب.

البوابة
02 فبراير 2021 |