الطفل فديريكو يبلغ من العمر 4 سنوات، وهو يذوي على مرأى أمّه سابينا. ففديريكو الصغير مصاب بسرطان الدماغ الذي يقضي عليه بسرعة. والجلسات المنهكة من الأشّعة والعلاجات الكيماوية المتتالية لم تأتِ بنتيجة.
هناك ثلاثة من الأورام الستّة لا يمكن إجراء عمليّة جراحية لها: فالمشرط لا يمكنه بلوغها دون إحداث أضرار لا تعوّض. في معهد معالجة السرطان في ميلانو وهو الأفضل في كل أنحاء إيطاليا، يتابع المختصّون المسألة عن كثب.
من وجهة بشرية، لا أمل يُرجى. وفديريكو الصغير رغم أوجاعه الكثيرة، كان يقول لأمّه بين نوبة وأخرى من الألم:
سوف ترين، ماما، سوف ننجو!
كان على سابينا أن تلجأ عند ذاك الى غرفة الحمّام، وهي المكان الوحيد حيث تستطيع إعطاء الحرّية لدموعها ولتنهّداتها البائسة.
عند ذاك خافت سابينا، حتى مع تأكيد فديريكو لها أنّ ذلك لا يسبّب له ألماً. قرّرت العودة الى معهد السرطان حيث خضع الصبي للتصوير الشعاعي من جديد. عندما عاين عامل الأشعّة الفحوصات، اضطرب جداً وسأل الأمّ:
سيّدتي، ماذا فعلتِ؟ من أجرى جراحة لهذا الولد؟
لكن يا دكتور، لم تُجرَ له أي جراحة.
لقد أُجرِيت جراحة لهذا الصبي، هذا واضح!
في الواقع دلّت الفحوصات الشعاعية أن الأورام الستّة قد زالت تماماً! لكنّها لم تتلاشَ بسحر ساحر: ففي موضع كل ورم من الأورام الستّة، ثمّة ندبة مع نقاط تقطيب تُثبت أن يد جرّاح ماهرة قد عملت على استئصال تلك الأورام. والحال أنّ ثلاثة من تلك الأورام كانت غير قابلة للإستئصال وفي موضع من الدماغ شديد الليونة بحيث يتعذّر تقطيبه!
أدركت سابينا، أخيراً ما جرى وليفكر الطبيب ما يحلو له. فيما يخصّها لقد فهمت! استعادت في ذاكرتها كلمات فديريكو خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، منذ بركة الكاهن: أمّي، ثمّة حريق في رأسي. ثمّة نار داخله. لم تكن تعلم أن يسوع، خالقها، هو الأبرع بين الجرّاحين
اليوم فديريكو عمره 6 سنوات، هو يلعب، يركض، يقفز، ويرتكب حماقات ويتمتّع بصحّة جيّدة! لامسه يسوع من خلال القربانة الصغيرة البيضاء وسط الشمس!
أما سابينا فقد أخلت دموع اليأس مكانها لدموع الفرح وقالت:
شعرت بأنّ يسوع حيّ وأنّه معناوأنّه شفى ابني. أشكر الله كل يوم من أجل فديريكو الذي استعاد صحّته وقواه. حالياً هو في السادسة من عمره، يطفح سعادة. يرفع كل يوم عينيه نحو السماء، ويرسل من يده الصغيرة القُبلات الى يسوع، كأنه يعرفه منذ الأزل! يسوع صديقه المفضّل. أشكر يسوع أيضاً والروح القدس لطول صبرهم نحوي. أتاحوا لي هذا الإختبار العسير كي أتحقّق أنّهم الى جانبنا وأن الكنيسة هي نحن!