هل شك يوحنا المعمدان في السيد المسيح؟ لماذا أرسل له 2 من تلاميذه ليسأله : أنت هو الآتي أم ننتظر آخر

يجيب قداسة البابا شنوده الثالث على هذا السؤال

قائلاً محال أن يشك في المسيح، الملاك الذي جاء يمهد الطريق قدامه (مر1: 2)0 الذي جاء للشهادة ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته (يو1: 7)0

ولا يمكن أن يشهد له، إلا إذا كان يعرفه. وقد أدى يوحنا هذه الشهادة بكل قوة يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا الذي قلت عنه إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي (يو1: 15)0

وظهرت معرفة يوحنا له وشهادته له واضحة في وقت العماد. فلما رأى الرب يسوع مقبلاً إليه قال هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي (يو1: 29، 30)

لماذا إذن أرسل يوحنا تلميذين للمسيح يقولان له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟

يوحنا أرسل هذين التلميذين وهو في السجن (مت11: 2)، لما سمع بأعمال المسيح المعجزية. وكان يعرف أن رسالته قد انتهت وموته قريب. فأراد قبل موته أن يسلم تلاميذه للمسيح. فأرسلهم بهذه الرسالة، ليسمعوا ويروا، وينضموا إلى الرب .. وكان كذلك

لهذا قال الرب للتلميذين: اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: ألعمي يبصرون، والعرج يمشون، والصم يسمعون، والموتى يقومون وطوبى لمن لا يعثر فيَّ مت11: 4 ـ 6)

وكانت هذه الرسالة للتلميذين أكثر مما ليوحنا

أما عن يوحنا، فقال الرب للناس في نفس المناسبة ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبياً؟ نعم أقول لكم، وأفضل من نبي .. الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان (مت11: 9 ـ 11)0

ومن غير المعقول أن يقول الرب هذه الشهادة على إنسان يشك فيه

وهناك نقطة أخرى نقولها عن إيمان يوحنا بالمسيح وهي

تعرف يوحنا بالمسيح وهو في بطن أمه

وفي ذلك يسجل الكتاب كيف أن القديسة اليصابات وهي حبلى بيوحنا قالت للقديسة مريم العذراء لما زارتها: هوذا حين صار صوت سلامك في أذني، ارتكض الجنين بابتهاج في بطني

ارتكض يوحنا الجنين الذي في بطن العذراء. وكيف أُتيح له ذلك؟

يجيب ملاك الرب على هذا بقوله: ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس (يو1: 15)