هل شجرة الحياة ومعرفة الخير والشر تعطي الالوهية وبعض رموز شجرة
الشبهةيدعي البعض ان شجرة الحياة في تكوين 2: 9 وهي من اسمها تعطي خلود أي يصبح الانسان خالد مثل الله وشجرة معرفة الخير والشر تجعل الانسان مثل الله كما في تكوين 3: 22 إذا الشجرتين يعطوا الالوهية ولو كان اكل ادم وحواء من شجرة الحياة لأصبحوا الهةالرد
لا اعرف من اين يأتي شخص بهذا الخيال فالكتاب المقدس لم يقل أي مما يدعيه..فاولا شجرة الحياة هي لا تعطي الخلود بالمعنى الذي ظنه هذا المشكك بل كما شرحت في ملف :
الجزء الثالث عشر من الرد على شبهات كتاب الأسطورة والتراث اتهم بها الكتاب المقدس لوياثان وشجرة الحياة
الرب هو الذي انتب شجرة الحياة وأيضا شجرة معرفة الخير والشر
سفر التكوين 2: 9
وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
المثل يقول فاقد الشيء لا يعطيه
فالله مصدر الحياة خلق شجرة تعطي من ياكل منها باستمرار ان يستمر حي كتعبير الذي استخدمه الإباء ترياق الحياة
الانسان لا يقدر ان يفصل نفسه عن مصدر الحياة فأيضا بالأكل من شجرة الحياة يستمر الانسان حي طالما ياكل منها
فشجرة الحياة تعطي حياه ولا تعطي خلود الذي يعطى الخلود هو الخالد وهو الله
مثال الدواء الذي يعطي استمرارية الشخص ويمنعه من الموت
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 2
فِي وَسَطِ سُوقِهَا وَعَلَى النَّهْرِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ، شَجَرَةُ حَيَاةٍ تَصْنَعُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفَاءِ الأُمَمِ.
وشجرة معرفة الخير والشر هو اسم وتعطي صفة معرفة ولكن ليس مثل الله والذي حول الاسم الى صفة مطلقة وانه بالاكل منها يصيران مثل الله هو الشيطان. ولهذا ما يقوله الله هو عتاب هوذا واحد منا عارف الخير والشر
بل شهد الكتاب ان الله كلي الحكمة بحكمته الغير محدودة خلق السموات والأرض
سفر الأمثال 3: 19
الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ. أَثْبَتَ السَّمَاوَاتِ بِالْفَهْمِ.
من اين اتى بادعاء ان ثمرة شجرة الحياة تجعلهما يكتسبان الالوهية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الكتاب قال يحيا الي الابد
سفر التكوين 3
3: 22 و قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر و الان لعله يمد يده و ياخذ من شجرة الحياة ايضا و ياكل و يحيا الى الابد
ولم يقل يكتسب الالوهية. فالحياة الي الابد لا علاقة له بالالوهية فالملائكة لا تموت وهي ليست الهة. بل حتى الأرواح تذهب الى الحياة الأبدية فهي تستمر الى الابد ولا يقول احد ان الأرواح البشرية الهة. فهذا الفكر مخطئ تماما
اما عن العدد الذي يقول
سفر التكوين 3
22 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ.
هذا شرحته بشيء من التفصيل في ملف
الرد على ادعاء ان الرب كذب على ادم والحية صدقت تكوين 2 و3
يقول بعض المفسرين ان ما يقوله العدد هنا هو أسلوب تهكمي من الرب على كبرياء الانسان الذي سمع للشيطان وتخيل انه بأكله من شجرة معرفة الخير والشر سيصير مثل الله. فمستحيل ان يصل الانسان ويصبح مثل الله. وبخاصة ان الرب يقول هذا عن الانسان الساقط المكسوف الخجلان المتغطي بأقمصة من جلد المطرود من الجنة والشريد الذي خسر سلطانه الذي بدا يتدهور ودخل فيه عوامل الموت. وهو ليس بسخرية للاستهزاء بل بغرض عتاب ليوضح للإنسان كم كان أحمق ان لا يسمع كلام الله ويسمع كلام الشيطان.
ولكن اعتقد ان هناك تفسير اخر يكمل هذا وهو الاصح لأنه يناسب سياق الكلام وهو ان العدد في صيغة الماضي
فالعدد يقول في تعبير (هوذا الانسان قد صار)
(IHOT+) ויאמרH559 said, יהוהH3068 And the LORD אלהיםH430 God הןH2005 Behold, האדםH120 the man היהH1961 is become כאחדH259 as one ממנוH4480 of לדעתH3045 us, to know טובH2896 good ורעH7451 and evil: ועתהH6258 and now, פןH6435 lest ישׁלחH7971 he put forth ידוH3027 his hand, ולקחH3947 and take גםH1571 also מעץH6086 of the tree החייםH2416 of life, ואכלH398 and eat, וחיH2425 and live לעלם׃H5769 forever:
هين هاأدم هيه كاخاد ممنو
ففعل هياه العبري هو يعبر عن كيان
H1961
היה
hâyâh
haw-yaw
A primitive root (compare H1933); to exist, that is, be or become, come to pass (always emphatic, and not a mere copula or auxiliary): - beacon, X altogether, be (-come, accomplished, committed, like), break, cause, come (to pass), continue, do, faint, fall, + follow, happen, X have, last, pertain, quit (one-) self, require, X use.
يوجد يكون يصبح مر ....
فالعدد في العبري في ترتيبه يقول
هوذا الانسان كيانه كواحد منا صار عارف الخير والشر.
أي ان الانسان الذي كيان مخلوق على صورة الله للأسف أصبح يعرف الخير والشر
فالرب خلق الانسان على صورته ومثاله
سفر التكوين 1
1 :26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض
1 :27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم
1 :28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا وأكثروا و املاوا الارض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض
فالإنسان كان مخلوق على صورة الله كظل لله على الأرض وكان له سلطان من الله على الحيوانات. فهذا ما يقوله الرب بحزن على الانسان ان الانسان الذي كان كواحد منا لأنه مخلوق على صورة الله كظل لكنه بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر أصبح يعرف الخير والشر ويشتهي الشر. فهو ليس صار كواحد منا بل هو كان كواحد منا وصار عارف الخير والشر
وهذا يفسر بقية العدد (والان لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا الى الابد) فالرب حزين على الانسان الذي كان صورة الله ولكن الان سقط بالأكل ومعرفة الشر واشتهاؤه وموته أي انفصاله عن الله فلأجل الانسان الرب لا يريده ان يأكل من شجرة الحياة الاختيار الأول الذي أعطاه الله للإنسان ليأكل منها قبل السقوط ويحيا للأبد مع الله. ولكن لو اكل منها الان سيحيا بانفصال عن الله وهذا وا لا يريده الرب.
وقال أيضا هذا ادم كلارك في تفسيره
إذا لا يوجد الوهية على الاطلاق فالأكل من شجرة الحياة يعطي حياة وليس خلود ويحتاج ادم وحواء ان يستمروا في الاكل منها والحياة حتى الى الابد هذا ليس الوهية وكما قلت لم يقل يكتسب الالوهية. فالحياة الي الابد لا علاقة له بالالوهية فالملائكة لا تموت وهي ليست الهة. بل حتى الأرواح تذهب الى الحياة الأبدية فهي تستمر الى الابد ولا يقول أحد ان الأرواح البشرية الهة.
وأيضا الانسان الذي كان على صورة الله ومثاله وهذا ليس الوهية بل سلطان تسلط هذا الانسان سقط وأصبح يعرف الخير والشر
فهذه الشبهة هي فقط سلسلة من الادعاءات والاستنتاجات الخطأ وتقويل الاعداد ما لم تقوله على الاطلاق
وأخيرا بعض المعاني لشجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر والتناول
اليهود يقولوا ان شجرة الحياة هي ترمز للتوراة وان أيضا شجرة معرفة الخير والشر أيضا ترمز للتوراة لان التوراة تعرف الخير والشر
ولكن شجرة الحياة هي ترمز للرب يسوع المسيح او بمعنى ادق الحياة التي يعطيها المسيح كما في سفر الرؤيا معطي الحياة
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 7
مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ.
تعبير الخير والشر معا يقصد به في الكتاب كل الأشياء بين الخير والشر وليس فقط معرفة
وكلمة معرفة في العبري تعني إدراك حسي من خلال الحواس
فتعبير معرفة الخير والشر هو تجربة صنع الشر وادراكها بالحواس وبما فيها مخالفة الرب أيضا فكرة أخرى مهمة وهي ان موضوع شجرة معرفة الخير والشر هو اختيار بحرية بين معرفة الله ومعرفة الشر ومعرفة الله حياة ومعرفة الشر موت. مع ملاحظة ان رغم اننا ليس لنا ان نفترض ولكن مجازا لو ادم لم يأكل من الشجرة وباختياره أكمل في معرفة الله وهي حياة هذا كان يعطيه ان يكون مثل اخنوخ ويأخذه الله بدون موت وينتقل ويكون مع الله
اما عن التناول الذي شرحته في ملف
التناول (سر الإفخارستيا)
الخطية كانت بالأكل الحقيقي لثمرة حقيقية وهي معرفة الخير والشر
والخلاص هو بالأكل الحقيقي لجسد حقيقي وهو المسيح شجرة الحياة
موضوع التناول انه جسد الرب ودمه جسد حقيقي ودم حقيقي
أولا كان اكل حقيقي من شجرة معرفة الخير والشر يعطي معرفة الخير والشر فعليا واختباريا وامر حقيقي ومفعول حقيقي ظهر تأثيره الفعلي على ادم وحواء وليس رمزيا او ذكرى. أيضا الاكل من شجرة الحياة حقيقية وليس ذكرى او رمزيا يعطي حياة فعليا وليس ذكرى او رمزيا فكذلك الاكل من جسد المسيح حقيقيا وليس رمزيا يعطي حياة ابدية وليس رمز
فهذه الأشياء هي نبوات عن الاكل من جسد المسيح حقيقيا يعطي خلاص وحياة ابدية وليس ذكري فقط ورمزيا
أيضا السقوط والموت بدأ بالأكل وهذا امر حقيقي فهم حرفيا أكلوا ثمرة خطية سببت حرفيا سقوط لهذا الخلاص والحياة الأبدية تبدأ بالأكل من جسد الرب حرفيا وهذا امر حقيقي وحرفيا يعطي الحياة الابدية.
أيضا الانسان لا يقدر ان يفصل نفسه عن مصدر الحياة فأيضا بالأكل من جسد المسيح نستمر متحدين مع مصدر الحياة
هذا لا يلغي أيضا اكل كلمة الرب لكي تحمي من الخطية سواء بمعناه الرمزي وأيضا نبوات حرفيا عن التناول من جسد كلمة الرب
مزامير 119: 11 وارميا 15: 16
فالمسيح عندما يقول ان المؤمنين يجب ان يأكلوا حرفيا جسده ودمه هو يبنى على أشياء وقواعد بنيت من بداية ادم وليس فقط ليقول لهم تذكروه
فهو يقول لهم يجب ان يأكلوا الحياة حرفيا مثلما اكل ادم وحواء الخطية فعليا
فالأكل من شجرة معرفة الخير والشر هو ابتلاع الخطية بالفم لفظيا ولهذا جاء التبرير بالاكل بالحقيقة من جسد المسيح الذي يطهر من الخطية
فلهذا المسيحيين من الطوائف مع كل محبة لهم الذين يرفضون ان الاكل هو جسد حقيقي ودم حقيقي بل هو رمزي فقط فلماذا هم يقبلون ان السقوط في الخطية وتغير الطبيعة كان عن طريق اكل حقيقي بواسطة ادم وحواء
فكما كان اكل ادم وحواء اكل حقيقي من شجرة حقيقية سبب موت. الاكل من جسد حقيقي ودم حقيقي يعطي حياة
ملحوظة في رأيي الاكل من شجرة الحياة مثل التناول من يأكل منها بدون استحقاق يصبح مجرم فلهذا لو ادم كان اكل من شجرة الحياة كان يصبح مجرم للأبد
الرب اعطى شجرة الحياة لانه كان يريد ادم ان يحيا ولكن بالسقوط منعه لكيلا يحيا في انفصال عن الله فجاء الرب ودفع كفارة الخيطة وأعطى جسده الحقيقي ليعطي حياة ابدية حقيقية
أيضا وضع ملاك لحماية الشجرة هو أسلوب توضيح لآدم ان كارثة كبرى حدثة والشجرة التي هي رمز للحياة أصبحت ممنوعة عنه أي يفهم انه أصبح ميت ويحتاج بر الله
والمجد لله دائما- الدكتور غالى