القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

"داعش" تعلن العصيان على تنظيم القاعدة.. الظواهري يطالبها بالبقاء في الشام.. والحركة تعلن تمسكها بسيناء

بدأ الضعف والوهن يدب في جسد تنظيم القاعدة الذي استمر لسنوات طويلة بمثابة الشبح الذي تخشاه أغلب الدول الكبري.

ولكن يبدو أن المعجزة حدثت فالتنظيم بدأ ينهار ويتآكل وفي طريقه للسقوط والانهيار، ففي الآونة الآخيرة نشبت أزمة داخله، بعد إعلان حركة داعش الانفصال عنه، ودخولها شبه جزيرة سيناء للانضمام لجماعة أنصار بيت المقدس، الذراع العسكرية لتنظيم الإخوان الإرهابى، وهو الأمر الذي رفضه أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة.

وشدد الظواهري على تمسكه ببقاء داعش في منطقة الشام، وعدم ممارسة نشاطها في مصر، كما تبين فشل مساعى الصلح بينه وبين قيادات داعش، ما دفع هانى السباعى، القيادى المصرى مدير ما يُسمى بمركز المقريزى للدراسات، الهارب والمقيم في لندن، والصادر بحقه أحكام قضائية بمصر، وطارق عبد الحليم، الهارب في كندا، للانسحاب من مبادرة الصلح بين الطرفين.

هذه ليست أول أزمة فعلي مدى الثلاث أعوام الأخيرة واجه التنظيم مجموعة كبيرة من المصاعب على رأسها مصرع زعيم القاعدة أسامة بن لادن وترك الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري في مواجهة سلسلة من التحديات والقرارات الحاسمة.

الظواهري صاغ أيديولوجية التنظيم

ويأتي على رأس هذه التحديات اختيار السبيل الذي يعينه على تثبيت زعامته في التنظيم بعد أن فقد زعيمه أسامة بن لادن ثم ضمان بقاء التنظيم الذي يواجه مأزقا حرجا والحفاظ على وضعه الخاص في نظر شركائه والداعمين له بالإضافة إلى تحقيق الأجندة العالمية التي من أجلها أقيم التنظيم وهي إقامة الخلافة الإسلامية عن طريق الجهاد العالمي.

وأكدت إحدى الدراسات أن الظواهري الذي كان من بين من صاغوا أيديولوجية التنظيم والمسئولين البارزين عن ترويجها اعتبروا الأحداث التي يشهدها العالم العربي بمثابة طوق النجاة وطريق مناسب لتعزيز وترسيخ زعامته.

ويأتي ذلك من خلال تكييف استراتيجية التنظيم مع الظروف المتغيرة واتجاهات العمل التي فضلها هو بنفسه، وفي المقدمة منها دعم الجهاد الداخلي داخل المجتمعات المنتفضة من أجل تغيير وجه الأنظمة في الدول العربية في الشرق الأوسط وإحلال أنظمة إسلامية شرعية مكانها.

واختار منذ توليه قيادة تنظيم القاعدة أن يدير شئون التنظيم وعلاقاته مع الشركاء والمؤيدين له بشكل يعتمد على المفاهيم الأساسية للتنظيم كما وضعها الزعيم السابق.

قيادة غير مباشرة للتنظيمات الجهادية

ودور القاعدة وفقا لتلك المفاهيم الأساسية هو تطبيق أجندة ونموذج للمحاكاة من قبل شركائه لنفس النهج، وأن هذه الحركات لا تأتمر بأمر زعيم القاعدة أو سيطرته لكنها تتطابق معه وهذا يشكل النسبة لها بمثابة قاطرة تقود سكة المقاومة والجهاد العالمي لتحقيق الأهداف الرئيسية.

وبالفعل فإنه منذ أواخر التسعينيات وعندما شن تنظيم القاعدة ثلاث هجمات انتحارية دراماتيكية في السفارات الأمريكية في كينيا وتنزانيا وضد المدمرة الأمريكية كول باليمن وبلغت ذروتها في الهجوم الإرهابي داخل الولايات المتحدة تحول التنظيم عمليا الذي بدأ طريقه بمثابة تنظيم منظم وداعم للمنظمات الإرهابية ويدربها لاعب فاعل في الساحة الإرهابية الدولية.

وبالتوازي مع ذلك واصل تنظيم القاعدة وبعد النجاح الذي أحرزه الهجوم داخل الولايات المتحدة التخطيط لعمليات إرهابية استعراضية ودعم المنظمات الإرهابية وإسنادها عن طريق التدريب والتأهيل والإعداد وأحيانا تقديم المساعدات العملياتية لنشاطها المتميز مع جزء من هذه الحركات.

ودفع ذلك زعيم القاعدة إلى توطيد علاقاته مع جزء من المنظمات التي اعتبرها شركاء منتخبين كما توصل إلى اتفاق لتوحيد القوى رسميا تحت اسم تنظيم القاعدة مضافا إلى ذلك اسم المنطقة التي ينشط فيها.

وتعتبر هذه المنظمات على غرار تنظيم القاعدة في العراق والقاعدة في المملكة العربية السعودية وفي اليمن (القاعدة في الحجاز) وفي المغرب الإسلامي شكلت حليفا واستخدمت كقوة مضاعفة تعمل وفق استراتيجية العمل التي اختطها تنظيم القاعدة ومن خلال المساعدة في التسويق والترويج للمفاهيم الاستراتيجية العليا التابعة للتنظيم.

كما حرص التنظيم على تشجيع عمليات شركائه والموالين له في المناطق الحدودية أو في المناطق غير المسيطر عليها من قبل الدول ذات السيادة والتي نشط فيها والتي يمكنه السيطرة عليها عن طريق الدعم المنظمات التي تشاركه في نهج الجهاد العالمي وكذلك دعم وسيلتها للسيطرة على دول بأكملها.

ووفقا لهذا المفهوم وفي هذه المناطق يمكن لهذه الحركات أن تترسخ وتعزز موضعها بدون أن تتمكن السلطة المركزية سواء القوية أو ذات القدرة على استخدام القوة العسكرية والأمنية من الحيلولة دون نشاطها وتجنيد الأشخاص والتدريب واستخدام نقاط انطلاق للناشطين في الجهاد العالمي إلى ساحات الجهاد الأخرى في أنحاء العالم وبالتالي إقامة نظام وفقا للشريعة الإسلامية في هذه المناطق.

تطوير الأجندة القتالية

وعلى الرغم من الهجوم المستمر على تنظيم القاعدة وبالتوازي مع الدعم الذي منحه لتنظيم القاعدة وجماعة حقاني في معركتهم ضد قوات التحالف، وتجسد دعمه في تجربته الثرية والغنية في التخطيط للهجمات الانتحارية وشن الهجمات النوعية، عمل التنظيم على تطوير أجندته الأيديولوجية والقتالية.

وتم تطوير الأيديولوجية عن طريق تدريب الناشطين الأجانب الذين يصلون إلى منطقة القتال للمساهمة في الجهاد انطلاقا من الرغبة في تدريب المقاتلين إلى المعركة التي تدور رحاها ضد القوات الغربية العاملة في المناطق.

وجدير بالذكر أن إسقاط نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك واستبداله بنظام إسلامي كان بمثابة الفرصة لزعيم التنظيم فأصبح هدفا استراتيجيا أعلى وطموحا شخصيا بالنسبة له وبالنسبة لشركائه المصريين في زعامة القاعدة ونسبوا مثله إلى تنظيم الجهاد المصري الذي اتحد رسميا مع تنظيم القاعدة في عام 2011 في أعقاب إبعاد مبارك عن السلطة.

واستغلت عناصر الجهاد العالمي هروب أعضائها من السجون بل والإفراج عن أعضائها، بعدما كانوا يقضون فترات اعتقال طويلة بسبب نشاطهم في الماضي، الأمر الذي ساعد هذه الحركات في التغلب على العوائق وإضافة إلى ذلك تعزيز صفوفها بواسطة الأفراد والموالين لها وأصحاب الخبرة.

وأدي ذلك إلى تواجد مجموعة من الجماعات المسلحة المتركزة في سيناء والمنسوبة إلى تنظيم القاعدة والجهاد العالمي على رأسها أنصار بيت المقدس والتوحيد والجهاد، ولكن اليوم ومع استقواء تنظيم داعش في سوريا بدأت جماعة الجهاد العالمي تتراجع خاصة بعد إعلان داعش عن موقفه من الدخول إلى مصر رغما عن أنف الظواهري.

"فيتو"

22 ابريل 2014 |