القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

شفيق في حوار خاص : مرسى يفرض منهجه الإخوانى علي الشعب .. وماذا قدم للدولة منذ توليه؟

فى حوار هو الأول له لصحيفة مصرية وعربية، منذ سفره إلى الإمارات، عقب انتهاء انتخابات الرئاسة التى خسر فيها جولة الإعادة، أكد الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس حكومة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، أنه سيلجأ إلى «تدويل» القضايا المرفوعة ضده، التى تتعلق باتهامات فساد وكسب غير مشروع، فى حالة الحكم عليه «زورا وبهتانا» - حسب تعبيره.

لنبدأ من آخر الأحداث التى شهدتها مصر.. ما تعليقك على براءة المتهمين فى قضية «موقعة الجمل» وكنت حينها رئيسا للوزراء؟

- أقول للقضاة ابحثوا عن الجناة الحقيقيين، عليكم أن تعلموا أنهم اعترفوا على أنفسهم من قبل، والقاضى ليس أمامه إلا الأدلة، وعلينا ألا نخلط الأمور، موقعة الجمل حدثت فى وقت محدد، وانتهت فى وقت معلوم، وكان بطلها «الحصان»

و«الجمل» فى أرض الميدان. أما ما تم قذفه من «المولوتوف» من فوق العمارات فكان أمرا غريبا، فكيف لـ«جمل» أن يصعد ليرمى «مولوتوف». الموضوع يحتاج إلى دقة والمحكمة واثقة من براءة المتهمين، وإلا ما كانت برأتهم لأنه لا أدلة عليهم.

■ وما تعليقك على أزمة الرئيس و«النائب العام» وإبعاد الأخير من منصبه ثم عودته؟

- إقالة النائب العام أو إبعاده أكبر دليل على خرق القانون. ما حدث تغول من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، وهذا قد يحدث صداما. ويجب على مستشارى الرئيس القانونيين أن

يعرفوا أقل وأبسط مبادئ الدساتير والتى تفصل السلطات عن بعضها، وأهمها أن النائب العام غير قابل للعزل تماما، فكيف له (للرئيس) أن يأخذ تلك الخطوة التى تشبه ما اتخذه من قبل من

عودة مجلس الشعب، ويكفينا ما يحدث لى. هم (الإخوان المسلمون) يستخدمون القانون فى إقصاء أعدائهم، وينتهكون القانون أيضا لإقصاء منافسيهم لخدمة أغراضهم. يجب أن نحترم دولة القانون.

■ بصفتك مواطنا مصريا قبل أن تكون مسؤولا سابقا.. كيف تقيم أداء الرئيس محمد مرسى خلال المائة يوم الأولى من حكمه؟

- لا أريد الدخول فى تفاصيل، لكن ما أعرفه هو أن النتيجة النهائية يجب حسابها برضا الشعب من عدمه. وليس هناك اثنان يختلفان على أن الناس غير سعيدة فى حياتها اليومية، ومن الممكن أن يرجع ذلك إلى العبء الكبير الذى

يحمله المسؤولون. وما أراه أنه كان هناك وعود خلال المائة يوم الأولى «هتغير شكل الحياة» مما دفع البعض إلى السخرية، ومنها قول «إبراهيم عيسى»: «طب خدوا من عندى مائة يوم، بدل اللى ضاعوا وابتدوا العد من النهارده».

■ البعض ردد أن خطة الـ«100 يوم» هدفها تمكين «الإخوان» من مصر أكثر منها خطة إصلاحية.. فما تعليقك؟

- من يقول هذا الكلام لا يعبر عن رأيه الشخصى، بل يقوله من واقع ما مر به، وكل ما حدث فى الـمائة يوم هو مجرد تغيير فى المناصب ليس إلا، واسناد بعض المناصب من محافظين وغيره إلى

أعضاء من «الإخوان». ومن الممكن أن تكون خطة التمكين حقيقية، فبعد المائة يوم لم نجد إلا مزيدا من التمكين لجماعة الإخوان. ولناخذ موضوع القمامة كمثال.. كان هناك وعد من الرئيس

مرسى أن الشباب سينزلون إلى الشوارع باستمرار لتنظيفها، وهو ما لم يحدث فالأحياء الشعبية غارقة فى جبال القمامة، وللمرة الأولى فى تاريخ مصر، نشاهد القمامة فى المناطق الراقية.

وهناك مفهوم خاطئ لدى «الإخوان»، فتحول النظام للفكر «الإخوانى» لا يعنى تحول الدولة إلى «إخوان مسلمين»، وإنزال «ستارة إخوانية» على الدولة بأكملها، وإلا فى حالة تركه الحكم سترفع هذه الستارة الإخوانية وتوضع محلها «الستارة الليبرالية».وحتى مع قبول أعداد كبيرة من «الإخوان» فى الجيش والشرطة فإن الدولة ستنتبه فى يوم من الأيام إلى هذه الإجراءات وستنقلب على الجماعة انقلابا شديداً جدا.

ولأن رئيس الدولة من «الإخوان» وكذلك الأغلبية البرلمانية، ولذلك هم يعتقدون أن الدولة ستنقلب «إخوانية» تماما، وهذا أمر خاطئ، مثلا فى الولايات المتحدة هناك الحزب الجمهورى أو الحزب الديمقراطى

وعندما يتولى هذا أو ذاك الحكم يكون جميع الموظفين فى الجهاز الإدارى للدولة نصفهم من الجمهوريين والنصف الآخر من الديمقراطيين، لكن بالطريقة التى يعمل بها «الإخوان» فى مصر سنجد أن كل موظف فى عمل

ما مهما كان صغيرا أصبح من أعضاء الجماعة، والأمور لا يجب أن تسير بهذا الشكل. وعليهم أن يطلعوا على أنظمة الحكم فى الدول الديمقراطية، لكنهم يعتقدون أنهم يقومون بتحويل الشعب المصرى إلى «شعب إخوانى».

■ فى رأيك ما الأخطاء التى وقع فيها «الإخوان» خلال المائة يوم الأولى من حكم الرئيس مرسى، وليس الرئيس بمفرده؟

- فى الحقيقة هناك أخطاء كثيرة جدا لاحظها البعض، وقاموا بالتعليق عليها، مرجع ذلك قلة الخبرة بمعنى أننا «أخذناهم من الدار للنار»، فلا يوجد لهم أى ممارسات سابقة فى هذا الصدد.فهذه النوعية من البشر مظلومة، فهى وجدت

نفسها فى موقع الصدارة دون تدرج للوصول إليه. وعندما علقت من قبل قلت إننا نحتاج إلى من لديهم الخبرة، وحاليا نحن إزاء أزمة إدارة جديدة بأكملها. وسمعنا أن هناك ألف خبير عكفوا على إعداد مشروع النهضة، وبعد ذلك يخرجون

علينا ويقولون يجب أن نأخذ رأى الناس فيه من كل اتجاه، وأن هذه هى المرحلة الأولى، أما فى المرحلة الثانية فسنأخذ رأى اليساريين والناصريين والليبراليين... إلخ، وفى المرحلة الأخيرة قالوا إن المصريين لم يجهزوا بعد لهذا مشروع.

■ خلال قراءتك للمائة يوم هل ترى أن مستشارى الرئيس قدموا شيئا له قيمة.. وهل اختلفوا عن نظرائهم أيام مبارك؟

- ليس مستشارو الرئيس وحدهم الذين لم يقدموا شيئا، أرى أن الدولة كلها لم تقدم أى شىء. والسؤال هو: ماذا تم فى مصر منذ تولى مرسى؟!

وعلى الرغم من ذلك فنحن ندرك جيدا أن مشاكل البلد لن تنتهى مرة واحدة، لكن الفكرة أن المصريين ليس لديهم شعور بأن هناك جديدا قدم لهم، كما أنهم ليست لديهم قناعة بأن هناك حلا لمشكلة قدم لهم.

■ هل أنت قلق من «أخونة» مؤسسات الدولة؟

- أنا قلق جدا، لأنهم (الجماعة) يتصرفون بطريقة خاطئة، فوجود رئيس ينتمى لحزب الحرية والعدالة لا يعنى فرض منهجه على الجميع، ومن الممكن مثلا أن يطرح قيادى فى الحزب الجمهورى فكرة ما فيرفضها شخص ينتمى لنفس الحزب، وقد يقبلها عشرات من الحزب الديمقراطى.

ليس معنى فوزى بالانتخابات أن أقوم بتغيير أفكار الجميع، فهناك فكرة قد تخرج منك قد يقبلها الناس وفكرة أخرى قد يرفضونها، وهذا هو التصرف الحضارى فى التعددية. أما أن تعتقد أن فوزك بكرسى الرئاسة معناه تغيير لون الأمة إلى «إخوانى» فأين التعددية إذن؟

■ ننتقل إلى قضيتك.. ما تعليقك على اتهامك فى بلاغات جديدة وإحالتك فى أكثر من قضية إلى محكمة الجنايات؟

- قضية «أرض الطيارين» ملفقة وغير صحيحة، والمحاكمة سياسية ويمكن وصفها بـ«الفيلم الهزلى»، واللواء طيار نبيل شكرى، حينما كان رئيسا لمجلس إدارة جمعية الطيارين، برأنى من تهمة تسهيل استيلاء علاء وجمال نجلى مبارك على 40 ألف متر مربع من أرض الجمعية.

للأسف محاولات الإسلاميين لتصفية الحسابات مع معارضيهم بدأت مبكرة جداً، وهى ليست وليدة اليوم، منذ «قانون العزل» لإقصائى من الانتخابات الرئاسية وإبعاد أنصار النظام السابق جميعهم من المشهد السياسى. وفى أعقاب فوز الرئيس مرسى

بالانتخابات تحركت القضايا إلى محاكمات جنائية، وأتحدى الجميع إن امتلك أحد مستندا رسميا يديننى فى القضية. وأنا لم أجامل نجلى الرئيس السابق، وعلاقتى بجمال وعلاء سطحية ولم أتماد فى تلك العلاقة، وكلى ثقة فى صحة وسلامة موقفى

القانونى، وسأكمل مسيرة عملى السياسى مرة أخرى رغم خسارتى فى انتخابات الرئاسة، وما أثير حول أننى أعطيت أوامر للواء شكرى بخصوص قضية أرض جمعية الطيارين مجرد «كلام تافه»، وقد تم تكذيب هذا الأمر فى التحقيقات حول الطيار نبيل شكرى.

■ إلى أى مدى تتوقع أن تصل المحاكمات؟

- لابد للمحاكمة أن تصل فى النهاية إلى أن كل ذلك «كلام فارغ» حتى لو وصل الأمر إلى 50 قضية لا قضيتين كما هو الحال الآن. وكما قلت أتحدى لو وجد أى شخص مستنداً بأننى مخطئ فى تهمة.

■ هل تعتقد أن هناك خوفا من السلطة الحالية من وجودك فى مصر، وأن حدوث أى أخطاء منها سيصب فى صالحك، وبالتالى يكون هدف هذه القضايا بقاءك فى الخارج؟

- أنا موجود فى مصر كما فى الخارج تماما، وأنصارى يزيدون يوما بعد يوم وشعبيتى ترتفع، وفى الوقت نفسه تظهر حقيقة «الإخوان» فى إقصاء منافسيهم.

■ ماذا تعنى أن عدد مؤيديك فى ازدياد؟

- عدد المؤيدين لى يزداد لأنهم يرون مصر تتجه إلى الأسوأ، وتخاذل «الإخوان» ناتج من عدم خبرتهم، كما أن الظروف الصعبة التى يعيش فيها الشعب جعلتهم يترحمون على مصر فى ظل حكم الجماعة.

فى مرحلة الانتخابات حضر لى مسيحيون يشكون من أن الأمهات لا يستطعن التدريس لأولادهن فى كتاب للغة العربية يتضمن مختارات بها بعض آيات من القرآن، وقتها خرجت وقلت إنه من المفروض أن تكون الأمور المتعلقة

بالدين فى كتاب الدين فقط، أو نختار بين أن نقوم بحذف بعض الآيات القرآنية من كتاب المختارات أو نضع أمامها فقرات من الإنجيل حتى يعرف المسلم فقرات من الإنجيل، مثلما يعرف المسيحى آيات من القرآن، وهذا يعتبر

تقدير موقف وحلا لأزمة أنا واجهتها، وقتها خرج «الإخوان» وقالوا عنى إننى سأحذف القرآن، وهذا طبعا لا يمكن أن يحدث.. ولما قلت إما أن نحذف هذا أو نضيف ذاك، كنت أعلم جيدا أن الجميع سيؤيد الإضافة، وهذا هو المنطق.

عندما طرحت هذا الرأى حولوه إلى صراع طائفى، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، بينما هم هذه الأيام يرددون أنهم سيقومون بإضافة فقرات من الإنجيل فى هذه الكتب.

■ هل تقصد أن المشروعات التى طرحتها وكانت محل انتقادهم ينوون تنفيذها؟

- مشروع قناة السويس الذى تحدث عنه محمد مرسى وخيرت الشاطر هو مشروعى فى الأساس، وأنا أول من تحدث عنه، ولما عرضاه تعرضا للسخرية على صفحات الـ«فيس بوك وتويتر».ودعوت أنا إلى عرض المناطق المحيطة بالقناة للاستثمار على العالم كله، بينما هم قصروها على قطر فحسب.

■ قضية المطار تمثل الإحالة الثانية لك إلى الجنايات، هل ترى أن هناك مبالغة فى إحالتها لتلك المحكمة؟

- فيها مبالغة شديدة جدا، لكن قاضى التحقيق حر فى رأيه، ومع ذلك فالناس تستغرب هذه الخطوة جدا، فهل هناك رئيس مطار يقوم بإنشاء أحدث ما فى العصر ويحضر ما يطلق عليه المترو أو «المنوريل» أو أياً كان اسمه، وبعد ذلك يتهم بإهدار مال الدولة؟!

المفروض أن يحقق المطار أرباحا، وحتى يحقق هذه الأرباح كان يجب إعداده بشكل جيد وبمستوى عال ليجذب أكبر عدد من الركاب ويستخدم كمطار ترانزيت بالمعنى المتعارف عليه، علما بأن قيمة المطار تزداد. وعندما نقوم بتوفير جميع

الوسائل والسبل حتى يتحول المطار إلى مطار ترانزيت رئيسى أو مطار محورى لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بصفة عامة فيها هل هذا خطأ! وبالمناسبة فمن حق القاهرة أن يكون بها مطار بهذا الشكل، والدول الصغيرة حولنا تسعى إلى هذا.

والارتقاء بالمطار يأتى عن طريق زيادة إمكانياته فى كل شىء، منها وسيلة انتقال مناسبة حضارية بين منشآته أو بين مبانى الطيران، بحيث تسهل على الراكب قدر الإمكان، وعندما قمنا بهذا زاد عدد

الشركات التى طلبت النزول فى المطار كترانزيت على الرغم من أنها لم تكن تنزل عندنا من قبل، وذلك لأنها وجدت المبنى مصمما بطريقة تسهل حركة التنقل من طائرة إلى أخرى، ونحن عندما ندفع مبالغ كبيرة

لتطوير المطار تعود علينا بمكاسب أكثر بكثير مما أنفقناه، وعندما قمنا بهذه التجديات والإنشاءات كان العالم كله يتحدث عن جمال المطار، وكما قلت من قبل «طب ما نجيب راجل صاحب فراشة ينصب لنا خيمة

والناس هتسافر برضه»، لكن عندما نحضر وسيلة انتقال أسرع، مع أحدث «سيور» فى العالم لنقل الحقائب، بالإضافة إلى أفضل نظام أمنى لفحص الحقائب وتأمينها، فكل هذه الوسائل ترفع من قيمة المطار الموجودة به.

■ هل تقصد أن الاتهامات الموجهة لك مبالغ فيها أو ملفقة؟

- اتهامات الخبراء الذين طلب منهم إبداء الرأى- مع كل الاحترام والتقدير لهم- غير دقيقة. وليس معنى كونى أستاذا جامعيا أن أكون على دراية كاملة بنظام التشغيل داخل المطار، وإذا لم يكونوا واثقين فى أى شخص داخل مصر، فليحضروا خبراء متخصصين من الخارج.

■ هل تقصد أن الخبراء الذين تمت الاستعانة بهم ليسوا على درجة عالية من الكفاءة لتقييم أعمالك فى تطوير المطار، وبيان وجود إهدار للمال العام من عدمه؟

- لا يتعلق الأمر بالكفاءة، ومن الممكن أن يكون هؤلاء الخبراء أكفاء فى مجالات أخرى، لكن مجال إنشاء أو تطوير المطار ليس تخصصهم. ومن يقول من المفترض جلب وسيلة أوفر للنقل.. فهل يعنى هذا أنه من الممكن تشغيل «توك توك» لنقل الركاب داخل المطار.

وهناك ثغرة فى هذا الموضوع ليست مفهومة على الإطلاق، فمثلا يقولون لماذا أنشأتم ممرا رابعا؟ وأجيبهم بأن «ممر 3» أساسا لم يعد صالحا للاستخدام، كما أنه يتقاطع مع الممرات الأخرى. ولأن المطار مغلق فإن

الممر المغلق فيه يجب أن يلغى لكننا تركناه تحسبا لوجود طائرات صغيرة قد تستخدمه للنزول. وتعاد التساؤلات مرة أخرى: لماذا قمتم بإنشاء ممر رابع، رغم أن مطار هيثرو بلندن فيه 3 ممرات فقط والحركة الجوية

فيه أكثر من مطار القاهرة؟ ونجيب: أننا لم نقم بإنشاء ممر رابع فهو فى الواقع ثالث وليس رابعاً، ذلك لأن الممر الثالث غير مستخدم كما ذكرت سابقا. وأنشأنا الممر الجديد لأن الممرات القديمة لم تكن كافية،

ولأن كل ممرات «هيثرو» تتوقف عند الساعة الثانية عشرة مساء، وبالتالى يتم عمل جميع أنواع الصيانة المطلوبة، لكن هذا ليس متوفرا لدينا، فما بين حركة الطيران نفسها يتم إجبارك على عمل صيانة سريعة للمرات.

■ فى واقعة غرق «العبارة» الشهيرة بالبحر الأحمر عام 2006..هل بالفعل نواب «الإخوان المسلمين» دافعوا عنك وقتها عند اتهام أحد النواب لك وللجيش بالتقصير فى إنقاذ الغرقى؟

- التحليل الذى تقدمت به أغلق الكلام فى هذا الموضوع فى مجلس الشعب، وقطعاً كنت أكثر الموجودين خبرة، وقدمت تقريرا عن أسباب هذا الحادث، وأذكر أن نواب الجماعة كانوا دائمى التصفيق والتحية والتقدير، كما أتذكر وقوف الأخ الفاضل حمدى حسن وتحدثه عن الإخوان باعتباره ممثلهم وقدم شكره عن الأداء الخاص بأحمد شفيق والطيران المدنى، وقال «إننا نثق فى هذه الوزارة».

■ وما الذى غير رأيهم إذن بتحريك قضية المطار؟

- المشهد السياسى طغى على أفكار الجميع بحيث انقلب الموضوع إلى «سياسة بحتة» بين احتياجات مطلوبة الهدف منها الإساءة لشخص أحمد شفيق، وبالتالى خلق قضايا غير صحيحة لن تنفع معى. فلو أخطأت سأبادر واعترف بخطئى لسبب بسيط أن مستواى الوظيفى وتاريخى وحجم إنجازاتى بفضل الله ودعاء والدى تجعلنى لو أخطأت أقر بخطئى. وأتمنى من جهات التحقيق أن تأتى بخبراء من الخارج فى هذه القضية.

■ البعض يرى أن «الإخوان» يتبعون السياسة الاقتصادية نفسها للحزب الوطنى «المنحل»، ما تعليقك؟

- جماعة الإخوان المسلمين حركة دينية أنشأت لها جناحا سياسيا متمثلا فى حزب الحرية والعدالة، للاندماج فى الحياة السياسية إلا أنها ستظل جماعة تفتقد القدرة على العمل السياسى والاقتصادى. هم غير أكفاء، ودراسة الوضع

الاقتصادى حاليا تتطلب استشارة كل الخبراء الاقتصاديين وليس خبراء «الإخوان»، والغاية تبرر الوسيلة عندهم. وما كانوا يرفضونه بالأمس بحجة الدين أو الارتباط بالغرب أو التبعية له هم الآن يفعلونه من باب «المواءمات».

■ إذا كانت المواءمات والصفقات السياسية ليست خطأ.. فلماذا نفى القيادى الإخوانى حسن مالك وجود صفقات معك أو السعى إليها؟

- لم يحدث مطلقا أنى طلبت منه شيئا، ما حدث عن لقائى بحسن مالك قلته وأكدته من قبل، لكن هذا ليس هو المهم. «البلد هتجوع بعد 6 أشهر واحنا داخلين على خراب، وهم لهم اهتمامات أخرى»، وذلك تعليقا على الهوجة التى حدثت بسبب مقابلتى معه.

■ إذن أنت تقابلت مع «مالك» للتفاوض؟

- تقابلنا فى منزل أحد رجال الأعمال، والمرة الثانية فى منزلى، ولم يكن هناك مفاوضات ولم نتكلم عن أى شىء عن السياسة.

■ وهل كانت زيارة ودية أم لسبب آخر؟

- والله لم نتحدث فى العمل على الإطلاق، وللأسف قال إننى طلبت مقابلة سعد الكتاتنى وعصام العريان ومحمد مرسى.

■ فى أحاديث تليفزيونية سابقة لك صرحت بأنه لديك الكثير ولا تريد الجهر به؟

- ليس فى هذا الموضوع تحديدا، لكن فى قضايا رئيسية كثيرة، وأنا لا أعتب على أى شخص أنكر لقائى لكن كل ما أقوله هو أن هناك قضايا ومشاكل أهم من ذلك بكثير، فما هو الخطير فى أن أى شخص قابل شخصا آخر، وعندما خرج «العريان»

وقال أتحدى لو أن أى شخص من «الإخوان» قابل أحمد شفيق، لم أعلق لأننى لحسن الحظ لم أكن قد سمعت هذه العبارة، ولو سمعتها فلم أكن أعلق لأنها موضوعات «تافهة»، لكن يبدو أن «العريان» عندما اختلى بنفسه وفكر جيدا أعلن فى

اليوم الثانى مباشرة أن أحمد شفيق التقى حسن مالك ليطلب منه الدعم فى الانتخابات بناء على طلبى من خلال رجل أعمال صديق مشترك، و«العريان» أقدم على هذه الخطوة خوفا من أن أعلن حقيقة لقائى بـ«مالك» بعد إعلانى لقائى بياسر برهامى.

■ ردد البعض أنك خذلت أنصارك بخروجك من مصر، وأن الـ12 مليون شخص الذين صوتوا لك أصيبوا باليأس.. وأن مبارك أصر على البقاء فى مكانه رغم ما يتعرض له، فلماذا لم تتخذ نفس الموقف بدلا من اتهامك بالهرب؟

- لا شىء اسمه هروب، وهل كل الزعماء العظام الذين تركوا بلادهم لفترات لمواقف شبيهة أو غير شبيهة بما حدث معى، هل كان ذلك يعد هروبا؟ على الإطلاق فالعملية ليست كذلك، لكن الفكرة أن الشخص عندما يتعرض

لجنوح فى التصرف وعندما يجد أفكارا طائشة، وغير مدركة، لا يجد مفرا سوى الابتعاد. وهل من الرجولة عندما يقوم شخص بقذفى بالطوب فى الشارع أن أقف وأدعه يصيبنى؟ من يردد هذا الكلام لا يعى المعنى الحقيقى للرجولة.

■ هل ترى أن نجاح المرشح «رومنى» فى تولى الرئاسة فى الولايات المتحدة سيؤثر سلبا فى تنامى تيار الإسلام السياسى بالشرق الأوسط، خاصة أنه يؤخذ على «أوباما» أنه اندلعت فى عهده الثورات العربية التى أعقبها صعود هذا التيار؟

- شاهدت أمس أحد البرامج التى تخاطب أوباما تحت عنوان: «لماذا أيها الرئيس.. لماذا أضعت مصر». البرنامج هاجم الرئيس الأمريكى وحمله مسؤولية ضياع مصر على حد قول المتحدثين. وفى ديكور البرنامج وضعت علامة

«الإخوان المسلمين» بشكل لافت أعلى مبنى البيت الأبيض، وكل هذا يدل على أنهم ليسوا سعداء بما يدور لكن لو وصل حزب الحرية والعدالة للحكم- ولا أريد أن أقول الإخوان المسلمون لأنه من الخطا أن يتكلم أحد من

الجماعات الإسلامية فى السياسة-فإن هذا ما يجسم المشكلة. لأن «الإخوان» كما سبق أن ذكرت يظنون أن وصول حزبهم السياسى للحكم يعنى أن يصطبغ البلد بلون إسلامى، وهذا سيحرض بعد ذلك على «انتكاسة تكون قاسية جدا عليهم».

■ هل ترى أن قوة «الإخوان» ترجع إلى عدم وحدة التيارات المناهضة لهم من اليساريين والليبراليين، أم أن تواجدهم فى الشارع وحسن تنظيمهم يعدان أفضل من الاجتماعات والتربيطات؟

- بالنسبة لحزب النور فما يحدث بداخله من انقسامات يعتبره الإخوان فى مصلحتهم، لذلك يقومون بتغذية هذه الانقسامات على الرغم من أن الأزمة داخل الحزب ليست كبيرة، ونحن الذين نميل إلى تضخيم الأمور.

■ هل تعتقد أنه من الممكن تصعيد البلاغات ضد المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان وتحويلها إلى الجنايات أم ستحفظ فى مراحلها الأولى؟

- كل شىء وارد، ولا أستبعد محاكمة المشير طنطاوى والفريق عنان، وأكبر دليل هو مفاجأة إقالتهما. كما أن المنافس الأول للرئيس، والذى حصل على نصف أصوات الناخبين ينتقمون منه لأنه حول قطعة أرض إلى حديقة

لصالح الشعب المصرى وهى حديقة الأسرة المصرية، وهناك 8 وزارات وهيئات طلب منها تقديم دعم إذا استطاعت إنشاء هذه الحديقة، ووافقنا وقدمنا جزءا من أموال الدعاية لدينا، وسألنا المسؤولين عن الجزء المناسب

لنا للعمل به وكان قطاع الألعاب لأبناء الأسر، وكذلك استخدمناها فى الدعاية عن طريق وضع اللوجو الخاص بالشركة على جميع الألعاب وهو ما كنا ندفع فى مقابله الكثير ليذاع فى التليفزيون، وكل ما تم دفعه من

الشركتين هو 23 مليون جنيه أو شىء من هذا القبيل، ومع ذلك فوزارات أخرى دفعت مئات الملايين فى الحديقة نفسها، وبرغم مشاركة 8 وزارات أو هيئات رئيسية فإننا لم نر أياً منها قد استدعى للتحقيق برغم أن القدر

الذى ساهمت به وزارة الطيران من خلال شركتها يعد أقل جهات الدولة مساهمة، ووضعنا الأموال فى حديقة يستخدمها الشعب المصرى، وإن كنت سأحاسب على هذا الأمر فعليهم أن يحاسبوا الوزراء الآخرين الذين ساهموا فى إنشاء الحديقة.

■ هل تعتبر نفسك موجودا فى الإمارات كلاجئ سياسى؟

- لا.. لست موجودا بصفتى لاجئاً سياسياً، فأنا لدى كل الإمكانات المتوفرة للإقامة هنا، وأمارس حقى فى أن أكون بعيدا عن التوتر والممارسات الغريبة وغير المنطقية التى تدور فى مصر، وكذلك أفكر وأتخذ قراراتى بهدوء.

■ هل تعتقد أن الإمارات قد تقوم بتسليمك لمصر فى حالة صدور حكم ضدك تجنبا لحدوث توتر بين الدولتين على الرغم من عدم وجود اتفاقية لتسليم المطلوبين بينهما؟

- ليس لدى أدنى فكرة عن هذا الموضوع، ولا أعتقد أن يحدث هذا طالما لا يوجد اتفاق.

■ ما مدى موافقتك على مطالبة بعض أنصارك بتدويل قضيتك؟

- أوافق على ذلك، وسأقوم به فى الوقت المناسب، وليس «التدويل» فقط، بل أشياء أخرى كثيرة فأنا لدى الكثير والكثير.

■ أكبر من ورقة «التدويل»؟

- بكثير جدا.

■ ما الوضع الذى يستفزك أكبر مما أنت فيه كى تتكلم أو «تدول» قضيتك؟

- أن يـُحكم علىَّ زورا وبهتانا، ولا أتوقع هذا، فالقضية لا وجود لها والقضاء المصرى سينصرنى.

■ ألا تخشى أن يقال إن لجوءك لـ«التدويل» قد يساهم فى فرض عقوبات على مصر، كما حدث فى قضايا خاصة ببعض السياسيين مما ساهم فى حرقهم سياسياً؟

- لم أقل إننى قمت بتدويل القضية بعد، لكن بما أن السؤال افتراضى فإجابته افتراضية أيضا، وحتى لو تم ذلك فمن يكون المخطئ أنا أم من قام باتهامى وتشويه سمعتى دون دليل، وحوّل محاكمتى إلى محاكمة سياسية الغرض منها إقصائى.

■ يطالبك البعض بالعودة إلى مصر حتى لا تتم إدانتك بهروبك، ولتستطيع الدفاع عن نفسك؟

- سأستأنف هذا الحكم، ثم سأصعد الأمر على كل الأصعدة، وأيا كان شكل هذا التصعيد، لكنى لن أضيع حقى بحال من الأحوال.

■ كيف ترى منح الرئيس مرسى اسم الرئيس الراحل السادات نجمة الشرف، بينما منح قلادة النيل لاسم الفريق سعدالدين الشاذلى؟

- السبب فى ذلك أن الرئيس السادات حاصل على قلادة النيل بالفعل، ونجمة الشرف هى أعلى وسام عسكرى وعندما جاء السادات فى الأيام الأولى للحرب استحدث وساما جديداً لنجمة الشرف وأطلق عليه نجمة سيناء، ومجلس الشعب أعطى له هذه النجمة، وقام بدوره بإعطاء قادة الأفرع الرئيسية بالجيش نجمة الشرف بحكم موقعهم، ومبارك كان من الحاصلين على نجمة الشرف.

■ وما تفسيرك لإعطاء اسمى السادات والشاذلى هذه الأوسمة فى هذا التوقيت؟ وهل هذا حب فى الرئيس الذى أخرج الإسلاميين من السجون؟

- هو (الرئيس محمد مرسى) يحاول أن يظهر بمظهر من يقدر حرب أكتوبر.

■ البعض تعجب من اختيارك لـ«محمد أبوحامد» ليكون أحد الوكلاء المؤسسين للحزب الذى أعلنتم عن تأسيسه رغم خلافكم من قبل؟

- من منا خال من الملحوظات، ولا نريد أن نتصيد الأخطاء لبعضنا. و«الحركة الوطنية» حركة سياسية يجتمع فيها كل من يحب مصر أيا كان توجهه. وهى مظلة كبيرة ويمكن أن يجتمع تحتها كل من يحب مصر.

■ ماذا عن نتائج الانتخابات الرئاسية، تردد من قبل أنصارك أنك أنت الفائز وفوجئنا بعكس ذلك؟

- لو فتح تحقيق فى مثل هذا الأمر، فستظهر أشياء كثيرة جدا، كذلك فى موضوع استيراد الأقلام ووضع «استيكر» عليها مكتوب عليه أحمد شفيق حتى تؤخذ كورقة إدانة لى، والحقيقة الجميع يعلمها.

■ ولماذا لم تقدم بلاغات فى هذا الموضوع؟

- نحن لم نقدم بلاغات، لكن اللجنة العليا للانتخابات هى التى قامت بتقديم البلاغات ولم يعاقب فيها أحد حتى الآن، وأحد مستوردى هذه الأقلام موجود فى القصر الرئاسى.

■ ولماذا صمت ولم تأخذ حقك؟

- قيل زمان لا يضيع حق وراءه مطالب.

■ أخيرا.. متى ستعود إلى مصر؟

ليس الآن، لأن الجو العام تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين غير مطمئن، وأنا لم أرتكب أى جريمة على الإطلاق، وللأسف هناك بلاغات ضد «مرسى» وقيادات «الإخوان». فلماذا لم تتحرك.

والوضع غير مستقر والأيام ستثبت ذلك، فالبلاد شهدت توترات كثيرة خلال الشهور الماضية. والثورة قامت لاستبدال النظام القديم على النحو الذى يحقق الرضا تجاه الأوضاع فى الدولة، لكن الأمور ساءت بسبب نقص الخبرة عند «الإخوان» بل انعدامها

: almasryalyoum

15 اكتوبر 2012 |